فصائل المقاومة تحيي "يوم الأسير" في بيروت وتؤكد على وحدة المقاومة

قوات الاحتلال تقتحم الأقصى وتغلق الحرم الإبراهيمي

الثورة / هاشم الاهنومي (وكالات)
تستمر عمليات العدو الإسرائيلي الإجرامية بحق المواطنين في فلسطين والمقدسات الإسلامية حيث اعتقلت قوات العدو الصهيوني أمس الاثنين (15) مواطنًا فلسطينياً في الضفة الغربية وقامت بإغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين، تمهيداً لاقتحامه من قبل المستوطنين للاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
وفي ذات السياق أفادت وسائل إعلام فلسطينية أنّ قوات الاحتلال اقتحمت أمس الاثنين بأعداد كبيرة المسجد الأقصى، في محاولة لإخراج المصلين والمعتكفين من باحاته تهيئة لدخول المستوطنين الاستفزازية بعد دعوات أطلقتها ما تعرف بـ” منظمات الهيكل” بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الجمعة الماضية ويستمر أسبوعاً.
وأضافت أنّ “عددًا من قناصة شرطة الاحتلال انتشروا فوق أسطح المسجد الأقصى وفوق البنايات المجاورة له”.
كما أغلقت قوات العدو الصهيوني، امس الاثنين، الحرم الإبراهيمي أمام المصلين، تمهيداً لاقتحامه من قبل المستوطنين للاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
كما اقتحم مستوطنون، بحماية قوات العدو، منطقة برك سليمان السياحية، جنوب بيت لحم.

حماس: لن نبرح رباطنا
بدورها، أكدت حركة “حماس” في تصريح صحفي أنّ” مواصلة قوات الاحتلال الصهيوني إجرامَها باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلّين الآمنين، والمرابطين والمعتكفين فيه، ومحاولتها إفراغه من المصلين، وحماية المستوطنين الذين يقتحمون ساحات الأقصى، يواجه بمزيد من الصمود والتصدّي من قبل أبناء شعبنا، رفضاً لسياسة الأمر الواقع، وإفشالاً لمحاولات تقسيم المسجد الأقصى المبارك الذي يشكل عنواناً لهويتنا الوطنية وعقيدتنا الإسلامية”.
وتابعت الحركة: “لن نبرح رباطنا وسنواصل حماية الأقصى بمهجنا وأرواحنا”، مضيفة “نحن على يقين بأنَّ شعبنا ستكون كلمته وإرادته هي الأقوى والأعلى في معركة الدّفاع عن شرف الأمَّة”.
من جانبه، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: “إنّ الاحتلال يمعن في عدوانه على المسجد الأقصى المبارك ولا يعنيه التهدئة كما يزعم”.
وأشار إلى أن “أهل فلسطين متعلقون في المسجد الأقصى ولا يفرطون به أبدًا، وما حصل في الجمعة الأخيرة يدل على ذلك”
وشدّد على أنّه يجب الثبات والصبر والتمسك بالمواقف المتعلقة بالقدس والأقصى”، قائلًا: “إننا نفخر بشعبنا المعطاء والواعي”.

