حماس تدعو للاستنفار والاحتشاد في حملة الفجر العظيم للدفاع عن الأقصى
غارات عنيفة على غزة وتدمير عدد من منازل المواطنين وفصائل المقاومة تُحمِّل الاحتلال مسؤولية التصعيد
يواصل الفلسطينيون الأحرار التصدي لمختلف الانتهاكات الإجرامية بحق الأهالي والمقدسات الإسلامية وأفشلوا المخططات الأخيرة التي سعى العدو خلالها إلى إدخال القرابين إلى المقدسات،.
إلى ذلك ثمنت حركة حماس صمود المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، الذين تصدّوا لاقتحامات الاحتلال ومستوطنيه بكل بسالة وافتخار، مؤكّدين للقاصي والداني أن للأقصى رجالا يحمونه، ويدافعون عن طُهْره، رغم بشاعة العدوان وإرهاب المحتلين.
أكد الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم، على أن المقاومة الفلسطينية مصممة على مواصلة مشوار الجهاد والتصدي للعدوان الإسرائيلي مهما بلغت التضحيات.
وقال برهوم شعبنا في كل ساحات الوطن وبإسناد متواصل من المقاومة، يخوض ملحمة بطولية تعكس حالة التلاحم والصمود الأسطوري لهذا الشعب وعطائه المتواصل، وقدرته على حماية مقدساته والدفاع عنها وفرض معادلاته على العدو».
وجدّدت حركه حماس دعوة «للفلسطيني في القدس وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة للاحتشاد والمشاركة في حملة (الفجر العظيم) في المسجد الأقصى المبارك، والتي تأتي يومنا هذا الجمعة الموافق 21 رمضان، تحت شعار «إنا باقون».
ولفتت إلى أنّ ضرورة الاحتشاد بالأقصى «لنؤكد للعدو الصهيوني أننا متجذّرون في هذه الأرض مدافعون عن قدسنا وأقصانا حتى التحرير والعودة».
فشل الاحتلال
من جانبه أكد خطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، أن كيان العدو الصهيوني فشل في مخططاته ولم يستطع أن يلبي مطلب الجماعات المطرفة في ذبح القرابين، ورغم البطش الذي قام به ضد شباب القدس فإنه لم يحقق هدفه المنشود.
وقال صبري «انتهت الأيام الخمسة السوداء وسنبدأ بالاعتكاف بإذن الله، وفي الأيام العشر الأواخر لا يدخل أي زائر غير مسلم للأقصى، ولن يتمنن علينا الاحتلال».
وأضاف إن الاحتلال غدر بنا الجمعة الماضية، ولا يجرؤ أي يهودي على اقتحام الأقصى دون حراسة وعلينا أن نكون حذرين ومتنبهين ويقظين لغدرهم».
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني أعلن في خامس يوم لاقتحامات المسجد الاقصى من تسجيل إصابة نحو 20 فلسطينيًا بينهم إصابات في الرأس والرقبة جراء اعتداءات قوات العدو في المسجد القبلي.
جرائمكم تزيدنا قوة
وفي ذات السياق قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد شلح: إن «جرائم الاحتلال تزيد من قوة المقاومة، ولا نستبعد أن يرتكب أي حماقة».
ووجَّه شلح في تصريح صحفي لقناة «فلسطين اليوم»، أمس الخميس، التحية للمرابطين والمرابطات في القدس المحتلة.
وأشار إلى أنه بالأمس حققنا نتيجة إيجابية والاحتلال فهم الدرس من معركة «سيف القدس»، مبينًا أنه تم إرسال رسائل للاحتلال والخلافات السياسية داخل الكيان لا نهتم لها.
وأضاف: «هدفنا اليوم هو استنهاض الفلسطيني في الضفة والداخل المحتل لمواجهة الاحتلال»، مشيرًا إلى أن جرائم الاحتلال تزيد من قوة المقاومة، ولا نستبعد أن يرتكب الاحتلال أي حماقة.
وأكد على أن المقاومة تراقب عن كثب، ولديها من الحكمة في أخذ قرار الدخول بأي معركة، موضحًا أن المقاومة أصبحت تفرض معادلات على الاحتلال.
وشدد على أنه من سينحاز إلى القضية الفلسطينية والقدس سيحفظه التاريخ ويخلده، متأملًا أن تنتهي صفحة الرهان على المجتمع الدولي، والرواية الفلسطينية ممهورة بالدم.
وذكر أن السلطة أضاعت زمنًا طويلًا وهي تبحث عن دور المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هي المقاومة والدم الذي ينزف.
