الثورة/ يحيى محمد
للجمال صورة، ارتسمت أبعادها واتسمت بآيات من النجاح، إنها في مديرية الزهرة حيث الانسجام التام والتناسق الرائع في الإدارة والتكامل الوظائفي بين فرسان التنمية والجمعية وإدارة المديرية، تناسق عن وعي وإدراك ينسجم وأبعاد الثورة التنموية ومتطلب الانتقال المرحلي.. الأمر الذي عزز بمعنويات عالية لدى مزارعي المديرية، فإذا بك تطوف مساحات شاسعة من المزارع المليئة بشتى صنوف الخضروات وأنواع الحبوب.. ويكفينا في حكاية تجربة الذرة الشامية في الزهرة أنها آيات تسبح بعظمة فالق الحب والنوى.. آيات من مصداق قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
في صباح الثلاثاء 22 يناير، تواصل مع منسق مؤسسة بنيان التنموية بمديرية الزهرة هادي حسن هيج، الذي هب ببالغ الترحيب، وعلى متن سيارة المزارع (أحمد محمد قشر)، انطلقنا إلى رحاب فضاء لا قدرة للأنظار الإحاطة بأبعاده المترامية والمحتوية على مساحات واسعة من مزارع مختلف المحاصيل، حتى وصلنا مجموعة من حقول المزارع (قشر) أحد مزارعي مديرية الزهرة.
وفي تجاذب لأطراف الحديث بين المزارع “قشر” و(الثورة) وفريق الإرشاد الوطني (يوسف صبرة، علي خموسي، نصار مبخوت)، أكد قشر أن بدايات اتخاذه قرار الانضمام إلى قوائم الزراعة التعاقدية كانت مع حضوره لورشة دعت إليها الجمعية التعاونية بالزهرة لمزارعي المنطقة، وهناك تلقى مع زملائه من المزارعين محاضرات مكثفة حول الزراعة التعاقدية وضحت مدى إيجابية الإنخراط فيها، والضمانات التي توفرها الزراعة التعاقدية للمزارع من حيث توفير السوق، والمدخلات والإرشاد الزراعي والمتابعة لاحتياجات المزارع على امتداد العمليات الزراعية من لحظة تسليم البذرة إلى تسليم المحصول لمخازن الجمعية.
وأضاف المزارع “قشر”: قررت مع مجموعة من رفقائي المزارعين في المنطقة خوض التجربة، ووقعنا العقود مع الجمعية، تم تسليمنا المدخلات من بذور الذرة الشامية والديزل، قمنا على الفور بمباشرة الموسم.
لا ينكر المزارع “قشر” أن تجربته مع زراعة الذرة الشامية واجهت العديد من المعوقات والصعاب، لكنه أكد أن التجربة مثلت مغامرة جيدة خاض دروبها لأول مرة، وأخذ تعليمات عن الجمعية عن كيفية زراعة المحصول، وتوكل على الله وبدأ عملية الحراثة، فالذري، وتابع مراحل النمو بما يتطلب المحصول من السقي والتسميد.
وعندما هاجمت آفتا دودة الأرضة، وحشرة الحشد الأمريكية المحصول، سارع المزارع “قشر” إلى إبلاغ فرسان التنمية في منطقته، الذين قاموا بالتواصل مع الجمعية وتزويده بالمبيدات المناسبة للمكافحة في الوقت المناسب.. هذا بالإضافة إلى تمكن المزارع من استغلال خبرته الطويلة في زراعة محاصيل الذرة الرفيعة والسمسم والبقوليات وغيرها في التغلب على خطر الآفتين.
المزارع “قشر” حكى عن حياته كمزارع أنها تمر بستر الحال، مشيرا إلى أنه يقوم بزراعة العديد من محاصيل الذرة الرفيعة، والسمسم، وبعض البقوليات والخضروات حسب جداول تدوير مواسم زراعتها وفق ما تلقاه عن أبيه وجده وما يتلقاه من تعليمات إرشادية عبر المرشدين الزراعيين أو وسائل الإعلام المختلفة المهتمة بالجانب الزراعي.
امتازت حكاية المزارع “قشر” بالحفاظ على العديد من الخبرات الزراعية المتوارثة كتربية المواشي من الأبقار والأغنام والماعز، والاستفادة من مخلفاتها مضافة إلى مخلفات المحاصيل الزراعية من أوراق وقشور وقصب وجذور في صناعة السماد البلدي، حيث يقوم المزارع بعمل حفرة كبيرة، وفيها يضع تلك المخلفات ثم يقوم بدفنها لمدة من الزمن حتى تتحلل، ثم يقوم بتعريضها لأشعة الشمس حتى تجف، ومن ثم توزيعها على مساحات الأرض الزراعية وخلطها مع التربة في الأوقات المناسبة للتسميد.
المزارع “قشر” أوضح- من واقع خبرته- أن العناية بالأرض من خلال إجراء العمليات الزراعية في أوقاتها، والذري وفق النجوم مصحوبا برعاية كاملة وفق برنامج تتبع دقيق ومنتظم لمراحل النمو يقلل احتمالات التعرض للآفات الزراعية، مضيفا أن التقليل من استخدامات الأسمدة والمبيدات الكيماوية بالاعتماد على الذبل، واتباع الأساليب التقليدية في مكافحة الحشرات بالتمباك والبسباس والتراب الناعم، يضمن إنتاجا وفيرا وجودة عالية للمنتج الزراعي.
وأشار إلى أن اتباع المقادير المناسبة في الحالات الضرورية لإضافة الأسمدة، وكذا اتباع الأساليب الصحيحة للرش بالمبيدات المناسبة والمنصوح بها وغير المحرمة، أمر مهم جدا لحماية الأرض من التعرض للتصلبات وتلف المحصول أو ضعف جودة المنتج الزراعي.