العدوان يستهدف مقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية
مع حلول الذكرى السابعة للصمود:أدباء ومثقفون يستنكرون العدوان ويجددون الدعوة إلى الوحدة الوطنية
وطننا سيبقى حراً مستقلاً ولا نريد الوصاية من أي بلد كان
اليمن عبر تاريخه السياسي ومكونه الاجتماعي وتضاريسه الجغرافية عصي على التدخلات الخارجية
يستنكر اليمنيون بفئاتهم وكياناتهم وأحزابهم العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الغاشم الذي تتزعمه السعودية ضد مقدرات بلادنا العسكرية والمدنية، مشددين على ضرورة التلاحم والتكامل لمواجهة هذا العدوان.
وفي الذكرى السابعة للصمود في وجه العدوان، يؤكد الأدباء والمثقفون من خلال تصريحاتهم المتكررة والمتعددة، ومن خلال الفعاليات والتظاهرات والندوات والاجتماعات والكتابات عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذا العدوان هو استهداف للوطن وللإنسان اليمني وللحضارة اليمنية، وعلى المثقفين الاضطلاع بواجبهم وتحمل المسؤولية التوعوية والإعلامية الملقاة على عاتقهم والإسهام في رفع الروح المعنوية في أوساط المجتمع.
الثورة / خليل المعلمي
استهداف المقدرات
منذ صباح الـ26 مارس 2015 شهدت بلادنا عدواناً سعودياً أمريكياً، لاستهداف كل مقدرات البلاد، ويعتبر هذا استهدافاً للإنسان اليمني وللتاريخ والحضارة اليمنية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وهو استهداف للبنى التحتية وللجنود اليمنيين وللعتاد والأسلحة اليمنية، وهذه المقدرات جميعها ليست لحزب أو لجماعة أو فئة، وإنما هي ملك للشعب اليمني، فمعظم الضحايا إلى الآن من الأطفال والنساء والأبرياء.
ويؤكد المثقفون أن صمود الجبهة الثقافية خلال 7 أعوام يعبِّر عن الحس الوطني، وقد عبَّروا عن ذلك من خلال تنظيم الفعاليات والتظاهرات والاجتماعات والوقفات الاحتجاجية، وكذلك من خلال رفع الوعي بالكتابات الواعية والتوعوية، في مختلف وسائل الإعلام المختلفة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رسالة إلى العالم
وبعد هذه الأعوام فقد أصبحت رسالة اليمن إلى العالم واضحة المعالم، مفادها: نريد أن يبقى وطننا اليمن حراً مستقلا، لا نريد الوصاية من أحد ونرفض العدوان وانتهاك الأجواء اليمنية، نحن بلد حضارة، حريصون كل الحرص على حضارتنا وأصالتنا، ندعو كل أحرار العالم للتضامن مع أبناء الشعب اليمني لوقف هذا العدوان السافر، والعودة إلى الحوار، ونقول لكل العالم: نحن اليمنيون سنحل مشاكلنا وكل خلافاتنا بأنفسنا، دعونا نعيش بسلام.
اليمن عصي
من يقرأ التاريخ ويستخلص العبر يجد أن اليمن عبر تاريخه السياسي ومكونه الاجتماعي وتضاريسه الجغرافية الصعبة ظل عصياً على التدخلات الأجنبية أيٍّاً كانت ويبدو أن دول العدوان (السعودية والإمارات وأمريكا) لم تستفد من الماضي وتجاربه المرة، ومن يقرأ التاريخ سيجد أن اليمن هي (قفل) الجزيرة العربية بل والمنطقة بأكملها، قد تسقط البلدان والعواصم وما إن يتعلق الأمر باليمن حتى يجد المحتل (عظمة) في حنجرة تقدمه واحتلاله، وقد جرب آل سعود عند توسعهم في الجزيرة العربية خلال القرنين الماضيين عدم استطاعتهم التوغل في الأراضي اليمنية، ولكن يبدو أنهم يرتكبون حماقة جديدة قد تودي بكيان دولتهم ومستقبلها، ودون شك تضرر اليمن على المستوى الاقتصادي، لكنه سيظل شامخاً صامداً وسينتصر.
وخلال سبعة أعوام فقد حمل المثقف في هذه المعركة طابع الإيجابية وكان مسؤولاً حقيقياً عمّا يبادر في طرحه ونقله بما يسهم في رفع الروح المعنوية لدى المجتمع إذ أن الحرب الإعلامية والفكرية والثقافية لا تقل أهمية عن المواجهة المسلحة.
