عواصم / وكالات
باعتراف الغرب تواصل القوات الروسية إحراز تقدم في السيطرة على المدن الشرقية لأوكرانيا، رغم فشلها في فرض سيطرة جوية.
وتمكنت القوات الروسية من دخول مدينة ماريوبول الاستراتيجية الواقعة على الطريق بين شبه جزيرة القرم ومنطقة دونيتسك في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الأوكرانية، معلنة فقدانها القدرة على الوصول إلى بحر آزوف بعد أحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر.
على الجانب الآخر، مازالت المنشآت التابعة للقوات العسكرية الأوكرانية هدفا للجيش الروسي، الذي أطلقت من سفن في بحر قزوين صواريخ من طراز كاليبر، كما أطلقت مجددا صواريخ تفوق سرعة الصوت من طراز كينجال من طائرات حربية فوق القرم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها شنت غارات بصواريخ عالية الدقة على مركز تدريب تابع للقوات الخاصة الأوكرانية، ما أدى إلى مقتل عشرات العسكريين والمرتزقة الأجانب، معلنة تدمير المزيد من الآليات العسكرية والأسلحة والمسيرات.
في المقابل، أكدت القوات الأوكرانية أن الجيش الروسي فشل حتى الآن في محاصرة العاصمة كييف معلنة مقتل جنرال روسي كبير في المعارك، بالإضافة إلى إسقاط مروحيات روسية جديدة وإبادة فرقة إنزال مظلي هاجمت كييف.
في هذه الأثناء أظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية أن الروس يحفرون خنادق في محيط العاصمة كييف لإخفاء آلياتهم، وهو ما اعتبره محللون عسكريون دليلا على عزم موسكو إطالة أمد الحرب.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تخون طهران وكراكاس، واعتبر أن الولايات المتحدة تسعى لإحياء الاتفاق النووي في حال تضمّن عقوبات على روسيا.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن لافروف في برنامج “عن إيجابيات وسلبيات الاتفاق النووي” ردًا على المزاعم الأخيرة بشأن مطالب موسكو في مفاوضات فيينا لرفع الحظر عن إيران، قوله: إن بلاده لا تسعى لتحقيق مصالح “أنانية” ولا تخون أصدقاءها.
وأضاف: “نحن لا نخون أبدًا أصدقاءنا، فنزويلا صديقتنا، إيران بلد قريب جدًا منا، نحن لا نغش، بل الأمريكيون هم الذين يتصرفون بشكل مخادع”.
وتابع لافروف: “لا ينبغي إضاعة الوقت في إحياء الاتفاق النووي، إلا إذا تضمن عقوبات على روسيا”.
وأوضح أن “الأمريكيين يهرولون وراء السعودية والإمارات وقطر للحصول على النفط والغاز، وجميع الدول، بما في ذلك إيران وفنزويلا، تؤكد تنفيذ التزاماتها وفق إطار “أوبك بلس” من حيث ظهور لاعبين جدد في أسواق النفط وجميع المشاركين في سوق النفط ملتزم بحصته بحسب الاتفاق”.
واختتم لافروف بالقول: “لا أرى سبباً لحد الآن في الاعتقاد بأنّ هذه الآلية ستنهار بطريقة ما، ولن يستفيد أحد من هذا الأمر.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، الليلة الماضية، أنها فقدت قدرتها على الوصول إلى بحر آزوف “مؤقتا”، بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر.
وكانت ماريوبول، بموقعها الاستراتيجي على ساحل بحر آزوف، هدفا منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي، وتقع المدينة على الطريق بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في الغرب ومنطقة دونيتسك في الشرق والتي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.
وتعرضت ميكولايف (جنوب) إلى عدة ضربات جوية غداة مقتل عشرات العسكريين الأوكرانيين في غارة ضد ثكنة للجيش.
ميدانيا أيضا، أصيب مصنع “آزوفستال” للصلب والمعادن في ماريوبول، أحد أكبر معامل الحديد في أوروبا، بأضرار جسيمة بسبب عمليات قصف، بحسب ما أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس الأحد، في وقت تدور فيه معارك محتدمة في ماريوبول التي طالها دمار كبير بعد أن دخلت القوات الروسية لتحارب من وسطها.
من جانبها، دعت الرئاسة الأوكرانية الصين إلى الانضمام الدول الغربية في “إدانة ما اسمته”الهمجية الروسية” بعد أن سقط عشرات القتلى نتيجة ضربات جديدة شملت استعمال طرازا جديدا من صاروخ فرط صوتي.
وأخر التطورات على الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، امس الأحد، إنّ بلاده تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وأضاف وانغ في بيان: “الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية، وسيثبت الوقت ذلك”، مؤكّداً أنّ هذا الموقف “يتماشى مع رغبات معظم الدول”.
وشدد على أنّ الصين “لن تقبل أبداً أي إكراه أو ضغط خارجي”، وأنّها تعارض أي اتهامات “لا أساس لها أو مريبة” ضدها.
وفي السياق، أيد نائب وزير الخارجية لي يو تشينغ، أمس الأول، موقف موسكو المتعلق بحلف شمال الأطلسي، قائلاً إنّ الحلف “يجب ألا يتوسع شرقاً، كونه يجعل قوة نووية مثل روسيا محاصرة”.
ويأتي ذلك بعد لقاءٍ افتراضي بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ، والأمريكي جو بايدن، وحظي اللقاء بين الرئيسين بمتابعة عن كثب، كونه الأول لهما منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال الرئيس الصيني لنظيره الأمريكي: إنّ الأزمة في أوكرانيا “ليست بالأمر الذي ترغب بكين في رؤيته”، مؤكّداً أنّ الأحداث “تُظهر مرة أخرى أنّ العلاقات بين الدول لا ينبغي لها أن تصل إلى المواجهة العسكرية”.
بدوره، حذّر بايدن من “تداعيات وعواقب” تقديم الصين دعماً مادياً لروسيا، مؤكداً دعمه إيجاد حلّ دبلوماسي للأزمة.
من جانب آخر، دعت السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مجلس الكنائس العالمي، وهو منظمة تمثل 580 مليون مسيحي في العالم، للمساعدة في تنظيم “ممرات إنسانية حقيقية” في أوكرانيا.
وكتبت زيلينسكا في رسالة نشرتها الرئاسة الأوكرانية وأُرسلت إلى المنظمة “إدراكا منا بتجربة مجلس الكنائس العالمي في معالجة الأزمات الإنسانية، نطلب منكم، لا سيّما من خلال الوكالات التابعة لكم، مساعدة أوكرانيا والأوكرانيين الفارّين حاليًا من الحرب”.
وأضافت “أطلب منكم أولًا أن تصبحوا وسطاء في تنظيم ممرات إنسانية حقيقية”.
إلى ذلك، قال حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية سيرهي غايداي إن ممرا إنسانيا لعمليات الإجلاء سيُفتح في المنطقة صباح السبت.
وأضاف على تطبيق تليغرام: “تم الاتفاق على فتح ممر إنساني. سنحاول إجلاء الناس وجلب الطعام اليوم، تم الاتفاق على ‘نظام صمت‘ يوم 19 مارس ابتداء من التاسعة صباحا (0700 بتوقيت غرينتش)”