ذكرى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي .. تضحية وعطاء

 

الثورة / ناصر جرادة

أسبوع فقط يفصلنا عن ذكرى أليمة وفاجعة كبرى بالتحديد في 26 من شهر رجب الحرام, ذكرى استشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه محيي الثقافة القرآنية ومؤسس المسيرة المباركة وصانع روحية وثقافة الجهاد والاستشهاد في مواجهة طواغيت ومستكبري العصر الحديث.
في يوم السادس والعشرون من شهر رجب الحرام الموافق 10سبتمبر 2004م أعلنت السلطات الحاكمة آنذاك عن مقتل السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مبتهجة “بالنصر العظيم” إرضاً لسيدتها أمريكا والتي كانت المشرف الرئيسي على شن الحروب الست الظالمة على صعدة هذا النصر الوهمي والذي كان في أذهان أمريكا وأذنابهم وعملائهم من الداخل، أنهم باستشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي سينهون المشروع القرآني بينما كان خلافاً لذلك, وكان بداية انطلاق المسيرة القرآنية وتوسعها وأن دماء الشهيد القائد ستجرف عروش الطواغيت والمستكبرين في أنحاء المعمورة.

عظمة الشهادة

ولما للشهادة والاستشهاد في سبيل ألله من عظمة فقد كان لآل بيت رسول النصيب الأكبر فهم من تصدروا مشروع الشهادة في سبيل ألله منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا، ولهذا كان الشهيد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في طلائع المجاهدين في هذا العصر والمضحين بدمائهم في سبيل ألله.
وفي هذا السياق يؤكد العلامة أبو مرتضى الحاضري, أن الجهاد في سبيل الله تعالى هو من أفضل الأعمال التي يلقى المؤمن بها الله تعالى، والشهادة أفضل خاتمة يختم الله بها للمجاهدين الذين هم خاصة أوليائه، وأكثر من ينالها هم الشباب المؤمنون, باعتبارهم أكثر من ينطلق إلى ميادين الجهاد.
ويشير الحاضري إلى أن الشهادة ليست نقصاناً من العمر كما يظن الكثير من المتقاعسين عن الجهاد في سبيل الله والقاعدين, وأن من يذهب إلى جبهات القتال ليقاتل في سبيل الله يُقتل ومن يقعد يسلم، لأن الجبهات فيها المعارك والقتال والأسلحة ونقاط التماس مع العدو والمواجهة الشرسة معه في الخطوط الأمامية، ولا يوجد مثل ذلك بالنسبة للقاعد في بيته الذي آثر السلامة والحياة الدنيا على ا لآخرة، متناسين قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ ولكم رأينا مصداق هذه الآية الكريمة في الواقع واضحًا وجليًا من خلال قتلى قصف الطائرات وضحاياها في البيوت والتجمعات السكانية الذين هم أكثر من الشهداء في الجبهات وبالمثل صرعى حوادث السيارات أكثر والذين يموتون بالأمراض والجلطات أكثر.
من جانبه يقول الأستاذ زيد المحبشي أن الشهادة حياة للأمم والشعوب، والأمة الحية تقدس شهداءها، وتعزز من ثقافة الاستشهاد، وتعتبرها قيمة إنسانية، وثقافة دينية، لأن الموت قتلاً في سبيل الله، حياة، والحياة من دون ثقافة الشهادة، موت، ما نجد مدلوله في قول شهيد كربلاء الإمام الحسين بن علي عليهما السلام: “إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين الا برما”، وما أراده -سلام الله عليه- هنا ليس التعبير عن اليأس، بل عن حالة الرفض، فالموت في خط الجهاد، سعادة، والشهادة اصطفاء وتكريم إلهي للمجاهدين المخلصين في سبيل الله، قال الله سبحانه تعالى في محكم التنزيل: “وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء”، آل عمران: 140، أي: ليُكَرَم منكم بالشهادة، من أراد أن يُكَرِمه الله بها، وأي كرامة أعظم من هذه الكرامة.
دروس وعبر

بدوره أكد الدكتور فيصل جمعان أن مشروع الشهيد القائد جاء في اللحظة التي تولى فيها الكثير أعداء الأمة..
وأوضح أن مشروع الشهيد جاء لاستنهاض الأمة لمواجهة قوى الاستكبار والغطرسة، مشيراً إلى أن ما تحدث عنه الشهيد القائد قبل 17 عاماً يتحقق اليوم. وتطرق إلى حالة الخنوع والذل التي كان يعيشها العالم الإسلامي أمام الهيمنة الأمريكية والتي لم يقف أمامها إلا الشهيد القائد بإعلانه الصرخة في وجه المستكبرين وكسر حاجز الخوف والصمت.
انطلاقة المشروع القرآني

وفي هذا الصدد يقول الباحث يحيى قاسم أبو عواضة أن يوم الخميس 17 يناير 2002م هــو بلا شك يوم حاسم في تاريخ الأمة، يوم يمثل منعطفا تاريخيا مهما في العصر الحديث فهو اليوم الذي حطم فيه السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- جدار الصمت والخنوع والذلة، هـواليوم الذي هز السيد حسين فيه عرش الطاغوت بصرخته المدوية في وجه الإمبراطورية التي أصبحت تتصور نفسها إلها يعبد من دون الله, وأنها قد وصلت مستوى لا أحد من البشر يجرؤ أن يقف في وجهها أو يعصي لها أمر إلا أن السيد حسين أطلق صرخة الحق والعزة في وجهها وفي وجه ربيبتها المدللة إسرائيل معلنا بأنه لا يزال هناك نفوس أبية تأبى الذل والخنوع والاستسلام والخضوع لغير الله ،في هذه الفترة الزمنية الحرجة والخطيرة انطلقت من فم السيد حسين هذه الصرخة المدوية صرخة الكرامة والحرية والإباء صرخة:(الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) ليعلن بذلك ولادة فجر جديد لا مكان فيه للذل والهوان والخوف والاستكانة والخنوع ،إنه يوم رسم فيه السيد حسين رضوان الله عليه – للأمة مسار العزة والحرية والمواقف المشرفة التي ستعيد للأمة مجدها وسيادتها وتخلصها من تحت أقدام أعدائها، وترفعها من المستنقع الذي قد انغمست فيه، يوم فتح فيه السيد حسين باب العلم والمعرفة والوعي من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من البحر الذي لا يدرك قعره، يوم رفع فيه السيد حسين راية الجهاد في سبيل الله عالية خفاقة ضد الاستكبار العالمي ومفسدي هذا العالم من اليهود والنصارى حتى يتحقق وعد الله بالتمكين لأوليائه الصالحين بقوله تعالى (وُنِريُد أن نُمن عَلَى الِذين اسُتضِعُفِوا في الأرض ونجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) وقوله تعالى: ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ،وأكد إنه جهاد في سبيل الله حقيقي وشامل مبني على وعي كامل بهذا العدو من خلال ما قدمه القرآن الكريم من رؤى حكيمة وناجحة في الصراع مع هذا العدو؛ ولذلك سيظل تاريخ هـذا اليوم محفورا في ذاكرة الأمة وفي وجدانها وحياتها وفي ذاكرة الأجيال الآتية ما اختلف الليل والنهار.

قد يعجبك ايضا