الثورة / قاسم الشاوش
دخلت الحرب الروسية الاوكرانية مرحلة خطيرة وغير مسبوقة في التاريخ حيث تتدحرج نحو الوقوع في إمكانية استخدام أسلحلة نووية قد تودي إلى نهاية الحياة على كوكب الأرض.
حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أوامر للقيادة العسكرية بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى، بعد تصريحات دول حلف شمال الأطلسي العدائية .
وجاءت أوامر الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين «لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب.. بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا».
يذكر أن القوات الروسية تواصل لليوم الرابع عمليتها الخاصة لحماية دونباس ونزع سلاح أوكرانيا وسط تصعيد غير مسبوق للعقوبات الغربية ضد روسيا، مع التركيز على قطاعها المالي.
من جانبه أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن الولايات المتحدة وحلف «الناتو» لا يهددان روسيا.
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم البيت الأبيض الذي قال: إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف «الناتو» لا يهددان روسيا.
وتزامن هذا التصريح مع قرار موسكو وضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب خاصة، ردا على «عدوانية الغرب».
مفاوضات في الأفق
في غضون ذلك تدور في الافق إمكانيات بزوغ مفاوضات روسية أوكرانية، حيث تفيد الأنباء الواردة عبر تصريحات مسؤولين روس واوكران بان المفاوضين الروسيين والاوكرانيين سوف يلتقون للتفاوض دون شروط مسبقة بهدف إنهاء الحرب – وفي هذا السياق اعلن رئيس الوفد الروسي في المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا بمدينة غوميل البيلاروسية، فلاديمير ميدينسكي ، أمس، أن كييف وافقت على عقد الاجتماع وأن الوفد الروسي ينطلق إلى مكان إجرائه.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن ميدينسكي، قوله أن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن السلام في أي وقت.
من جانبه، قال الرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن يبقى الوفد الروسي في غوميل وأن يتم تأجيل المفاوضات مع أوكرانيا لبعض الوقت.
وجاء إعلان كبير المفاوضين الروس عن موافقة كييف على عقد المفاوضات بعد محادثة هاتفية جمعت الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع لوكاشينكو.
وفي وقت سابق رفض زيلينسكي إجراء مفاوضات مع موسكو في أراضي بيلاروس، معتبرا أنها لا تصلح منصة لمثل هذه المحادثات بسبب «أعمال عدائية» صادرة عن مينسك.
وبعد ذلك أعلن رئيس الوفد الروسي، الذي وصل إلى بيلاروس في وقت سابق، أن موسكو تمهل كييف حتى الساعة الثالثة بعد ظهر أمس لإرسال وفدها إلى غوميل.
من جهته دعا حزب «منصة المعارضة من أجل الحياة» الأوكراني، سلطات كييف إلى بدء المفاوضات مع موسكو بشكل عاجل، وإعلان أوكرانيا التزام الحياد بين روسيا والناتو.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن النائب عن الحزب في البرلمان الأوكراني يوري بويكو، قوله: إن الحزب يؤيد بدء محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا بشكل عاجل.
وأضاف: «نحن ندعم سرعة البدء بالمفاوضات، وقدمنا إشارات عامة وخاصة حتى تبدأ المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإنهاء هذا الصراع العسكري.. سنبذل قصارى جهدنا لبدء هذه المفاوضات».
وشدد على أن الحزب يعول على الوضع المحايد لأوكرانيا.. قائلاً: «آمل حقا أن تدخل السلطات اليوم في مفاوضات مع روسيا.. نحثها على هذه الخطوة بشكل علني وغير علني، وأن ينتهي الأمر بسلام على أساس الشروط التي سمعنا عنها سابقا، والتي تتعلق بالوضع المحايد لأننا أيدنا ذلك بشكل لا لبس فيه ونواصل دعمه».
وتابع قائلاً: «لا أحد يدعونا إلى حلف الناتو، وقد فهمنا بالفعل جوهر الحلف.. وسنصر بالتأكيد على إعلان الموقف المحايد للبلاد».
وأعرب عن أمله في أن يكون توطيد الوضع المحايد النقطة الرئيسية التي ستبنى عليها علاقات أوكرانيا مع روسيا وبيلاروسيا في المستقبل.