ووجه شلح التحية للشعوب العربية التي لا يزال حب الشعب الفلسطيني يسكن قلوبها، مضيفًا أن كل رهانات الاحتلال فشلت وتحديدًا ما يخص أهلنا في الأراضي المحتلة عام الـ48.
وأشار إلى أن فلسطين وقف إسلامي، ورايتنا «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»، مؤكدًا على أنه أثبت بالدليل القاطع، أن الراية يسلمها جيل إلى جيل، ونحن لا نقول فقط، إن للقدس رب يحميها.. وبل وشعب كذلك.
وختم بالقول: «لن نهزم ومعنا الجمهورية الإيرانية وحزب الله، ولنا أصدقاء في المنطقة، وفينا كتائب القسام وسرايا القدس».
انتهاكات الاحتلال
ميدانيا اندلعت مواجهات صباح امس الخميس بين الفلسطينيين وقوات العدو في قرية العيساوية شمال شرق القدس المحتلة.
واقتحمت قوات العدو القرية، واندلع على إثر ذلك مواجهات بينهم وبين الشبان الفلسطينيين؛ حيث أطلقت القوات الصهيونية باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون التبليغ عن اعتقالات.
كما أغلق مستوطنون،الطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية، أمام الفلسطينيين، وسط أعمال عربدة واستفزاز.
وفي ذات السياق أُصيب 8 مقدسيين إصابات بعضها في الرأس والرقبة برصاص العدو المطاطي داخل المصلى القبلي المحاصر بالمسجد الأقصى جراء اعتداء شرطة العدو الإسرائيلي، على المصلين والمعتكفين في باحات المسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي.
يأتي ذلك فيما وفرت شرطة العدو الحراسة للمستوطنين الذين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية بالجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة.
من ناحيه شنت طائرات العدو الإسرائيلي الحربية، بعد منتصف الليلة، غارات جوية عنيفة على قطاع غزة خلفت أضرارا كبيرة بمنازل المواطنين القريبين من الاستهداف في قطاع غزة.
الجبهة الشعبية
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن القصف الصهيوني على قطاع غزة فجر امس الخميس، توسيع لدائرة النار التي سيكتوي بها الاحتلال ومستوطنوه.
وترى «الشعبية»، في بيان لها اليوم، أن القصف على القطاع فجر امس، محاولة فاشلة لتحييده عن المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية.
وشددت على أن المقاومة لن تقف صامتة أمام جرائم الاحتلال ومستوطنيه في القدس والضفة الغربية.
وفجر أمس الخميس، شنت طائرات العدو غارات استهدفت مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية بالمحافظة الوسطى، وجنوب غزة، بعشرات الصواريخ، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
سياسة الاقتحام ستهزم
بدوه أكد هنيه في رسالة إلى العدو الإسرائيلي أنه كما ألحقنا الهزيمة بما يسمى مسيرة الأعلام فسنهزم سياسة الاقتحام وما زلنا في بداية المعركة.
ولفت إلى أن ما يقوم به المستوطنون في الأقصى سيدفع بكل الأبعاد الاستراتيجية للصراع إلى الواجهة.
كما دعا هنية الدول التي طبعت مع «إسرائيل»، إلى سحب سفرائها فورا في ظل ما يجري بالأقصى.
وأوضح الناطق باسم الحركة حازم قاسم في بيان ان القصف على قطاع غـزة سيزيد من إصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته على مواصلة النضال ضد كيان العدو.
وشدد قاسم على أن هذه المعركة مع العدو لها نهاية واحدة وهي انتصار الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه بالتحرير والعودة.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية إن العدو يتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد واستمرار العدوان والإجرام الصهيوني هو سبب التوترات والاشتعال.
وأشارت إلى أن على الوسطاء الضغط بشكل جدي للجم العدو عن كافة الأشكال العدوانية والاقتحامات للأقصى لأن المقاومة قالت كلمتها بأن القدس خط أحمر.
خشية الإسرائيليين
نقلت و سائل إعلام إسرائيلية استعداد المؤسسة الأمنية لاحتمال حدوث تصعيد، في الأيام القريبة المقبلة، مع قطاع غزة.
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، امس الخميس، إنّ «المؤسسة الأمنية في حالة استعداد لاحتمال حدوث تصعيد في الأيام القريبة المقبلة».
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ «هناك خشية في المؤسسة الأمنية والعسكرية من استمرار التصعيد مع قطاع غزة، بعد فجر عاصف في الحرم القدسي».
