عاشت عدن وعشنا معها أياما◌ٍ هي الأجمل في تاريخ دورات الخليج العربي¡ لأنها بدأت بالكرم ومضت بفرح وانتهت بحب الخير للجميع¡ دون أن يعكرها تنافس غير شريف¡ أو استئثار.
تحدت اليمن ودافعت عن حقها في الاستضافة¡ وكانت قد المسؤولية¡ ليس أمنيا فقط¡ وإنما إعلاميا¡ وإداريا¡ وترويجيا.
أبدعت في رفع اسمها كبلد له ثقله الذي لا يقل عن الآخرين¡ وأخرست الألسن التي ادعت أنها غير مستقرة. فاستقبلت وفود الدورة وضيوفها وزوارها بحضن كبير وقلب وسع الجميع.
أما شعبها البسيط¡ فقد أدهش الناس¡ وهو يدعو هذا للغذاء¡ ويوصل ذاك بسيارته¡ ويخدم كل مسؤول أو إعلامي أو زائر من عيونه.
غير أن الجماهير اليمنية¡ فاكهة البطولة¡ بعثت برسالة خاصة لم تستطع أي جماهير في العالم أن تصيغ حروفها كما فعلت¡ حين شجعت اللعبة الحلوة¡ ودعمت المنتخبات المشاركة¡ ونشرت الفرح في مسيراتها¡ مما جعل الكل سعيد ومبتهج ومتحمس¡ حتى أن فترة البطولة مضت سريعة لحلاوة أوقاتها¡ ذلك في الوقت الذي يمرر فيه الفيفا علم اللعب النظيف في كل مباراة دولية¡ مررت جماهير اليمن هذه الرسالة داخل وخارج الملاعب.
تلمست انطباعات الجميع هنا من لاعبين ومدربين ومسؤولين وإعلاميين وجماهير جاءت إلى عدن وهي خائفة تنشد الأمن فقط¡ والعودة إلى بلادها بأسرع وقت ممكن¡ لكن كل شيء تغير معهم فلم يريدوا السفر من عدن ويتمنوا البقاء¡ معبرين عن طيبة شعب اليمن وأصالته مؤكدين زيارتها قريبا¡ فعدن لم تترك مجالا لأحد إلا ويسأل عن كيفية السياحة فيها أو حتى الاستثمار مستقبلا.
كان للدورة في اليمن مفعول السحر في قلوب الخليجيين¡ ندم من لم يأت¡ وسعد من أتى¡ فشكرا على الحب والكرم ومبروك النجاح بامتياز.
صحيفة الوطن السعودية
Prev Post
Next Post