الرئيس الصماد .. رجل المسؤولية وأيقونة النضال والتضحية

الثورة نت../

أربعة أعوام مضت على استشهاد الرئيس صالح الصماد إثر استهدافه من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في محاولة بائسة لإجهاض مشروعه الوطني في التحرر من الوصاية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني.

نشأ الشهيد الصماد وترعرع في رحاب القرآن الكريم والتحق بالمدارس العلمية منذ صغره فحفظ القرآن عن ظهر قلب، ونهل من الثقافة القرآنية والمعين الصافي، فتعلم العلم والعمل معا وأدرك الغاية الحقيقية للحياة.

كان الصماد من أكثر المقربين والمحبين للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، حيث اكتسب منه الكثير من الصفات الكريمة “الصبر والأمانة والإخلاص في العمل والتواضع والتعامل الحسن مع الجميع وتحمل المسؤولية تجاه وطنه وأمته”.

ولذلك تميّز الشهيد الصماد، بصفات ومآثر جهادية وقيادية نابعة من إيمانه المطلق بالله تعالى وثقافته القرآنية، ما جعله مصدر قلق لدول تحالف العدوان التي اعتادت على شراء ولاءات قيادات الدولية، ما دفعها لاستهدافه في محاولة بائسة لإجهاض مشروعه التحرري الذي يرسم ملامح المستقبل المنشود للشعب اليمني.

عامان فقط هي الفترة التي تقلّد فيها الشهيد الصماد رئاسة اليمن بعد إجماع أعضاء المجلس السياسي الأعلى والقوى الوطنية على اختياره كشخصية وطنية تحظى بإجماع وحضور لافت ومواقف نضالية مشهودة، إلا أنه صنع خلال تلك الفترة القصيرة الكثير من التحولات على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

فعلى الصعيد السياسي، نجحت حنكة الرئيس الصماد في إفشال محاولات العدوان شق وحدة الصف وإحداث أي اختراق للجبهة الداخلية، إذ كان قريباً من كافة المكونات السياسية.

تعامل الرئيس الصماد مع الجميع بحكمة وحنكة وشجاعة ووضوح وتغلّب على الكثير من المؤامرات ومحاولات شق الصف واستطاع أن يجمع كلمة القوى السياسية ويوحد هدفها في مواجهة تحديات ومخاطر العدوان.

كانت أفضل الأوقات إلى قلب الرئيس الشهيد الصماد، تلك التي يقضيها بجانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في المعسكرات التدريبية والجبهات والمواقع المتقدمة التي كان يحرص على زيارتها والتردد عليها بشكل دائم ليتلمس أوضاع المرابطين ويرفع من عزيمتهم ويشاركهم في التضحية والفداء.

لم تغره حياة القصور، بل كان يتقدم الخطوط الأمامية بما فيها زيارة المرابطين والإشراف على العمليات العسكرية في جبهات ما وراء الحدود، فلم يتوان عن التضحية بنفسه فداء للوطن ودفاعا عن عزته حتى قضى شهيدا في مدينة الحديدة التي ذهب إليها لمتابعة جهود التحشيد والتعبئة بعد تصعيد العدوان في الساحل الغربي وسعيه لاحتلاله.

تفّرد الصماد عن غيره من الزعماء والرؤساء بأن جمع بين السياسي المحنك والإداري الناجح والمجاهد الفدائي الذي لا يتوان عن تقديم روحه ودمه فداء للوطن، فكان همّه الأكبر استقلال القرار الوطني والتحرر من الهيمنة والوصاية، وبناء دولة حرة قوية تلبي طموحات كل أبناء الشعب اليمني في العيش الكريم.

عمل جاهداً على تنفيذ الكثير من الإصلاحات الإدارية والهيكلية التي ساهمت في تعزيز صمود مؤسسات الدولة والحيلولة دون انهيارها رغم كل ما تعرضت له من استهداف مباشر وغير مباشر من قبل العدوان وأدواته.

وفي سبيل تحقيق تلك الغاية، أطلق مشروعه الوطني النهضوي وشعاره الخالد” يد تحمي .. ويد تبني” الهادف إلى شحذ الهمم لمواجهة العدوان حتى تحقيق النصر بالتوازي مع المضي قدماً في بناء دولة المؤسسات والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.

حفلت مسيرة الشهيد الصماد بالكثير من الإنجازات الوطنية على رأسها تصحيح وضع مؤسسات الدولة ومسار عملها ليصب في مصلحة المواطنين والاستمرار في تقديم الخدمات لهم والتخفيف من معاناتهم الإنسانية والمعيشية الناتجة عن العدوان والحصار.

أراد تحالف العدوان من خلال اغتيال الرئيس الصماد، النيل من صمود وعزيمة الشعب اليمني إلا أن جريمته البشعة كانت وبالاً عليه، كونها جعلت أبناء الشعب اليمني، أكثر قوة وصلابة وحفزته على مواصلة الكفاح وإعداد العدة لردع دول العدوان في عقر دارها.

حيث خُيل لدول العدوان، أنه باغتيال الرئيس الصماد، سيمكنها من كسر إرادة اليمنيين ويؤثر سلباً على معنوياتهم، في حين كانت عاقبة جريمتها الشنعاء وخيمة عليها عندما وصلت صواريخ وطائرات الصماد إلى الرياض وأبو ظبي ليعم الخوف والرعب مدن السعودية والإمارات.

شكلت الجريمة دافعاً لليمنيين نحو مزيد من الصمود والصلابة في مواجهة أعداء الإنسانية، فشهدت الصناعات العسكرية والقدرات الدفاعية لليمن، تطورات نوعية في إنتاج الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة من ضمنها طائرات صماد، التي باتت تقض مضاجع المعتدين وتشكل مصدر قلق لقادة العدوان والدول المشاركة فيه.

مثل الرئيس الشهيد الصماد، أنموذجاً رئاسياً فريداً في تاريخ اليمن والمنطقة بما تحلى به من زهد وشجاعة وحنكة سياسية وتجرد كامل عن حب التملك ومتاع الدنيا وحطامها الزائل، فلم يكن هناك ما يشغل تفكيره سوى قضية اليمن ومسؤولية بناء الدولة والانتصار لمظلومية الشعب حتى بذل روحه من أجلها.

ترك الصماد منصبه على رأس الدولة مثلما وصل إليه ودون حتى أن يؤمن مسكنا لأفراد أسرته أو أي أملاك أخرى سوى منزل والده المدمر بفعل غارات طيران العدوان في منطقة بني معاذ بمحافظة صعدة.

استشهاد الرئيس الصماد، مثل خسارة كبيرة على اليمن والأمة العربية والإسلامية، وما تحقق للشعب اليمني بفضل تضحيات الشهداء وعلى رأسهم الرئيس الصماد يعتبر مصدر فخر واعتزاز كل أبناء اليمن التواقين للحرية والانعتاق من تسلط قوى الاستكبار والهيمنة العالمية.

ومن هذا المنطلق، سيظل الرئيس الشهيد الصماد، ملهماً لأحرار اليمن للاستمرار في النضال حتى تحرير كامل الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين والتحرر من الوصاية الخارجية التي عاشها الوطن لسنوات طويلة.

في حين سيُخلد التاريخ بأحرف من نور مسيرة حياة الرئيس الشهيد صالح الصماد الحافلة بالعطاء والانجاز والتضحية في سبيل حرية واستقلال وسيادة الشعب اليمني.

سبأ

قد يعجبك ايضا