الثورة نت|
نظمّت سفارة الجمهورية اليمنية في سوريا بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق، ندوة فكرية بالذكري السنوية الرابعة لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، بالتزامن مع اختتام معرض “وجوه من نور”.
وفي الندوة استعرض سفير اليمن في سوريا عبد الله صبري، أبرز المحطات والتحديات التي واجهت الشهيد الصماد منذ التوافق الوطني عليه رئيساً لليمن، حتى استشهاده في غارة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي.
وأشار إلى اللحظة الاستثنائية التي عاشتها اليمن بعد فشل مشاورات الكويت، وتوجه العدو للمزيد من التصعيد العسكري والاقتصادي، مع محاولة اختراق الجبهة الداخلية .. معتبراً تشكيل المجلس السياسي الأعلى برئاسة الشهيد الصماد، ومشاركة مختلف القوى الوطنية وفي المقدمة أنصار الله والمؤتمر الشعبي رداً سياسياً حكيماً وشجاعاً قلب الطاولة على العدو.
وأشاد السفير صبري بشخصية الشهيد الصماد المتسامحة والمعتدلة وتصرفه كرئيس توافقي، في إطار مسؤوليته الدينية والوطنية، ما عزًز من ثقة الأطراف السياسية في منهجه وحكمته في بناء الدولة والتصدي للعدوان، وأدرك العدو أنه أمام أنموذج مختلف من الساسة والحكام، فأطلق خطة الترصد والاغتيال التي شكلت خسارة كبرى لليمن واليمنيين.
ولفت إلى أن السلطة وشؤون الحكم لم تشغل الرئيس الصماد عن متابعة مجريات الحرب والمواجهة الميدانية العسكرية مع العدوان وأدواته .. مبيناً أن الشهيد كان متابعاً دائماً لكل المستجدات، كما كانت زياراته للجبهات لا تتوقف.
وعرّج السفير صبري على دور الرئيس الشهيد في مواجهة فتنة ديسمبر 2017م، ونجاحه في وأدها ومعالجة تداعياتها واحتواء تبعاتها، بعد أن كان العدو يراهن عليها بشكل كبير.
واختتم سفير اليمن بسوريا كلمته بالقول” إن الشهيد الصماد لم يغادر الحياة، إلا وقد رسم مشروعاً لبناء الدولة، تحت شعار “يد تحمي .. ويد تبني” حتى لا يظن المتكاسلون أن الحرب يمكن أن تعطل عجلة البناء، وهكذا فإن إحساس الشهيد تجاه المسؤولية الملقاة على عاتقة، رسمت معادلات الصمود الوطني بمفهومه العميق والشامل وشكلت قواعد متينة للنصر الذي تلوح بشائره يوماً بعد آخر”.
من جانبه أشاد المستشار الثقافي الإيراني الدكتور حميد عصمتي، بمناقب الرئيس الشهيد الصماد الذي مثل الأنموذج الصادق للقادة العظماء في الأمة.
وقال”: نجتمع اليوم من كل محور المقاومة لتكريم شهدائنا، ما يدل على تضامننا وترابطنا وتلاحمنا مع بعضنا وهدفنا خدمة أمتنا، والبوصلة هي القدس وقضيتنا المركزية فلسطين”.
بدوره أشار الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية إلى أن الرئيس الشهيد الصماد تجاوز حدود السلطة ومغريات المنصب إلى مساحة الوطن وهموم الشعب والأمة بأكملها، وضحي بحياته خدمةً لوطنه وشعبه وأمته.
ولفت إلى أن الشهيد الصماد، قدّم الأنموذج لرجل المسؤولية، واعتمد خطاباً معرفياً إصلاحياً تجديدياً ثورياً، وعملية مرّكزة لبناء الدولة والنهوض بالأمة والمجتمع.
وفي ختام الندوة، كرّم السفير صبري المستشار الثقافي الإيراني بدرع تكريمي نظير جهوده في تنظيم معرض شهداء اليمن” وجوه من نور”، وعرض فيلم يوثق جانباً من حياة ومسيرة الرئيس الشهيد والظروف التي عاشتها اليمن خلال الفترة الماضية.
حضر الندوة عدد من أعضاء البعثتين الدبلوماسية اليمنية والإيرانية، وقيادات في الفصائل الفلسطينية، وحشد من الجالية والطلبة اليمنيين.