الذكرى السنوية للشهيد القائد وخطابُ المناسبة تأكيدٌ على النهج .. وتمسُّكٌ بالحقائق والتزامٌ بالثوابت
افتتاحيه الثورة /
انطلق خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي ألقاه مساء أمس بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، من المرتكزات الجامعة للأمة الإسلامية، ومن قضاياها الأساسية المتمثلة في موضوع الولاء، والعداء، والصراع مع الأعداء، وما يرتبط بذلك من مصائر ومآلات ونتائج وحقوق وقرارات ومواقف ومسارات عملية استراتيجية إما كما يريده الله وأوضحه في كتابه الكريم ، أو كما يريد الأعداء لنا كأمة إسلامية.
وقد افتتح الخطاب بالحديث الشامل عن القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني الذي كان محل إجماع عربي وإسلامي، سياسياً على مستوى المواقف الرسمية في قرارات الأنظمة العربية والإسلامية أو في قرارات الجامعة العربية على سبيل الذكر، وشعبياً على مستوى المواقف الشعبية لشعوب الأمة كلها، علمائياً وفقهياً على مستوى الروابط العلمائية والمؤتمرات والجمعيات ونحوها، ثم ما لبث الأمر كذلك حتى انحدرت كثير من الأنظمة وخانت وباعت، ودجنت كثير من الشعوب وروضت ووجهت نحو المجهول، وانحرفت كثير من التجمعات العلمائية والفقهية والأربطة والجمعيات عن مواقفها، بل وصل الحال إلى مد أيدي الصداقات للعدو الصهيوني، وإشهار العداوات تجاه الشعب الفلسطيني.
ونحن نشهد اليوم في الحقيقة انحداراً مكشوفاً وفاضحاً من الأنظمة العميلة التي وصل حالها إلى إنكار حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي مقدساته وفي كرامته وفي حياته وفي عيشه ومقدساته، وتبنيها مواقف عدائية لأصحاب الحق الواضح والثابت بقوة حقائق التاريخ والجغرافيا والدم والانتماء والهوية، ووصلت هذه الأنظمة الخائنة إلى حد تصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات إرهابية، وإلى الإساءة للشعب الفلسطيني وتشويه صورته وسمعته، في مقابل مد أيدي الصداقات والولاء للعدو الصهيوني والتودد له وفتح البلدان على مصراعيها لمنتجاته ولعصاباته.
ولما للمشروع القرآني الذي انطلق به الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي من تجليات نشهدها اليوم فيما عليه شعبنا من عزة ومنعة في مواجهة العدوان والحصار ومن قوة موقف في مواجهة أعداء الأمة، فإنه يقدم النموذج العملي الواضح لكل شعوب الأمة في صوابية وصحة هذا المسار السليم والقوي بالثوابت الواضحة والحقائق القوية البيّنة.
فمن ناحية تشهد الوقائع والأحداث الماثلة أمامنا بخطورة العدو وإجرامه، وكل الأحداث الحاصلة تبين لنا بأن أمريكا والكيان الصهيوني عدو مطلق لا يريد للأمة إلا الموت والذل والمآسي والفقر والحرمان، يمارس المذابح والدمار، وينهب الثروات ويستعبد الشعوب ويزرع الفوضى ويفعل ما يفعل من الجرائم التي نشاهدها في كل قُطر عربي وإسلامي بل وفي العالم كله، ومن ناحية أخرى نشهد استشراسا منه في هجمته على أمتنا كلما سنحت له الفرص وشهد فينا الضعف والضعة والهوان، أو شهد من بعض الأمة خيانة وخذلاناً سببها المنافقون الذين ذهبوا ليتولونه ويقدمون له الولاء والطاعة بحثاً عن شرعياتهم السياسية للبقاء في حكم الممالك والإمارات.
ومن ناحية ثالثة، فإن الساحة كلها تشهد بصوابية وصحة وسلامة المشروع القرآني الذي انطلق به الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، أكان فيما قدم من رؤية شخَّص فيها العدو وطبيعة الصراع مع العدو ومرتكزاته، أو في السبيل إلى مواجهته انطلاقاً من معرفة ووعي وإدراك حقيقي بأنه عدو مطلق لا يمكن بأي حال أن يكون له موقف غير ذلك تجاه الأمة، أو كان في المضمار العملي الذي تحرك به الشهيد القائد، وتدحرج هذا المسار العملي لسنوات طوال حتى بتنا اليوم نشهد مآثره والشعب اليمني يسجل المواقف الكبيرة في مواجهة العداء، ويطور من قدراته التي وصلت إلى مستوى متقدم بفضل الله وعونه.
وحري بنا أن ندرك بأن الأعداء قد أردوا لشعبنا اليمني أن يكون في فسطاطهم، وأن هذه الحرب العدوانية الغاشمة التي تدخل عامها الثامن أريد من ورائها انخراط اليمن في هذا الاصطفاف الخياني الذي يمضي عليه المطبعون الخونة، لكن ذلك لم يتحقق بفضل الله وبوجود هذا المشروع الذي تحرك به الشهيد القائد منذ العام 2000 واستشهاده في 2004، ومثل هذا المشروع حصانة منيعة أمامهم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي حاضر في كل الأحداث والوقائع في الساحات كلها بالمشروع الذي انطلق به من القرآن الكريم، ولهذا يتناول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سيرة ومسيرة هذا الشهيد القائد في كل عام بخطاب جديد ومن زوايا وأحداث ومرتكزات ومضامين جديدة، ذلك لأن الشهيد القائد انطلق بمشروع قرآني وتحرك بالقرآن الكريم كتاب الله المتجدد في كل حال وفيه المعالجات لكل الوقائع، وذلك لأن الشهيد القائد كالبحر من أي الجهات أتيته، فقد كان – رضوان الله عليه – علما فذاً متقداً باذلاً نفسه وماله وأهله وكل ما يملك في سبيل الله، وقد استشهد – رضوان الله عليه – وهو قرين القرآن الذي ما تحرك خطوة إلا به، وما قال قولا إلا مستشهدا بالقرآن، وما وقف موقفا إلا منطلقا منه، حاملا هَمَّ الإصلاح لحال الأمة، ومسؤولية تبصيرها، باذلا روحه الطاهرة لتحصين الساحة في مواجهة الأعداء.. وقد نال من الله كرامة الشهادة، وفضل الانطلاق والقيادة.. فرضوان الله عليه، وعليه من الله ومنا السلام.
3