ملاعبنا.. صالات للمعارض ومراعٍ للأغنام

حسن الوريث

 

 

في إحدى الزيارات لمدينة الثورة الرياضية ومرافقها التي منها صالة 22 مايو الكبرى وملعب الكابتن على محسن المريسي اللذان دمرهما العدوان عمدا وعدوانا وحقدا وكانت هناك صالة مغلقة تمت تسميتها باسم صالة العماد المغلقة والتي ربما لا يتم فتحها إلا مرات قليلة في العام الواحد.
وقبل دخولي الصالة لفت نظري وجود مجموعة من الأغنام التي ترعى في مكان قريب منها وتابعتها وجدت أنها تستمتع بالمرعى في الملاعب الخفيفة الموجودة بجوار الصالة، حينها قررت الذهاب إلى هذه الملاعب التي يفترض انه تمت إقامتها لطلاب كلية التربية الرياضية وللرياضيين للتدريب عليها وكذا إقامة البطولات المحلية فيها، لكني فوجئت بأنها ملاعب منتهية الصلاحية ولم تعد صالحة للبشر ليمارسوا أي نشاط رياضي عليها وجالت بي الذاكرة إلى صالة ملعب نادي بلقيس الذي تم تحويله هي ومرافقه إلى قاعات للمعارض لينتهي الغرض من بناء وإقامة تلك الملاعب والصالات.
وتذكرت بالمقابل زيارات سابقة لبعض المدن الأوروبية وشاهدت فيها بأم عيني كيف تنتشر الملاعب الخفيفة في معظم شوارعها وأحيائها ورأيتها مكتضة بالرياضيين والناس الذين يستمتعون بممارسة هواياتهم وكيف أن ملاعبهم يبنوها للبشر ولديهم قاعات أخرى مخصصة للمعارض بعيدة عن هذه الملاعب الرياضية بينما نحن نبني ملاعبنا نتركها للأغنام والمعارض والفعاليات والإهمال.
لماذا كل هذا الاستهتار ببلادنا؟ ولماذا نبني هذه الملاعب ثم نهملها هكذا؟ ربما لأننا نعاني من التخمة في الملاعب وبالتالي فقد تركنا هذه الملاعب للأغنام كي ترعى فيها إيمانا منا بضرورة الترفيه عليها حتى تنتج لحوماً تنفع الرياضي على اعتبار أن هذه الأغنام رياضية وبالتالي فإن لحومها ستكون لذيذة وتنفع الرياضيين الذين يتناولونها وربما أن بعضهم فكر في استثمار هذه الملاعب كمزارع للأغنام ليستفيد من عائداتها في الإنفاق على الرياضة وهذه فكرة جهنمية للاستثمار، حيث يبدأ بتدمير هذه الملاعب ومن ثم تحويلها إلى مراع ومزارع للحيوانات وفي مراحل متقدمة يتم تأميمها وتحويلها إلى أملاك خاصة.
هل يدري المسؤولون في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية أن هذه الملاعب الموجودة في حرم مدينة الثورة الرياضية وفي نادي بلقيس وغيرها من الملاعب في عدد من محافظات الجمهورية تحولت إلى خرائب ومراع وبعضها قد يسيل لعاب ناهبي الأراضي الذين يتربصون بأي ممتلكات عامة تهمل فينقضون عليها ويضمونها لأملاكهم والأمثلة على ذلك كثيرة وهل تملك الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية والأندية خطة لبناء الملاعب وتشغيلها أم أن الأمر لا يتعدى إنشاء منشآت يطلق عليها مجازاً ملاعب وتركها عرضة للإهمال بينما الرياضي يبحث عن مكان ليتدرب عليه؟ ولنا في شوارعنا التي تكتظ بالأطفال والشباب وهم يلعبون فيها عبرة.. وأنا من هنا أوجه الدعوة لمعالي وزير الشباب والرياضة ووكلاء الوزارة ورئيس وأمين عام اللجنة الأولمبية ومسؤولي الاتحادات لزيارة هذه الملاعب والاطلاع على حالتها المزرية وكيف يمكن إنقاذها وإعادة الحياة لها عبر ترميمها وتأهيلها وتسليمها للاتحادات للإشراف عليها والاستفادة منها في توسيع قاعدة الألعاب الرياضية ومنع إقامة أي معارض أو فعاليات تؤثر عليها ويمكن أن يتبنى صندوق رعاية النشء والشباب إقامة صالات وقاعات مخصصة للمعارض والفعاليات حتى في محيط مدينة الثورة الرياضية وملعب الظرافي والإبقاء على الملاعب ليمارس الشباب هواياتهم وتقام عليها الأنشطة والبطولات والمسابقات الرياضية المختلفة حتى تظل ملاعبنا للبشر وليس مراعي الأغنام والمعارض.. نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت..

قد يعجبك ايضا