«ذخيرة محظورة»
إلى ذلك اتهمت روسيا، الجيش الأوكراني بأنه بدأ الاستخدام المكثف للذخيرة المملوءة بالفوسفور في ضواحي كييف، في محاولة «يائسة» لاحتواء هجوم القوات الروسية.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش الأوكراني يستخدم «ذخيرة محظورة بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1980 بشأن الأسلحة غير الإنسانية».
وأضافت الوزارة أنه في مدينة ماريوبول، قامت القوات الأوكرانية القادمة من لفيف بترويع المدنيين، ونصب العربات المدرعة والمدفعية في المناطق السكنية، مستخدمة السكان المحليين كـ»دروع بشرية».
واتهمت وزارة الدفاع الروسية قوات القوميين في سيفيرودونتسك بتهديد الوحدات المنسحبة بالإعدام، وقتل 4 ضباط.
أمريكا تهديد حقيقي للعالم
من جهة اخرى هاجمت السفارة الصينية في موسكو الولايات المتحدة الأمريكية وأكدت أن التهديد الحقيقي للعالم هو الولايات المتحدة، داعية إلى الاطلاع على قائمة الدول التي قصفتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية.
ونشرت البعثة الدبلوماسية على «تويتر» قائمة بالدول التي قصفتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، قائلة: «لا تنسوا أبدا من هو التهديد الحقيقي للعالم».
وضم المنشور قائمة باسماء 20 دولة حول العالم، أشارت السفارة أن الولايات المتحدة تدخلت في شؤونها الداخلية أو قصفتها فعليا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، الخميس الماضي: «روسيا دولة كبرى وتتصرف بشكل مستقل بناء على قراراتها الاستراتيجية، ولا تحتاج إلى موافقة الصين قبل اتخاذ أي خطوات».
وشددت على أن «الصين تتابع عن كثب تطورات الوضع في أوكرانيا»، داعية جميع الأطراف إلى «ضبط النفس ومنع خروج الوضع عن السيطرة».
ورفضت هوا وصف العملية العسكرية الروسية بأنها «غزو»، مشيرة إلى أن «هذا المصطلح متحيز»، وامتنعت عن الإجابة عن أسئلة عما إذا كانت بكين على اتصال مع قادة روسيا وأوكرانيا.
إغلاق المجال الجوي الأوروبي
إلى ذلك اعلن مسؤول أوروبي، امس، أن معظم دول الاتحاد الأوروبي أغلقت المجال الجوي في وجه روسيا ردا على الحرب التي تشنها منذ الخميس الماضي على أوكرانيا.
ونقلت وكالة انباء (رويترز) عن المسؤول الأوروبي، قوله إنه يتوقع انضمام المزيد من دول الاتحاد إلى لائحة الدول التي قررت منع تحليق الطائرات المدنية الروسية في أجوائها.
وأوضح نفس المصدر أن غلق الأجواء الأوروبية أمام روسيا قد يكون جزءا من العقوبات الأوروبية على روسيا، والتي تشمل حتى الآن النقل إلى جانب قطاعات أخرى بينها التمويل والطاقة.
وكان وزير النقل الألماني اعلن في وقت سابق أمس، أن بلاده ستغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية اعتبارا من عصر أمس ولمدة 3 أشهر.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الدانماركية، إغلاق المجال الجوي للدانمارك أمام الطائرات الروسية، كما أعلنت بلجيكا وفنلندا وأيرلندا وآيسلندا أمس عن إجراء مماثل.
وكانت بريطانيا وبلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا أعلنت إغلاق مجالاتها الجوية أمام الطائرات التابعة للشركات المدنية الروسية، وقد حذت حذوها دول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا).
هذا يعني بالمبدأ أن المجال الجوي الروسي بات معزولا غربا باستثناء 3 ممرات حتى الآن، والحديث عن فنلندا والطريق عبر بحر البلطيق والأجواء التركية.
وفي المقابل أعلنت روسيا اعتزامها إغلاق مجالها الجوي أمام كل هذه الدول؛ ما يعني صعوبات أمام رحلاتها الجوية شرقا.