الوقوف صفاً واحداً
منذ الوهلة الأولى للعدوان، عبَّر المثقفون من خلال كتاباتهم وأحاديثهم في المناسبات والاحتفالات والتظاهرات عن أسفهم لهذا الصلف ممن نعتبرهم أخوة وجيراناً فهم يجهلون عزة وكرامة اليمنيين، فقد كان الأحرى بهم أن يواجهوا الأعداء الحقيقيين ممن يحتلون الأراضي العربية الفلسطينية.
وظل الأدباء والمثقفون من خلال هذه الأنشطة يناشدون الشخصيات الاجتماعية والمفكرين ورجال المال والأعمال والمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية، نسيان كل الخلافات والوقوف صفاً واحداً لمواجهة العدوان الغاشم والهمجي وغير المبرر، فمعادن الرجال لا تظهر إلا في الظروف الصعبة.
وأكدوا أن الوطن كبير وعظيم برجاله وشبابه القادرين على رد الصاع صاعين في الوقت والمكان والطريقة المناسبة، مضيفين أن الجميع يجب أن يعلم أننا ظُلمنا بهذا العدوان البربري، فشعبنا يثق جيدا بشعوب المنطقة ويعلم أن هذا التصرف القبيح من قبل قادتها غير مقبول من طرفها وفي مقدمتها قادة الفكر والمثقفون من كافة الدول العربية.
وناشدوا الخيرين في العالم العربي والإسلامي من مثقفين ومفكرين وإعلاميين المساهمة الفاعلة والوقوف بجدية أمام هذا العدوان الهمجي الذي يستهدف الوطن اليمني بكل مقوماته، ونحن على ثقة مطلقة بقدرتهم على إيصال هذه الرسالة إلى شعوب العالم كافة.
انتهاك سافر
في كل مناسبة أو احتفائية أو لقاءات، يؤكد الأدباء أن هذا العدوان يمثل انتهاكاً سافراً لكل القيم والمواثيق والدساتير والقوانين والمبادئ والأعراف الإنسانية والشرائع السماوية، لأنه يتدخل في شؤون بلد ذي سيادة واستقلال معترف به، إضافة إلى أن تلك المبررات التي يتشدقون بها واهية وحججهم داحضة، وكل ما في الأمر أنهم فقدوا هيمنتهم على هذا الشعب الكريم، وحين فقدوا كل أدواتهم التخريبية وأذيالهم العملاء، قادهم جنون العظمة والاستكبار إلى القيام بهذا العدوان السافر على اليمن ظنا منهم أن الشعب اليمني سيركع وسيخضع لإملاءاتهم، وهم في ذلك واهمون.
لقد أصبح للمثقف دور في مواجهة هذا العدوان السافر والانتهاك الصارخ بحشد الجهود وتوجيه كتاباته لمناهضة وفضح وإدانة هذا العدوان ورفضه ورفض كل من يؤيده، ونقول للعالم أجمع: هذه هي إرادة الشعب اليمني وهذه هي كلمته وهذه هي شرعيته ولكم أن تقفوا في أي جانب شئتم، ولكن تذكروا أن الشعوب لا تنسى ولن تتسامح مع من تآمروا عليها وشاركوا في قتلها.
الغرض تدمير الأرض والإنسان
لقد أثبت العدوان أنه يستهدف إضعاف اليمن وتدميرها أرضاً وإنساناً، وقام تحت مبرر واهٍ، استخدمته دول العدوان كذريعة لشن عدوانها ضد اليمنيين، لتنفيذ مخطط أمريكي جديد يخدم الكيان الصهيوني ويخدم توسعه في المنطقة ويضع العرب في مواجهة مع بعضهم البعض، هذا العدوان الذي يعتبر تجاوزاً لقيم العروبة ومبادئها وانتهاكاً لحقوق الجوار وتعدياً سافراً لسيادة اليمن وتدخلاً في شؤونه الداخلية، هذا العدوان الذي استهدف الأبرياء من الأطفال والنساء، استهدف البنى التحتية ويسعى لتدمير الجيش والذي يعتبر وصمة عار في جبين دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية ومن تحالف معها وهي معركة خاسرة رغم عدم تكافؤها، لأن اليمن كان وسيبقى عصياً على الغزاة والمتآمرين ومن الأفضل لهذا التحالف العدواني القذر أن يحفظ ماء الوجه وينسحب.