وفي وقت سابق من يوم امس، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى بعد صلاة الفجر، وسط إطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي، تمهيداً لاقتحامات المستوطنين، بينما تصدّى لها الشبّانُ الفلسطينيون بإطلاق الألعاب النارية.
وأبعدت قوات الاحتلال المُصلين والمعتكفين بالقوة من ساحات المسجد، الأمر الذي أدى إلى إصابة عددٍ كبيرٍ من المحاصَرين داخل المصلّى القبلي، واعتدت على الطواقم الصحافية وأخرجتها من باحات المسجد الأقصى.
ويشهد الشارع الاسرائيلي حالة من الغضب المتزايد بصفوف المستوطنين الذين اصبح ينتابهم شعور بعدم الثقة والامان في ظل حالة الضعف التي تعيشها حكومة بينت في مواجهة الصمود الفلسطيني وتعاظم قوة المقاومة واتساع حاضنتها الشعبية.
وقفة تضامنية في طرابلس
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير نظّمت «لجنة القضايا العربية» في نقابة المحامين في طرابلس وقفة تضامنية مع فلسطين، ورفضًا للعدوانية الصهيونية المستمرة على أهل القدس والمقدسات، برعاية نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال فنيانوس، وحضور عضوي مجلس النقابة نشأة فتّال ومحمود هرموش وأعضاء اللجنة ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في الشمال.
وخلال الوقفة عبرت اللجنه بأن «فلسطين ليست بلادًا، ولا مدنًا أو شوارع، ولا شعبًا ينهشه الحصار والسجون والشتات، ولا مساجد ولا كنائس، لكنها التجسيد الحي لمعنى الوجود الإنساني، والتعبير اليومي لصيرورة التراب نبضة قلب، والزيتون بندقية بطل، والبرتقال سكينًا في صدر محتل، فلسطين، منذ خمسة وسبعين عامًا تولد كل يوم من رحم النار وتكتب عهدًا جديدًا من الصمود والإباء، وتكلّم العالم الأصم فلا يسمع أنين جراحها، لكن فلسطين، قريبًا إن شاء الله، ستُدحرج حجر القيامة وتنهض من ريقة الاحتلال بعزائم المقاومين».
وأضافت: «نحن اليوم في وقفة تضامنية مع أرضنا الذبيحة من الماء حتى الماء، ومع شعبها المعذّب الصامد بزنوده العارية أمام أعتى الآلات العسكرية الحديثة. لكن اعذروني، فالقدس سئمت من الأشعار والخطابات، وقطاع غزة لم تفكّ المنابر عنّه حصارًا، والوطن السليب لم تحرره الندوات، ذلك أننا أمام عدو لا يقيم للكلمة وزنًا ولا للدم قدرًا ولا للحق نصيبًا، ولا للقيم حسابًا، ولا يفهم إلا لغة القوة».
الخارجية الإيرانية
كما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن إرساء السلام الدائم والعادل في المنطقة يتحقق فقط بالإنهاء الكامل لاحتلال فلسطين وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم الأمّ وتعيين النظام المستقبلي لفلسطين على أساس استفتاء عام يشارك فيه جميع سكانها الأصليين وبالتالي تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة والموحدة، مشددًا على أنّ أيّ اعتداء على الأماكن المقدسة أو مساس بمشاعر الأمة الإسلامية أمرٌ مرفوضٌ ولا يمكن تحمّله.
جاء ذلك في رسائل منفصلة بعثها وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه ووزراء خارجية الدول الإسلامية في أعقاب الهجوم الصهيوني الأخير على المسجد الأقصى وممارسات الكيان الصهيوني الإجرامية والتعسفية ضد الشعب الفلسطيني.
واعتبر عبد اللهيان النهج المزدوج وصمت بعض الحكومات والمنظمات الدولية تجاه قضية فلسطين أنه شجع الكيان الصهيوني العنصري على تصعيد انتهاكاته لحقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء الأحداث الأخيرة في فلسطين، بما في ذلك الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الكيان الغاصب للقدس في الإساءة لقبلة المسلمين الأولى، والاعتداء الغاشم على المصلين الفلسطينيين الصائمين، مما أدى إلى جرح واعتقال المئات منهم.
وشدّد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة التحرك العاجل والحاسم من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، في القيام بواجباته في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى جعل مناقشة تطورات الأوضاع خلال الأسبوعين الماضيين في فلسطين على جدول الأعمال الفوري للأمم المتحدة.