القات الصديق المدمّر

د. خالد زيد الشامي

 

 

استهل بداية بقول الشاعر:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى.. عدو له ما من صداقة بد
إذا انطبق هذا البيت على القات بشكل من الأشكال فهل من الضروري الاستمرار في مصادقته. أم أننا نستطيع أن نقطع صلتنا به، سنبدأ من حيث انتهى المؤتمر العلمي حول أضرار القات على صحة الفرد والمجتمع في أيامه الثلاثة التي بدأت من8 إلى 10 فبراير 2022 م وفي قاعة كلية الطب بجامعة صنعا وبرعاية فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى وعناية الأستاذ الدكتور القاسم محمد عباس رئيس الجامعة وهو الطبيب ليس فقط الذي لا يتناول القات بل وهو المتخصص في أمراض الفم والأسنان، ويعرف بأن القات عدو وبالتالي أراد أن ندرك معنى أن يكون عدوك موجوداً معك وبرغبة كاملة منك، فكان ذلك المؤتمر الذي تناول أضرار القات عن طريق عشرات الأبحاث حول تأثير القات على وظائف القلب وتعاطيه بين النساء والتعاطي المزمن وانتشار أمراض ضغط الدم بسببه و تأثيره على مرض الكبد المناعي وعلى بيئة المجتمع وتداخلات القات مع الأدوية إلى العديد من الأبحاث القيمة والمفيدة ولاشك أن للقات أيضا تأثيراته القاتلة فمن خلال بعض القرارات تجد أنه يتسبب أيضا في تغيير عادات النوم وخلق المزاج المكتئب وضعف الشخصية وفقدان الوزن ونتيجة لأنه يحتوي على كمية هائلة من المنشطات الذهنية تستمر لساعات ثم يعود الخمول في جسد الإنسان، والقات سبب أيضا في النوبات العقلية وأورام اللثة وتسارع نبضات القلب والخفقان وانقباض الأوردة الدموية والنزيف الدماغي إضافة إلى التأثيرات العقلية لدى بعض الأشخاص المتعاطين للقات بصورة مستمرة. ما يعني أننا أمام كارثه.. حقيقية وظاهرة خطيرة تغاضينا عنها لفترة طويلة من الزمن.
ومن الناحية الاجتماعية لا شك أن ظاهرة القات تسبب أضراراً اجتماعية على أفراد الأسرة تتمثل في تحمل تكاليف القات إلى جانب أضرار سلوكية وتربوية ومنها ضعف التحصيل العلمي إضافة إلى الآفات الاجتماعية التي يصعب التخلص منها وضياع الأوقات وضعف دور الأبوين وعدم الاهتمام بالأولاد وانتشار الرشوة والغش والكذب وغيرها من العادات السيئة وبالرغم من انتشار القات وشيوع تناوله منذ زمن طويل إلا أن تزايد انتشاره وتناوله بصوره. ملفتة للنظر بين جميع الشرائح والفئات خصوصا الأطفال والنساء الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى المطالبة بضرورة التصدي لهذه الظاهرة، وكذلك المطالبة والاهتمام بزراعة المحاصيل النافعة وحماية المياه الجوفية من النضوب وأن تكون بداية جادة لإيجاد بدائل لهذه الشجرة الضارة.
والله من وراء القصد.
الكارثة:
أيها القات.. يا أيها المجرم القات
كم ضحاياك في بلد لايلين
أيها المتخفي بثوب السنين
يا أيها القات ..
كم سيكفيك حتى تفارقنا دونما لهفة أو حنين
أيها المتوسد أحلامنا كالسراب
والمتسلق في جلد أيامنا النازفة..
والمعشعش في جوف أشواقنا كالعذاب
أيها المتناثر في كل هذه التفاصيل مثل الخيال المريض والمزاح البغيض سئمناك يا أيها الكارثة.
باحث اجتماعي

قد يعجبك ايضا