مجلس الأمن طاولة لصفقات رعاة الإرهاب وتجار الحروب ولا نكترث لقراراتة
افتتاحية الثورة /
لم يعد الفارق كبيرا بين الإرهابيين بالوكالة كداعش التي صنعتها أمريكا بذاتها والقاعدة وجماعات القتل والإجرام في المنطقة التي قاتلت في صفوف تحالف العدوان على اليمن الذي قادته أمريكا وأشرفت عليه، وبين الإرهابيين بالأصالة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائهما في المنطقة ممثلة بدويلة الإمارات والسعودية وكيان العدو الصهيوني، فما فعلته أمريكا والسعودية وبريطانيا ودويلة الإمارات من جرائم بحق الشعب اليمني يفيض عدداً وكمَّاً وإجراماً على ما فعلته الأدوات كداعش وغيرها في المنطقة، وما يفعله العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني يفيض بالمقدار نفسه عمِّا فعلته داعش أيضا، لكن أمريكا وبريطانيا وكل رعاة الإرهاب لهم منابر ومنصات دولية تجمِّل قبح الفعال والجرائم، وتمكيج حروب التدمير والذبح والإماتة الجماعية ، على عكس داعش التي لا تتوفر لها نفس الأدوات.
الجديد أن قرار مجلس الأمن الذي صدر بالأمس جاء ليعبِّر عن واقع هذا المجلس الذي أصبح طاولة لصفقات أمراء وتجار الحروب ورعاة الإرهاب ومشغليه في العالم، وعن المجلس الذي أجمع أعضاؤه منذ اليوم الأول على شن الحرب العدوانية على اليمن التي قتلت وجرحت وأصابت عشرات الآلاف من المدنيين أطفالا ونساء ورجالا وكبارا وشيوخا، وعلى فرض الحصار القاتل والمميت على ملايين اليمنيين الذي أودى بأسوأ كارثة إنسانية يشهدها القرن الحديث، وحتى مع احتراب هذه المنظومة التي تهيمن على مجلس الأمن وتتحكم من خلاله في مصائر شعوب العالم فإنها استمرت على حالة الإجماع ذاتها التي بدأت بها شن الحرب العدوانية على اليمن في مارس 2015.
وحتى مع الحرب الغربية الروسية في أوكرانيا لم نجد فارقا بين الأطراف المحتربة في ما يخص العدوان على الشعب اليمني، وبين ما ينطق به الأمريكي والغربي وما يخطه الروسي والصيني بالمواقف المتواطئة على الحرب من خلال التصويت على قرارات الحرب على اليمن الصادرة عن المجلس سيئ الصيت والسمعة «مجلس الأمن الدولي».
والجديد كذلك في أن هذا القرار الأرعن بلا وجه، وبلا قدمين يتكئ عليهما، حاله كحال القرار 2216 الذي أصدره المجلس في العام 2015 ليشرعن العدوان على اليمن، ثم ما لبث أن بات فضيحة مدوية سجلت في قائمة عار مجلس الأمن الذي صار طاولة لصفقات أمراء الحروب وتجار السلاح ورعاة الإرهاب ومموليه، والقول بأنه مجلس للأمن هو قول تضليلي مخادع فما شُنت الحروب الملايينية في العالم إلا من خلال هذا المجلس الذي لم يسجل في تاريخه موقفا واحدا لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
عند هذه الطاولة تتقاطع أدوات الكذب الغربي والأمريكي مع تواطؤ الآخرين، وتتلاقى مصالح تجار الحروب وباعة السلاح ورعاة الإرهاب على قاعدة المصالح والمكاسب والأرباح، وإلا فماذا يعني الإجماع العدواني على قرار أخرق وأرعن وعدواني كهذا من أعضاء المجلس الدائمين الذين يحتربون في أوكرانيا اليوم؟
