توطئة: كنت أمنِّي النفس أن أدوِّن هذه الإطلالة عقب الانتهاء من صلاتي المغرب والعشاء في المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم، إلا أن حالة الإعياء والأرق الشديد حالت دون ذلك.
أحبتي الأماجد جميعاً.. تقّبل الله منّا ومنكم صالح الاعمال وإن شاء الله يكون شهر التوبة والغفران وشهر الصيام والقيام وقراءة القرآن بداية مبشِّرة لدحر الألم والاحزان ولمّ الصفوف وتوحيد الطاقات لبناء الوطن وإخراجه من معاناته التي دفع ثمنها غالياً السواد الأعظم من البؤساء والمعوزين والأبرياء الذين آن الأوان لأن ينعموا بالأمن والامان والعيش الرغيد.
حظيت مرافقتي للبعثة الرياضية لمنتخبنا الوطني لكرة القدم المعسكر حالياً في مدينة سيئون استعداداً لخوض الاستحقاق الآسيوي القادم باهتمام ومباركة الكثير من زملاء الحرف والكثير من الأصدقاء والذين ثمنوا تثميناً عالياً قرار الاتحاد اليمني لكرة القدم باختياري كمسؤول إعلامي ونائباً لرئيس البعثة وحقيقة إن مداخلات ورسائل الإشادة والتأييد التي وصلتني أعادت لي الأمل بأن القادم سيكون أفضل وبأن ذلك الاختيار جاء بمثابة رد الاعتبار لأربعة عقود ونصف أمضيتها في خدمة الرياضة اليمنية وخدمة الإعلام الرياضي عبر الكلمة المقروءة والمسموعة وعبر التعليق الرياضي، وقد اعتبر الكثيرون وفي مقدمتهم الزميل المتألق بشير سنان أن ذلك الاختيار هو بمثابة التكريم لكل الزملاء وللجمعية اليمنية للإعلام الرياضي وكل رموزها وأقطابها، أما أريج الرياضة اليمنية اللواء علي الصباحي فقد تمنى أن تلي تلك الخطوة من اتحاد الكرة خطوات أخرى أكون خلالها رئيساً للبعثات القادمة، ومن جانبه عبَّر نجم المنتخبات الوطنية ونجم وحدة صنعاء الأسبق نصر الجرادي عن سعادته البالغة بقرار الاتحاد، أما نجم الطليعة الأسبق النجم الجميل محمد عبدالمجيد الأغبري فقد عزف سيمفونية أدبية عكست فرحته الغامرة باختياري كمرافق لبعثة المنتخب ودون أدنى قدر من المبالغة لو دوَّنت كل الانطباعات والملحوظات التي وصلتني في هذا الشأن فإن مساحة هذه الصفحة بأكملها قد لا تكفي فشكراً للجميع كل باسمه وصفته.
في مدينة جدة وفي حي الورود كنت في ضيافة الشاب الرائع والطموح محمد أحمد غالب الحمزي على طعام الغداء في منزله والحزمي أبا شهاب الذي سبق له قبل الاغتراب أن اقتحم بنجاح كبير مجال الإعلام الرياضي عبر فرص كنت قد اتحتها له كمراسل لبرنامجي الرياضي في إذاعة تعز والذي أدهشني وادهش الكثير من الزملاء بصوته الجميل وأدائه الأجمل، ربما لم يكن قادراً على تحقيق ولا 10% من النجاحات التي حققها في الاغتراب مع شقيقه الأكبر هاني، وكلاهما كانا من خيرة الشباب في الحي الذي أقطن فيه، فتحية لأبو شهاب وشقيقه أبو أحمد.
وبعد تلك المأدبة انتقلت مع الحزمي محمد بن أحمد غالب إلى مكتبه في باب شريف وهناك خلال جلسة رياضية ودية جمعتني بكل من المخضرم الكبير طه عبدالهادي من أبناء دبع الخارج بالحجرية وابن منطقته الدبعي الآخر صاحب الثقافة الرياضية العالية والواسعة مرتضى عبدالجبار، وكلاهما كانا يتابعان باهتمام كبير برنامجي الرياضي في الإذاعة وكذا التعليق الرياضي في إذاعة تعز ولعلي قد أعود للكتابة مرة آخر عن عشقهما للرياضة وعشق مرتضى لمهارات نجم أهلي تعو الأسبق عيدروس المحضار.
كل المؤشرات كانت توحي بأن المقاعد العربية في مونديال قطر القادم ستكون ستة مقاعد إلا أن كرة القدم التي لا تعترف بالقدرات والإمكانات إضافة إلى سوء التحكيم -كما قال أحد الشباب الجزائريين- كان وراء إقصاء الجزائر أمام الكاميرون وربما الحظ هو من أٌقصى محاربي الصحراء والفراعنة من أمام السنغال والكاميرون وعلى طريق الإعداد والتحضير للمونديال العالمي في قطر دعونا نطبع قبلات الود والتقدير للزميل العالمي بشير سنان الذي أسهم في عديد الفعاليات المونديالية وآخرها إجراء القرعة.