ذكرى الأسير
من جهتها نظَّمت حركة “حماس” احتفالًا لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني في بيروت حضره حشد ونخب وفعاليات فلسطينية ولبنانية تقدّمهم نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.
وفي كلمة للشيخ قاسم أكَّد أنَّ حزب الله مع الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى تحرير كامل تراب فلسطين، مشددًا على أنَّ مسار كيان العدو مسار تنازلي ووصل اليوم إلى مرحلة لا يستطيع فيها ويتعرض للتفكك داخليًا يومًا بعد يوم.
وقال “يوم الأسير الفلسطيني هو يوم لإحياء الذكرى ولتعريف العالم على حقيقة ما يجري في سجون الاحتلال الصهيوني”، متسائلًا: “هل يُعقل أن يُسجن الأسير أحمد مناصرة وهو طفل وأن يُحكم عليه وأن يعاني ما يعانيه؟؟ أين المطالبين بحقوق الطفل في العالم؟؟”
وأضاف نائب الأمين العام لحزب الله: “إن كان هناك من كيان يجب طرده من حقوق الانسان ونبذه فهو الكيان الصهيوني وإن كان هناك شعب يستحق نصرةً فهو الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “الأسرى في سجون الاحتلال بجهادهم وصبرهم يمدون الشعب الفلسطيني بعزيمة وإرادة”، لافتًا إلى أنَّ نصرة فلسطين موقف وإيمان ويستطيع الفلسطينيون أن يطمئنوا بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان فكل المقاومين في منطقتنا معكم أيها المقاومون في فلسطين.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنَّه “لا يمكن أن يعتبر عرب التطبيع بأنهم عرب أو مسلمين لأنهم بالحد الأدنى كان عليهم الوقوف إلى جانب فلسطين من منطلق عربي أو إسلامي أو حتى إنساني”، موضحًا أنَّه من الجيَّد أن يُفضح أذناب الصهاينة في المنطقة فهم كانوا يحاولون قبل أن يطبّعوا خنق فلسطين.
وتساءل: “هل يعقل أن تهنئ الإمارات العربية القادة الصهاينة بعيد الفصح ولا يلتفتوا أنَّ هناك شعبًا ينادي في وجه هذا الظالم؟ وهل يعقل أن يزداد التنسيق بين كيان العدو والسعودية وأن تزداد العلاقات مع البحرين من دون الالتفات للشعب الفلسطيني؟”.
الشيخ قاسم رأى أنَّه لا مساندة لفلسطين من دون سلاح، فالمقاومة أولًا بكل الأشكال وعلى رأسها المقاومة العسكرية، منوّها بما فعله “الإمام الخميني الذي كان نموذجًا بالسلوك العملي لنصرة فلسطين فهو قبل أي شيء أغلق سفارة الكيان الصهيوني في إيران وفتح سفارة فلسطين”.
ولفت نائب الأمين لحزب الله إلى أنَّ هناك ألوانًا من العذاب تمارس على الأسرى على مرأى من العالم، وهم في داخل سجونهم يسجنون الصهاينة وبصبرهم يكسرون عنفوان الكيان الإسرائيلي وبجهادهم يمدون الشعب الفلسطيني بالمزيد من المعنويات، مؤكدًا أنَّ الشعب الفلسطيني شعب لائق بالانتصار، وسينتصر باليد الفلسطينية أولًا.
بدوره، أكد مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة “حماس” زاهر جبارين ‏أنَّ انتصار الأسرى في معركتهم الأخيرة شكّل نقطة تحول في الصراع عنوانه “نصر الرعب بلا تعب ولا نصب”.
كما أكّد جبارين أنَّ ‏”قضية الأسرى هي ثابت مهم من ثوابت شعبنا، مشدّدًا على أنَّه لا تراجع في قضية الأسرى وتحريرهم ولا تنازل عنه، وأن للفلسطيني ومقاومته كامل الحق في انتزاع حرية أسرانا وإعادتهم لأهلهم”.
‏وفي السياق ذاته، لفت جبارين إلى أنَّ الضفة الغربية تشهد بوادر انتفاضة عملاقة ونهوض مارد المقاومة من جديد، موضحًا أنَّ‏ الاحتلال يواصل العبث بالنار في القدس والضفة والداخل وسيأتيه الرد من كل مكان، ومبيّنًا أنَّ العقل الفلسطيني المقاوم قادر على هزيمة العقل الأمني الصهيوني وشعبنا يواجه المحتل ودولة السراب والوهم.
ودعا جبارين المؤسسات الحقوقية والقانونية لممارسة دورها تجاه قضية الأسرى العادلة، وملاحقة الاحتلال على جرائمه بحقهم، وموجّهًا دعوة للعلماء والأدباء والقادة والمفكرين ونشطاء مواقع التواصل وأبناء أمتنا للعمل على تعرية الاحتلال.