وبالتالي فإن على الأدباء والمثقفين الاضطلاع بمسؤولياتهم أكثر لمواجهة هذا العدوان، فهم مشاعل النور وهم حملة رسالة وعلى عاتقهم تقع مسؤولية توعية المجتمع والتصدي لكل الأفكار الهدامة واليوم يأتي دورهم في الكلمة الصادقة والمناصرة لقضية الوطن، فالكلمة سلاحهم، وقد يكون وقعها أكبر من السلاح، فعليهم اليوم أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله والوطن ومناصرة الوطن بعيداً عن أي تحيز مذهبي أو حزبي أو مناطقي وعلى المؤسسات الثقافية تبني برنامج ثقافي يناهض العدوان والدعوة لوحدة الصف الشعبي بالشعر والمسرح والمقالة في جميع الوسائل الممكنة، ينبغي أن تصل رسالة المثقفين وأن يكونوا أصحاب مشروع وطني، فالوطن اليوم أحوج ما يكون للدفاع عنه.
وأكدت النخب الثقافية أن المجتمعات العربية تواجه مخططاً غربياً أمريكياً صهيونياً لإذلال العرب وتركيعهم والاستيلاء على مقدراتهم وثرواتهم، لذا لا بد من توحيد الجهود لمواجهة ذلك وعلى الدول المشاركة في تحالف العدوان السعودي الخروج من هذا التحالف الذي يستهدف بلادنا، داعية دول العالم إلى الاستماع لصوت اليمنيين والاستجابة لإرادتهم، فاليمنيون يرفضون هذا العدوان ويدينونه من الشمال إلى الجنوب، وعلى منظمات حقوق الإنسان مناصرة القضية اليمنية والوقوف إلى جانب اليمنيين في الدفاع عن أنفسهم، والتنديد بالدول المساندة لهذا التحالف الذي سعى لانتهاك حقوق الجوار وحقوق الإنسان بقتله الأبرياء وتدميره البنى التحتية لليمن دون وجه حق وبدون مبرر.
أعظم عدوان على مر التاريخ
ويعتبر الأدباء والمثقفون أن العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا أعظم عدوان تعرضت له بلادنا عبر تاريخها الطويل والممتلىء بالحروب والصراعات، مؤكدين القول: لقد واجهنا الأحباش والفرس والمماليك والترك والبريطانيين وحتى السعودية تَواجهنا معها في حروبٍ منفردة في بداية القرن العشرين وكانت سجالاً بيننا، أما في هذه الحرب فقد تجلَّى حقدها الدفين على شعبنا اليمني ومقدراته فحشدتْ تحالفاً عدوانيا يدل على الحقد الدفين على بلادنا وهي في أسوأ مراحلها تعاني من صراعاتٍ عديدة على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية لتبرهن على حالة الترقب للحظة التي تكون فيها بلادنا ضعيفة لتتمكن جارة السوء مِن تدمير الترسانة العسكرية التي بنتها بلادنا عبر زمن طويل وتحت ظروف مغايرة للظروف التي نعيشها اليوم مُتخذة لذلك عذراً أقبح من ذنب في ما تروج له.
لقد كشف الأدباء أن الهدف الأساسي من هذا العدوان هو تدمير الجيش اليمني والتخلص من ترسانته العسكرية وإثارة الصراعات الداخلية للتخلص من قياداته ورموزه الوطنية الكبيرة، وهنا تقع على عاتق المثقفين مهمة كبيرة لصد هذا العدوان وتعرية أهدافه وطموحاته ومحاولة توحيد الجبهة الداخلية وتقوية عزائم الجيش وتوحيده والوقوف إلى جواره باتجاه مواجهة العدو الحقيقي والوحيد والذي هو السبب الوحيد وراء كل ما دار في بلادنا ويدور والعمل على عودة المغرر بهم من المؤيدين للعدوان الذين أنجروا لتأييده إما بسذاجة القروي أو ممن يستغلونهم لخدمة مصالحهم الشخصية الضيقة التي قدمتها أنانيتهم على مصلحة الوطن.
إن أهمية إطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة ما تتعرض له بلادنا من عدوانٍ غاشم في ظروف عصيبة عاشتها وتعيشها بلادنا ويضاعف العدوان منها، فلا بد على الجميع استغلال قدراته الإبداعية في خدمة بلده شعراً ونثراً وإعلاماً وفناً ورسماً وتمثيلاً وغير ذلك من أشكال التعبير التي يمكن من خلالها إيصال مظلوميتنا للعالم.