إذا كان ثمة من يستحق أن يصنف في لائحة الإرهاب فهي أمريكا التي قتلت أكثر من 4 ملايين مدني في حروبها المباشرة على منطقتنا منذ 11 سبتمبر 2001، ودمرت أكثر من 70 بلدا، وقادت أفظع حرب كارثية وتدميرية وإجرامية وعدوانية على الشعب اليمني وقتلت البشر في الأفراح والأتراح وفي المدارس والمشافي وفي الطرقات والأسواق وفي كل مكان، ودمرت البنى والمساكن والمدن والمصالح وسبل الحياة كافة، وفرضت حصاراً مطبقاً وشاملاً على أفقر بلد في العالم ومنعت بلوغ لقمة العيش والدواء والوقود من الوصول إليه، وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في القرن الحديث، وإذا ثمة من يجب تصنيفه كإرهابي فهم حلفاء الإدارة الأمريكية الذين ألحقوا بشعوب المنطقة الأذى وافتعلوا الأزمات وشنوا الحروب، وارتكبوا الفظائع وأرسلوا الانتحاريين إلى العراق وسوريا وإلى اليمن، ومولوا داعش والقاعدة في حربها على المنطقة، وحتى لا يكون الأمر مجهولا فإن السعودية هي التي أرسلت الانتحاريين إلى اليمن والى سوريا والعراق، كما أن دويلة الإمارات تدير هذه الجماعات الإرهابية في المنطقة من أبراجها الزجاجية وتجندها في حروبها على المنطقة كلها.
وإذا ثمة من يجب حظر السلاح عليه فهي مملكة العدوان السعودية التي اشترت من أعضاء هذا المجلس صفقات هائلة من الذخائر والصواريخ الفتاكة والمدمرة والمحرمة دوليا، علاوة على شرائها للمعدات العسكرية من دبابات ومدرعات وقاذفات جوية وطائرات استطلاع ومروحيات بأكثر من تريليون دولار، واستخدمت كل ذلك في الحرب على الشعب اليمني وتدمير بناه وقتل أبنائه، وإذا ثمة من يجب حظر السلاح عليه فهي دويلة الإمارات التي فعلت الشيء نفسه وأوصلت أغلبية تلك المعدات والأسلحة إلى الجماعات الإرهابية المصنفة دوليا في لائحة الإرهاب وجندتها في حربها على الشعب اليمني، وكان على بايدن نفسه الذي تعهد بوقف تصدير السلاح أن يفي بما تعهد به خلال حملته الانتخابية من وقف لصفقات السلاح المصدرة إلى السعودية والإمارات، لكننا أمام حفلات كذب ودجل وصفقات ومقايضات مكشوفة.
لا يحتاج الشعب اليمني لاستيراد سلاح وذخائر من أحد في الخارج، فهو بحمد الله بات يصنع كل لوازم الحرب واحتياجاتها من الطلقة إلى الصاروخ وهذا الأمر تحقق بعون الله، وإذا كانت دويلة الإمارات تعتقد بأنها قد أنجزت شيئاً بالقرار الأخرق هذا فهي واهمة فغداً ستكون الضربات عليها أوسع وأشمل وقد أفقدت نفسها ورقة سياسية ودبلوماسية ربما كانت ستفيدها أكثر من هذا الوهم .
أما الغرب بما فيه أمريكا فيكذب بما يفيض عن مقدرته على تذكر ما يكذب به، فهو الذي يفرض حصاراً شاملاً ومشدداً على الشعب اليمني، وهو الذي يتحدث عن المأساة في اليمن، وعندما تصدمه ذاكرة الشعب اليمني التي يتوهمون قصورها سيتراكضون خلف شعاراتهم الرنانة والكاذبة…بقرارات مجلس الأمن وبدونها سيدافع اليمنيون عن أنفسهم، وباليقين في أن النصر من الله، وبأن لا قرارات ورقية، ولا تدليس بمقدوره بعد الآن أن يثني الشعب اليمني في الرد وفي استخدام ما يملك من قوة في ردع دويلة الإمارات وفرض معادلة دويلة الإمارات غير آمنة ، وفي استهدف الضرع الحلوب «أرامكوا» في مملكة السعودية، وما هو قادم أعظم مما مضى بإذن الله.