حركة الجهاد
من جهته، أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين محمد الهندي أنَّ الشعب الفلسطيني يقف موحدًا في كل الجبهات خلف راية المقاومة حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الهندي: “معركتنا مع العدو معركة ممتدة، وهذه حرب مفتوحة، وفي كل الجبهات”، مضيفًا: “نقول للعدو إنَّ حساباته دائماً خاطئة عندما يهدّد باقتحام جنين، وعندما يهدّد بتسهيلات غزة”، مشدّدًا على أنَّ معركة جنين وحّدت شعبنا في مواجهة العدو الصهيوني.
وأوضح أنَّ رسالة معركة “سيف القدس” أكدت أنَّ الشعب الفلسطيني “لن يفرّط في ذرة تراب من أرض فلسطين”.
وفي غضون ذلك، ذكر أن أسرى “نفق الحرية” وجّهوا ضربةً قوية لأمن الاحتلال، وقالوا للمرعوبين من هذا العدو الصهيوني إنه عدو من وهم.
وأبرق الهندي بالتحية لأسرى أبطال “نفق الحرية” ، قائلًا: “نقول لأحمد مناصرة نحن نتذكر هذا الألم وهذا الصراع مع الاحتلال”.

الجبهة الشعبية
من ناحيته، اعتبر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد “أنَّنا نشهد في هذه الفترة تصاعد الدور الفلسطيني وتوالي الأزمات التي يعانيها كيان العدو، إذ أصبح لمحور المقاومة الإمكانية والاستعداد للضغط على الزناد وإسناد أهلنا في القدس وجنين ونابلس ويافا”.
وأضاف فؤاد: “نحن مقاومة واحدة في فلسطين ومحور المقاومة هو سندنا الحقيقي، ولا يمكن أن نفقد الأمل بشعبنا العربي ولكن المطلوب أن يتحرك لنصرة القدس وفلسطين”، داعيًا إلى رفع صوت الشعب الفلسطيني حول العالم ضد جرائم الاحتلال”.

650 معتقلاً إدارياً
من جهتها أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في تقرير أن أعداد المعتقلين الإداريين المحتجزين في سجون العدو ارتفع ليصل إلى 650 معتقلاً، وذلك وفقاً لتقارير المتابعة والرصد.
وبينت الهيئة أن السبب وراء ارتفاع أعداد الأسرى الإداريين خلال فترة وجيزة يأتي بسبب حملات الاعتقال المسعورة التي نفذتها قوات الاحتلال بمختلف المدن الفلسطينية لا سيما مدينة القدس المحتلة، والتي تشهد في الآونة الأخيرة هجمة شرسة بحق مواطنيها، كذلك نتاجاً لقرارات الاعتقال الإداري المكثفة والتي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق العديد من أبناء الشعب الفلسطيني خلال شهري مارس الماضي وأبريل الجاري.
ولفتت الهيئة إلى أن الاعتقال الإداري سيف مسلط على رقاب الفلسطينيين بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية، وبسبب هذه السياسة العنصرية يخوض الأسرى العديد من المعارك لإسقاطها، حيث لا يزال الأسير خليل عواودة يخوض معركته مع الأمعاء الخاوية لليوم 46 رفضاً لاعتقاله الإداري، وفي الوقت ذاته يواصل بقية الأسرى الإداريين برنامجهم النضالي تحت شعار (قرارنا حرية) والمتمثل في مقاطعة محاكم العدو لليوم الـ 108 على التوالي.

الأسرى والمسرى
تحت شعار بالمقاومة نحرر الأسرى والمسرى أقامت حركة حماس والفصائل الفلسطينية احتفالا لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أكدت خلاله الكلمات على التمسك بالمقاومة حتى تحرير كامل التراب المحتل من رجس الاحتلال الإسرائيلي.
انتصاراً ودعماً للأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ورفضاً للممارسات العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، نظمت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في بيروت احتفالا بحضور حشد كبير من الشخصيات السياسية والفعاليات المدنية وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية.
وندد خلاله المشاركون بعدوانية الاحتلال مؤكدين على حتمية خيار المقاومة لتحرير الأسرى وكامل الأرض من دنس الصهاينة. الصمت الدولي ومعه محور التطبيع العربي كان محط انتقاد وإدانة من قبل المشاركين لسكوته وتآمره على القضية الفلسطينية.
الجدير ذكره أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر ديسمبر كانون الأول 2021 نحو 4600 أسير، منهم 34 أسيرة بينهم فتاة قاصر، ما شكّلت تلك الاعتقالات ممارسة يومية ودائمة، وأداة إسرائيلية للانتقام وبث الرعب والخوف في نفوس الفلسطينيين للتأثير على ثورتهم وإخماد مقاومتهم في وقت يضرب فيه الاحتلال عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية بدعم وتغطية أمريكية وغربية.

قد يعجبك ايضا