كسوة العيد.. أرق يراود ربَّ الأسرة الفقيرة في ظل العدوان والحصار

 

اعدها اليوم/ محمد الجبري
مع قرب انقضاء شهر رمضان المبارك وقدوم عيد الفطر نستعد الكثير من الأسر في الوطن العربي والإسلامي بشكل عام والأسرة اليمنية بشكل خاص لشراء احتياجات العيد من ملابس وحلويات ومأكولات، وفي اليمن تواجه الأسرة اليمنية تحديات حقيقية وصعوبات ليست لها نهاية في توفير مستلزمات العيد في ظل عدوان همجي وانقطاع للمرتبات، وقد أعلنت هيئة الزكاة مؤخراً عن مشروع خيري ضخم بتخصيص نحو ما يقارب عشرين مليار ريال لمساعدة الفقراء والمحتاجين للحد من معاناتهم الناتجة عن الحصار الذي يفرضه العدوان على اليمن والتخفيف من آثار سياسة التجويع والتركيع ضد شعبنا اليمني والذي تظهر آثاره خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر.
صحيفة “الثورة” ترصد في هذا الاستطلاع عدداً من آراء بعض الأسر اليمنية حول استعداداتها للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة في ظل العدوان والحصار.

جرائم العدوان تمنع الفرحة
أم فواز الحرازي 55 عاماً تؤكد أن الاحتفال بالعيد في هذه الظروف القاسية التي يعاني منها الوطن أصبح صعبا إن لم يكن مستحيلا عند كثير من الأسر اليمنية.
وأضافت: العدو ومرتزقته يستخدمون كل الطرق لعرقلة وصول الاحتياجات الأساسية إلى صنعاء والمحافظات الحرة، كما أن من العراقيل التي تواجهها أسرة أم فواز هو قطع مرتب ولدها فواز بعد نقل البنك المركزي إلى عدن وهذه الخطوة التي أقدم عليها العدوان ومرتزقته -أثرت حسب أم فواز – بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني وزادت كثيرا من صعوبة الحياة عند كثير من الأسر ويبرز ذلك في الاحتفال بالمناسبات السنوية كعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى.
كما تؤكد أم فواز أن هناك صعوبة في توفير الملابس الخاصة بالعيد لأحفادها ولأسرتها كالسابق خصوصا بعد ارتفاع أسعار السلع والملابس الناتج عن فرض مبالغ مالية طائلة على دخول المواد الأساسية إلى المناطق الحرة، كما أشارت إلى أن الأزمة التي تعاني منها أزمة مركبة بارتفاع الأسعار ووضع ولدها الذي أصبح عاطلا عن العمل بسبب العدوان وأنها تخشى من أن يصيب ولدها أي مكروه.

هيئة الزكاة
ووسط هذه المشكلات والمعاناة تشكر أم فواز هيئة الزكاة لمساعدتها في توفير بعض التزامات العيد لأحفادها الصغار الذين يجهلون معنى العدوان أو الحرمان لكنهم يعيشونه رغم ذلك، هم يريدون الاحتفال مثل غيرهم من الأطفال في العالم الإسلامي.
وفي أخر حديثنا معها دعت أم فواز هيئة الزكاة إلى مضاعفة جهدها أكثر في الاهتمام بالأسر الفقيرة طوال العام بتوفير الاحتياجات الأساسية، وألا تكون المساعدة والدعم لتلك الأسر بشكل موسمي فقط.

أسباب وعوائق
أما المواطن حميد الزبيري 65 عاماً فلا يختلف حاله عن حال أم فواز فيقول: أتممت خدمتي العسكرية وأحلت إلى التقاعد قبل العدوان ولكن لسوء الحظ.. العدوان على بلادنا وقطع مرتبي التقاعدي جعلني عاجزا أمام طلبات توفير ما تحتاجه أسرتي من أشياء ضرورية سواء على المستوى العام ككل أو على مستوى المناسبات الخاصة لاحتفالات بالأعياد والمناسبات الوطنية والدينية.
وأشار الزبيري: إلى أن العدوان لم يتوان عن ضرب وحصار الاقتصاد الوطني من خلال تدمير بنيته التحتية، كما أن فرص العمل لم تعد متوفرة كالسابق، وكبر سني من العوائق الماثلة التي حالت دون حصولي على عمل آخر يساعدني في تدبير ما نحتاجه من مأكل ومشرب.

التكاتف ووحدة الصف
ورغم تلك الظروف القاسية يشيد العسكري المتقاعد الزبيري بوحدة الصف اليمني وتماسكه ضد العدو الذي شن عدواناً همجياً على اليمن دون مبرر، وأضاف: فعلى سبيل المثال أنا لم أعد قادرا على العمل كما أن راتبي أشبه بالمنقطع ولولا تكاتف أهل الخير معي من الناس الطيبين ودعم إخوتي لما استطعت الحفاظ على ماء وجهي أمام أولادي وزوجتي.

الحراج.. سوق الفقراء في العيد
ارتفاع أسعار الملابس بصورة خيالية مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، والتي طالت حتى المحلات العادية التي كان يقصدها متوسطو الدخل لشراء كسوة العيد لهم ولأطفالهم، دفع شريحة كبيرة من المواطنين الذي، يعيشون أوضاعا مادية صعبة بسبب العدوان والحصار إلى التسلل ربما خلسة إلى أسواق الملابس المستعملة ليشاطروا الفقراء والمهمشين شراء الملابس المستعملة، ويتوزع زبائن هذه الملابس ما بين الموظفين الذين انقطعت رواتبهم والمواطنين المسحوقين بسبب العدوان والمعدمين والمهمشين الذين يحلمون بملابس تسترهم بمبالغ معقولة.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا