حقائق ووقائع تؤكد خلفية العداء الأمريكي الإسرائيلي للأمة الإسلامية: (3-3)
سيطرة الصهيونية اليهودية المسيحية على الكونجرس سر العداء الأمريكي للمسلمين
اليهود جعلوا نصارى أوروبا يعتقدون أن عدم مساعدتهم الجادة لليهود على مصادرة مزيد من الأراضي العربية سبب تأخير وصول المسيح
في الحلقة الثانية (السابقة) من «حقائق اختراق اليهود للنصارى والمجتمع الغربي والأمريكي»، وقفنا أمام أهم محطات التاريخ الشاهدة على مساعي اليهود الصهاينة على التحريف والتزييف من أجل السيطرة على النصارى، ومن تلك المحطات حركة الألفية السعيدة والحركة الاسترجاعية وأسطورة هرمجدون وحركة الإصلاح البروتستانتي، والصهيونية المسيحية، ومرتكزاتها العقائدية (المسيحية اليهودية).
أما في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة، فسنتطرق إلى سيطرة ُ اليـَـهُـود على القرار الأمريكي والغربي، وحيثيات ظهور جماعات الضغط والمصالح، ومنظمة آيباك وتأثيرُها السياسي والعسكري، ولكن قبل الذهاب الى العناوين السابق ذكرها، تجدر بنا الضرورة الموضوعية إلى تعريف اللوبيات أو جماعات الضغط بصفة عامة، ولماذا نجح اللوبي الصهيوني وفشلت لوبيات الأمم الأخرى داخل المجتمع الأمريكي؟…….. إلى التفاصيل:الثورة /إدارة التحقيقات
يؤصل الصحفي والمحلل السياسي السوري مروان فرزات كلمة «اللوبيات» على سبيل الاصطلاح، بأنها مجموعات منظمة تسعى للتأثير على القرارات الحكومية والتشريعات القانونية والانتخابات، ولكنها لا تخطط لممارسة نفوذ حكومي رسمي، منها ما يعمل داخل بلده ومنها ما يعمل لمصلحة بلده في بلدان كبيرة وذات أهمية عالمية، وتعتمد هذه اللوبيات على قربها من الحكومة والبرلمان والشعب، لذلك فهي تشكل نقطة الوصل بين الشعب ومؤسسات المجتمع المدني من جهة، وبين الحكومة والبرلمان من جهة أخرى، فهي تضغط على الحكومة لتحقيق مطالب الشعب، كما أنها تلعب دورًا في تهدئة الشعب إذا ثار على الحكومة، فوجودها بات ضروريًا لاستمرار الاستقرار في البلد.
التكوين الأمريكي
بفعل طبيعة تكوين المجتمع الأمريكي القائم على تدفق الهجرات البشرية في العصر الحديث، فقد وجدت لكل الأمم في هذا الشعب جاليات وجماعات أصبحت تحمل الجنسية الأمريكية ولها في الدستور الأمريكي حق التصويت والرأي والتعبير، والتأثير في القرار وغير ذلك من الحقوق، لكن الأهم أن هذه الجاليات ورموزها التي أصبح لها حضور سياسي وجماهيري، تتحول إلى جماعات ضغط سياسية على مسار القرار الأمريكي وتوجيهه لصالحها داخل وطن المهجر (أمريكا)، أو لصالح وطنها الأم أو قوميتها الجامعة، فتسري داخل تفاعلات المجتمع الأمريكي ما تسمى حرب “اللوبيات” الخفية، التي تحاول الضغط والتأثير عبر علاقاتها وخبرتها على القرارات الحكومية وسياسات الدول، وأبرزها اللوبي الإسرائيلي أو الصهيوني، وهناك جماعات ولُوبيَّات كثيرة الجماعات العربية والجماعات الإيرانية، والجماعات الأوروبية.
وتجدر الإشارة إلى أن مفردة (اللوبي) كمصطلح استخدم لوصف النفوذ اليهودي المنظم غالباً من قِبَل اليهود الأشكناز الذين يعيشون في الشتات، نجحت من خلال هيمنتها على المال والاقتصاد الأمريكي، ومن خلال فرض النفوذ السياسي أن تقلب معادلة واشنطن في اللحظة الحرجة إلى حالة دائمة يخضع فيها الحاكم الأمريكي الحالم بالبيت الأبيض لشروط اللعبة اليهودية ،ليس بعدم التعرض لسياسة إسرائيل وحسب، وإنما بدعمها سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، وذلك لأسباب عدّة تبدأ بالحصول على الأصوات اليهودية، ولا تنتهي بالدعم المالي في حملته الرئاسية.. لا يقتصر نفوذ اللوبي على البيت الأبيض، بل اخترق الصهانية السلطة التشريعية في الكونجرس(النواب والشيوخ) بغية حماية المصالح الإسرائيلية في المهد، فضلاً عن الأوساط الاقتصادية والثقافية والإعلامية والتربوية في الجامعات والكليات والصحف وشبكات التلفزيون ومراكز البحوث وذلك لضمان الرئيس والكونجرس في الأوقات الحرجة، ولكن، ولكي لا تظل قنوات التأثير معتمدة على مزاج وحساسية العلاقات الفردية المتقنة بين رؤساء البيت الأبيض وأصدقائهم من يهود الصهيونية، كان لا بد من تكوين مؤسسات علنية أبرزها اللجنة اليهودية الأمريكية للشؤون العامة (آيباك) و(رابطة مكافحة التشهير) التي اتخذت من العنوان التقليدي المثير للجدل «معاداة السامية» -أي معاداة الصهيونية وليس اليهودية- (شعاراً لها في وجه كل من يعارضها).
و(آيباك) هو اختصار لـ «لجنةُ الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية»، وهي أقوى جمعيات اللوبي الصهيوني التي تمارس الضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكي، هدفُها تحقيقُ الدعم الأمريكي لإسرائيل، لا تقتصر الآيباك على اليـهُـود بل يوجد بها أعضاءٌ ديموقراطيون وجمهوريون، تم تأسيسها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دوايت «ايزنهاور»، وتعد منظمة» الآيباك» الأهم والأكثر نشاطاً وتأثيراً في مجموعة اللوبي الصهيوني واليـهُـودي، وذلك عبر الانتشار الكبير في معظم الولايات المتحدة الأمريكية مما جعلها المنظمة الأقوى التي يستخدمها الإسرائيليون في تحقيق مصالح كيان العدو الإسرائيلي، حيثُ تضم هذه المنظمة مؤسّسات وشركات وأفراداً وصناديق أموال علنية وسرية ومراكز دراسات متخصصة وشبكةً واسعةً من المنظمات السرية والعلنية، التي تعمل جميعاً من أجل تحقيق أهداف تم وضعها وتصُب جميعُها في مصلحة اليـهُـود والصهاينة، ولعل أهمها: الحفاظُ على وحدة «الشعب اليـهُـودي» عبر تجميعه في “إسرائيل” عن طريق الهجرة والمحافظة على هُـويته وحماية الحقوق اليهودية في كُـلّ مكان والدفاع عن الكيان الإسرائيلي وتوفير مستلزمات أمنه واستمرارية وجوده عبر تحضير وتهيئة الأجيال لقيادة الكيان.
السؤل الأهم
لكن السؤل الأهم هو: لماذا نجح اللوبي الصهيوني (اليهودي المسيحي) في التأثير على القرار الأمريكي، موجها له دائما لصالح إسرائيل، وفشلت الجماعات واللوبيَّات الأخرى..؟
وفي سياق الإجابة عن هذا السؤال المحوري الموصول بسيطرة ُ اليـَـهُـود على القرار الأمريكي والغربي، نستطيع الاستناد إلى خلاصات الحلقتين السابقتين، من نجاح اختراق اليهود للنصارى، وتبعاً لذلك فإن اللوبي الصهيوني في أمريكي أصبح واسعا وفق تكوين الصهيونية اليهودية والمسيحية، موضحا أن العقائد الصهيونية المسيحية والصهيونية اليـهُـودية ترتكز على ثلاث قواعد عقائدية يذهب الأول إلى أن اليـهُـودُ هم شعبُ الله المختار، وهم الأمـةُ المفضلة على بقية الأمم والشعوب، ويقوم الثاني على عقيدة وجود ميثاق إلهي ووعد مقدَّس يربط اليـهُـود بالأرض المباركة فلسطين، أما الثالث فيربط الإيمان المسيحي بعودة المسيح ونزوله إلى الأرض بقيام دولة يـهُـودية صهيونية في فلسطين.
وعلى هذه المرتكزات تم اختراق اليهود للنصارى، في خطوة تمهيدية سابقة للحداثة الغربية والأمريكية، حتى صار نصارى أوروبا يعتقدون أن عدم مساعدتهم الجادة لليهود على مصادرة مزيد من الأراضي في فلسطين وما حولها، سبب رئيسي يؤخر وصول المسيح.. فيما يقول المبشر المسيحي الصهيوني فرانك جناوي: «إنّ هجرة اليـهُـود إلى أرض كنعان تمثل التحقيق المطلق لتلك النبوءات فيما يتعلق بعودة اليهُود إلى أرضهم قبل مجيء المسيح المنتظر إلى العالم”.. ومن هنا يمكن القول إن اللوبي الصهيوني المزيج من اليهود والمسيحيين، قد شكَّل جماعات ضغط قوية ومؤثرة في القرار الأمريكي الذي بات يعتقد صانعوه بواجبهم المطلق والديني في مساعدة إسرائيل بكل السبل.
والصهيونية المسيحية هي حركة مهيمنة ومتنفذة، وتشكل أهم العوامل الضاغطة والأوراق المهمة في آليات صنع القرار الأمريكي، تستندُ في ذلك إلى شبكة أخطبوطية من العلاقات والمصالح ومراكز النفوذ المؤثرة، اعتماداً على اليمين الديني المتطرف، الذي يوظف آلاف الكنائس والقساوسة والدعاة والمنظّرين المتمسكين بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس، والذين يذهبون إلى محاولات دمج النبوءات التوراتية بأساطيرها واختلاقاتها مع الدين المسيحي بشكل مشوه وقسْريّ.
وقد أخذ مصطلحُ الصهيونية المسيحية بُعداً دينياً وهو أن المسيحي الصهيوني إنسانٌ مهتم بتحقيق نبوءات الكتاب المقدس من خلال الوجود العضوي والسياسي لإسرائيل، بدلاً عن تحقيق البرنامج الإنجيلي من خلال المسيح والكنيسة.
ويقول الفرح: «إن أول من استخدم تعبير المسيحية الصهيونية هو تيودور هرتزل مؤسّس الصهيونية عندما أطلقه على السويسري هنري دونان مؤسّس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو من الأثرياء الذين مدّوا يد العون إلى الحركة الصهيونية اليـهُـودية» التي تحرك القرار الأمريكي المترجم للعداء التاريخ ضد الأمة الإسلامية، وفق سيطرة فعلية تدرجت في العصر الحديث مع بداية الهجرات البشرية إلى أمريكا، ففي المسارين الزمني والإجرائي لسيطرة اليـهـود على القرار الأمريكي والغربي، يقول الفرح: شهد القرنان السادس عشر والسابع عشر هجرة اليـهُـود من إسبانيا والبرتغال إلى القارة الأمريكية، وشهدت أواسطُ القرن التاسع عشر خروجاً يـهُـودياً واسعاً ونشطاً، حمل إلى الولايات المتحدة نحو ربع مليون يهُـودي، وظلت الولايات المتحدة هي القبلة الحقيقية التي توجّـه إليها خلال الفترة (1885- 1914م) عددٌ هائلٌ من يـهُـود روسيا والنمسا والمجر ورومانيا، بلغ قرابة المليون ونصف المليون يهودي، ومنذ بدايات القرن التاسع عشر كان المتشدّدون في أوساط البروتستانتية الأمريكية يعتقدون أن عودة اليهُـود إلى أرض الميعاد هو تحقيق نبوءة توراتية مرتبطة بعودة المسيح ونهاية العالم؛ وأن لهم دوراً مكتوباً هو حماية اليـهُـود وانتعاشهم؛ لأن انتشالهم من حياة الفقر والاضطهاد سيرتقي بحياتهم كما ارتقت هجرةُ الأُوروبيين إلى أمريكا بحياة هؤلاء المهاجرين، وعندئذ سيتمكّن اليـهُـود من رؤية الحقيقة والانضمام لحركة الإحياء المسيحي تمهيداً لعودة المسيح ونهاية العالم؛ واتسع انتشارُ الكتب والمنشورات التي تتحدث عن إعادة تأسيس الدولة اليـهُـودية وعودة القبائل المفقودة من العهود القديمة، وتأصلت هذه الرؤيةُ عندما تزايدت هجرة اليـهُـود من روسيا بعد عام 1880م.
وأضاف الفرح: ولضمان تحقيق اليـهُـود لأهدافهم وطموحاتهم ومنها إقامة مملكة داوود والسيطرة على العالم، لم يكتفوا بالدعم السياسي واللوجستي والإعلامي الأمريكي الأوروبي، إذ لا يزالون يطمحون إلى ما هو أكبر من ذلك، وزاد من تركيزهم على أمريك،؛ حالة التنامي الملحوظُ في قدراتها ونفوذها وبالذات في منتصف القرن العشرين، لذا فقد تحولت أنظارُ اليـهُـود إلى أمريكا لما أدركوا أنّ وسطوة نفوذ بريطانيا العظمى بدأت تتقلص خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
الحرب العالمية الثانية
يقول «ديزموند سيتوارث» في كتابه (تاريخ الشرق الأوسط): «إن بن غوريون شعر خلال الحرب العالمية الثانية أن مصدر القوة سيكونُ أمريكا؛ لأن الحرب ستترك بريطانيا منهكةً مهما كانت نتائجُها، لذلك أمضى في الولايات المتحدة خلال الحرب فتر ةً طويلةً ، وهو يحاول الحصو ل على تأييد الحكومة لتكوين جيش يـهُـودي في فلسطين ولأغراض الصهيونية فيها، ويعمل أيـضاً بين الهيئات اليـهُـودية المختلفة ليعدّها لطلب الدولة اليـهُـودية بعد الحرب.. مضيفاً: وفي أمريكا، ألقى اليـهُـود ثقلهم الاقتصادي والسياسي والفكري، وتغلغلوا في عقلية المجتمع الأمريكي، مستخدمين كُـل ما أمكنهم من وسائل الإعلام والتعليم، واستغلوا المجامع الكنيسية والمؤتمرات الدينية، ووضعوا التفسيرات والشروحات الدينية للعهد القديم.
وقال سيتوارث «شكّلت التوراةُ نتيجةً لذلك مصدراً للإيمان العام في التقاليد الأمريكية وقوةً مهمةً في الطموح الوطني للمواطن الأمريكي، وأساساً في التوجّـهات الأخلاقية للشخصية الأمريكية”.. كما يقول سيليج أدلر: “إنه منذ فجر التاريخ الأمريكي كان هناك ميلٌ قوي للاعتقاد بأن مجيء المسيح المنتظر لاحق لعودة الدولة اليهودية، ولم يكن ذلك الرأيُ مجمعاً عليه بين اللاهوتيين المسيحيين، ولكنه كان يشكل جزءاً من مصفوفة التاريخ الفكري الأمريكي، التي كانت تتضمن دائماً خيطاً من العصر الألفي السعيد في الفكر المسيحي الأمريكي».
وأضاف أيضا: “ومع تزايد الهجرة اليـهُـودية إلى أمريكا، كان البعضُ من الأمريكيين يستشعرون خطورة التغلغل اليهُـودي في أمريكا، واختراقهم الكبير في وقت مبكر، ومنهم الرئيس الأمريكي «بنجامين فرانكلين» (17 يناير ،1706 -17 أبريل ،1790) ( [واحدٌ مـنْ أهـمّ وأبرز مؤسّسي الولايات المتحدة الأمريكية، كان مؤلفاً طابعاً صاحب هجاء سياسي، عالم ومخترع ورجل دولة ودبلوماسي]، الذي وقف في المؤتمر الدستوري الأمريكي في فيلادلفيا أثناء مناقشة الدستور المقترح للولايات المتحدة في العام 1787م قائلا: «هناك خطر عظيم يتهدّد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك الخطر العظيم هو خطر اليَـهـود»..
وقال فرانكلين: أيها السادة: في كـلّ أرض حَـلَّ بها اليـهـود أطاحوا بِالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمةَ التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيْرهم، وقد أَّدَّى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب مالياً، كما هو الْحال في البرتغال وإسبانيا، إذَا لم يُبعد هؤلاء عن الولايات المتحدة بنص الدستور فـإنَّ سَيْـلَهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مِائة سنة إلى حَـدّ يقدرون معه أن يحكموا شعبَنا ويدمّـروه ويغيّروا شكلَ الْحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية. ولن تمضيَ مائتا سنة حتى يكونَ مصيْر أحفادنا أن يعملوا في الْقول لإطعام اليـهـود، على حين يظل اليـهـود في البيوت المالية يفركون أيديَهم مغتبطين».
ويقول الفرح تعليقا على ذلك: هنالك أصواتٌ كثيرة مشابهة حملت نفس التحذير في الولايات المتحدة، ونجد اليوم كيف تحقّقت نبوءة بنجامين فرانكلين بأكملها، فاستدرج اليـهُـودُ الولايات المتحدة إلى انحطاط خُلقي كانت مهيأةً له أصلاً، واستنزفوا مقدراتها الاقتصادية، وخرّبوا العقائد المسيحية وزرعوا الألغام في تعاليمها وقيمها، وأقاموا دولةً داخل الدولة الأمريكية، ونهبوها وسيطروا على حكومتها خلال أقل من مائتي سنة.
ويقول السيناتور الأمريكي «وليم أغنر» سنة 1955م: «لقد تمكّنت الحكومةُ الخفية –يقصد الصهيونية اليهُـودية-أن تكون لها رقابةٌ كاملةٌ على الصحف والإذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما، وكثير من المؤسّسات التي تؤثرُ على الرأي العام الأمريكي، بما في ذلك الكنائس المسيحية».. وتعليقا على ذلك قال الفرح: «وهذه الفئة هي من أكثر الفئات تأثيرا اليوم في القرار وهي الطائفة الأكثر عداءً للمسلمين».. مضيفا : قد يتساءلُ البعضُ عن مدى صحة التأثير العقائدي في الأمريكيين مع أنـهم علمانيون ولا علاقة لهم بالدين، ولو قفزنا إلى العصر الذي نعيشُ فيه فـإننا نكتشفُ أنه ليس صحيحاً أن الأمريكيين شعبٌ غير مرتبط بالعقائد الدينية كما هو شائع بيننا.
وأردف الفرح قائلا: هناك مفارقةٌ تتمثل في هذا التناقض ما بين الأساس القانوني والدستوري للدولة الأمريكية، والواقع الفعلي لمجتمع هذه الدولة، إذ بقدر ما يعلن دستورُ الولايات المتحدة الأمريكية عن «علمانية «الدولة وفصل الكنيسة عن السياسة، فـإن هذه العلمانية قد صارت في ظل مبدأ الحرية تعني رفع يد الدولة عن كُـلّ أنماط التدين وعدم حدها من نشاط الكنائس ومن حريتها.. الأمر الذي سهّل لكل هذه الكنائس اكتساح مختلف المواقع الاجتماعية، حتى صار المجتمعُ الأمريكي عقائدياً أكثر من بقية الشعوب الغربية، رغم كونه محكوماً بدستور علماني المظهر، وتلك هي المفارقةُ الكبرى في هذا المجتمع الذي يستطيعُ بنشاطه وبأصوات ناخبيه أن يوجه إلى ساسته للتصرف أحياناً ضد الدستور، حين يعلنون تشبثهم بمبادئه العلمانية ويبطنون تحقيق مطامح لاهوتية وعقدية.
أخيرا
الأخطر في قضية اختراق اليهود للنصارى والغرب والأمريكان في عقائدهم، أن تراثنا الإسلامي كان وجهة لمحاولات اليهود اختراق المسلمين بأفكار وأحاديث موضوعة وعقائد تسربت الى الفكر الإسلامي، والدليل الجدل الذي احتدم عبر التاريخ الإسلامي بين المسلمين أنفسهم، ووصل ببعضهم لشن الحروب على البعض الآخر، وخلفت تلك الحروب شقوقاً في ذاكرة التاريخ الإسلامي، وقد ألمح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، في محاضرة له بعنوان “آيات من سورة الكهف” قائلا: «الأمريكيون لا يظهرون أنـهم يـهـود، واليـهـود أسَاساً هُم ملعونون عند الكل، يوجد الكثيْرون الذين يكرهونهم أكثر مننا، ومن النصارى يكرهونهم، لكنهم قد تغلبوا على النصارى وهم يثقفونهم، مثلما يتجهون إلينا يثقفوننا، وقد هم يحولون النصارى إلى صهاينة يشتغلون معهم، تعرفون بأَنـهم قد بيحولوا النصارى إلى صهاينة ؟ قد هو يـهـودي في قالب نصراني، مثل الآن، يحولوه يَـهـودي وشكله مسلم، هم هكذا يعملون».