وسط تشديدات أمنية كبيرة.. الفلسطينيون يحيون يوم الأرض

قوات العدو الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية وإصابة فلسطينيين غرب القدس

الإعلام العبري يسخر من الفشل الذريع لأجهزة الاستخبارات الصهيونية

القدس المحتلة/ وكالات
أحيا أمس، الفلسطينيون أمس الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض (30 آذار/ مارس)، الذي تعود حكايته إلى هبّة الفلسطينيين في سخنين ودير حنّا وعرابة بالداخل المحتل في وجه الاحتلال حين أراد سرقة الأرض، وامتدت الأحداث لاحقًا إلى مناطق الجليل، ما أسفر عن استشهاد ستة وإصابة واعتقال العشرات.
وفي تفاصيل ما حدث؛ فإن حكومة الاحتلال قررت عام 1976 سلب 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، رافق ذلك إعلان حظر التجوال في قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول.
وفي ساعة متأخرة من ليل 29 آذار 1976، اقتحم جنود الاحتلال بلدات سخنين وعرابة ودير حنا في الجليل، وأطلقوا الرصاص عشوائيًّا لإرهاب السكان ومحاولة منعهم من المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الشامل الذي دُعي له باليوم التالي رفضًا لقرار السلب على حساب وجودهم.
لكنّ ذلك لم يُروّع الفلسطينيين، فقد خرجوا يوم 30 آذار من العام ذاته، بمظاهرات واحتجاجات غاضبة ورافضة للقرار الهادف للتهويد والاستيطان على أراضيهم وعلى حساب وجودهم، قابلها الاحتلال بقسوة وقمع، واندلعت مواجهات عنيفة- آنذاك- ما أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات.
والشهداء هم: خير ياسين (23 سنة) من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 سنة) من سخنين، وخضر خلايلة (27 سنة) من سخنين، وخديجة شواهنة (23 سنة) من سخنين، ومحسن طه (15 سنة) من كفر كنا، ورأفت علي زهيري (19 سنة) من نور شمس.
وتُعد هذه الاحتجاجات بمنزلة أول تحدٍّ من الفلسطينيين بالداخل في وجه سلطات الاحتلال وسياستها منذ نكبة عام 1948، وبصفةٍ جماعية وطنية فلسطينية.
ومنذ ذلك الحين يُنظّم الفلسطينيون تظاهرات عديدة دفاعا عن أراضيهم، لكنّ الاحتلال يُقابلها بالقمع الوحشي، الأمر الذي يتسبب باندلاع مواجهات عنيفة تُوقِع إصابات واعتقالات وفي بعض الأحيان شهداء.
وتحل ذكرى يوم الأرض هذا العام وسط تصعيد إسرائيلي على النقب، تمثّل بهدم المنازل، وتدمير الأراضي الزراعية، وتخريب محاصيلها، ضمن محاولات فرض الهجرة القسرية على ما يزيد عن 150 ألفًا من سكان تلك المناطق.
من جهة أخرى كشفت مصادر عبرية، أمس الأربعاء، أن سوق محنيه يهودا بالقدس المحتلة شهد حدثاً أمنياً استنفرت على إثره قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” عن المصادر، قولها: إن شرطة الاحتلال اعتقلت شخصين بحوزتهما سكين في سوق “محانيه يهودا” بالقدس، فيما أطلقت قوات الاحتلال النار وأصيبا بجروح طفيفة في الساق.
كما قامت اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الأربعاء، باقتحام منزل الشهيد الفلسطيني ضياء حمارشة، منفّذ عملية “بني براك”، في بلدة يعبد التابعة لمحافظة جنين وشنت حملة اعتقالات واسعة في الضفة المحتلة.
وذكرت وكالات الأنباء الفلسطينية أنّ قوات الاحتلال اقتحمت عدداً كبيراً من المنازل في يعبد، ونفذت اعتقالات وعمليات استجواب لأهالي الشهيد حمارشة.
وقالت مصادر فلسطينية: إنّ قوات الاحتلال اقتحمت المنزل، وحققت مع أفراد عائلة حمارشة، وفرضت حصاراً على البلدة.
في هذا الصدد، اقترح عضو الكنيست عن حزب “الليكود” إيلي كوهين طرد عائلات منفذي العمليات، حتى أولئك الذين يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية.
وشهدت بلدة يعبد مواجهات عنيفة مع الاحتلال، صباح أمس، تخللها إشعال الشبان للإطارات المطاطية في الشوارع لإعاقة تقدّم القوات.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من البلدة، هما ربيع حمارشة ومهدي حمارشة، وشنّت حملة اعتقالات في مناطق مختلفة في الضفة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مقدسية أنّ “مستوطنين هجموا على وزير الأمن الإسرائيلي خلال جولته في موقع العملية”.. لافتةً إلى أنّ الاعلام العبري يتحدث عن فشل ذريع لأجهزة الاستخبارات “الاسرائيلية.”
ونفذ المستوطنون حملة اعتداءات على المنازل والممتلكات الفلسطينية، الليلة الماضية، إذ أكد مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة المحتلة غسان دغلس أنّ الاعتداءات “نُفذت على شوارع تربط مدينة نابلس بمدن شمالي الضفة الغربية”، و”طالت ما لا يقل عن 80 مركبة فلسطينية”.
وجاءت اعتداءات المستوطنين بعد ساعات على تنفيذ عملية إطلاق نار في “بني براك” في “تل أبيب”، أسفرت عن سقوط 5 قتلى إسرائيليين، بينهم شرطي.
من جانب آخر جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين أمس اقتحام المسجد الأقصى.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا أن 81 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
ووثقت مؤسسات فلسطينية اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي.

قد يعجبك ايضا