
يوم 21 فبراير 2012م كان موعد اللقاء المرتقب لجميع المواطنين في أنحاء البلاد لانتخاب قائد جديد للبلاد تمثل في شخص الرئيس عبدربه منصور هادي الذي نال ثقة الشعب أولا وتوافق الأطراف السياسية ثانيا .
وعلى الرغم من التخوفات التي واكبت ذلك اليوم إلا أن الإرادة الشعبية انتصرت لذاتها وأزالت الصورة المشوشة للبعض باختيار الرئيس هادي قائدا وربانا للسفينة اليمانية للنجاة بها إلى شاطئ الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الشعب .
في الاستطلاع التالي تحدث مواطنون عن مسيرة الرئيس الهادي وكيف استطاع تجنيب اليمن الحمل الثقيل من الصراعات وكيف عمل على إنجاح مؤتمر الحوار , وكيف احتوى الأطراف السياسية في البلاد كل ذلك وأكثر في سياق السطور التالية :
البداية كانت مع الحاج محمد الأفندي -بائع مواد غذائية- حيث تحدث بالقول: إن الرئيس عبدربه منصور هادي كان شخصاٍ راسياٍ كجبل نقم منذ أن تولى الرئاسة وحتى اليوم ذكائه ودهائه لتدهورت الأوضاع أكثر ونشبت الحروب الأهلية والمذهبية في كل مكان ,فهو شخص صبور وحكيم في تصرفاته.
وأوضح أن الرئيس هادي أستطاع أن يخرج اليمن إلى واقع الهدوء والطمأنينة النسبية ,وخاصة أنه تولى الرئاسة في ظل وضع متدهور أمنيا واقتصاديا في البلاد , وأبرز شيء يحسب له هو نجاح مؤتمر الحوار بقيادته والذي أثبت أنه رجل قيادي بامتياز .
ويرى أن الأيام القادمة ستكون حملاٍ ثقيلاٍ على الرئيس هادي ولذلك يجب عليه أن يقف بحزم ضد كل من يهدد أمن الوطن ويريد المساس بمصالحه العامة, وإقالة المفسدين يجب أن تكون من أولويات أعماله القادمة .
نية واضحة
من جانبه تحدث الطالب الجامعي علي الهجري بالقول :أعتقد بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي استطاع خلال الفترة السابقة أن يكون رئيساٍ توافقياٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون أن ينحاز لأي طرف من المكونات السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية كما أن لديه النية الواضحة في إصلاح الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني وهذا واضح وجلي للجميع مهما حاول البعض إنكار ذلك.
وأضاف : من وجهة نظري الرئيس عبد ربه منصور هادي كان مثالاٍ للقائد الحقيقي لسفينة اليمن حيث تمكن من تجنيب اليمن مخاطر انزلاقها في حرب أهلية, وقد نجح في قيادته لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ولملم واستوعب كافة القوى الممثلة في المؤتمر دون تمييز ليكون الممثل الحقيقي لكافة الأطراف .
ويرى أن أبرز الخطوات التي قام بها الرئيس هو توحيد اليمنيين على ضرورة الولاء للوطن والتخلي عن الولاء الحزبي الضيق أنه تخلى عن حزبيته وقدم مصلحة الوطن العليا على كافة المصالح بالإضافة إلى نجاح مخرجات الحوار الوطني وإعادة هيكلة الجيش وتجنيب اليمن حرباٍ مؤكدة وكذلك إصلاح المسار الحقيقي لثورتي الشباب وسبتمبر وأكتوبر ومعالجة القضية الجنوبية وقضية صعدة, ويشير إلى أنه يجب على الرئيس هادي في المراحل القادمة أن يمضي في قراراته القوية بتعيين وزراء ذوي كفاءات وتفعيل الاقتصاد عن طريق فتح باب الاستثمار على أرض البلاد للنهوض به إلى آفاق واسعة ومتطورة .
قائد فعلي
ويقول غالب الحمزي – موظف بجامعة صنعاء أن الرئيس عبدربه منصور هادي أتى في وقت كانت اليمن في وضع حرج وصعب وكانت الضغوطات على الرئيس من كل جانب ,وقد كانت لديه الشجاعة الكافية أن يقود اليمن كقائد فعلي سار بها إلى بر الأمان بفضل الله تعالى .
وأوضح أن الرئيس هادي عمل بحنكة على تهدئة وتيرة الفوضى الطائفية من خلال العمل السياسي الجاد رئيساٍ أن يضع حداٍ للاغتيالات التي تطال شخصيات بارزة في البلاد وكذلك الفوضى الخلاقة واللامبالاة في بعض منشآت الدولة وذلك بفرض حكومة قادرة على الإصلاح والتطوير للنهوض باليمن إلى مستوى يرتضيه كل اليمنيين , مشيرا إلى أن الوطن كي يزدهر ويرتقي لا بد من التضحيات وبذل الغالي والنفيس بصدق وليس التهرب من تحمل المسئولية وهذا ما لمسناه في قيادة الرئيس هادي للبلاد .
المخرج الوحيد
أما الأخ حسن تاج الدين موظف بشركة المستثمر فيقول: لا ننكر أن الرئيس هادي تسلم الرئاسة بعد انتخابات 21فبراير في ظل أوضاع كانت مستقرة وبعد ذلك تدهور الوضع الأمني والاقتصادي نوعا ما نتيجة لضغوطات العديد من الأطراف ,ولكنه تمكن من قيادة مؤتمر الحوار المخرج الوحيد للأوضاع التي نعيشها وذلك باتخاذ قرارات أعادت الحوار إلى مساره في وقت كادت بعض المواقف تؤدي إلى إفشال المؤتمر وهذا شيء يحسب للرئيس .
ويرى تاج الدين أن ما يجب على الرئيس هادي في الفترة المقبلة هو تشجيع الاستثمار وعمل التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات الأجنبية الى اليمن وإعادة النظر في اختيار كفاءات لشغل الحقائب الوزارية وبعيدا عن التحزب والتمذهب وتفعيل دور الأجهزة الرقابية والمحاسبية ومحاسبة من يثبت تورطهم في قضايا فساد , ويشير إلى أنه يجب أن يتم فصل السلطة القضائية عن السياسة وجعلها محايدة ومحاكمة من ثبتت التهم بحقهم في الأعمال الإرهابية التي حصلت في البلاد وإظهارهم للرأي العام .
توافق سياسي
ويقول قيس الصباحي : على الرغم من عدم الاستقرار والتقصير من بعض الوزراء إلا أن الرئيس هادي حقق أشياء كثيرة ومنها قيادة مؤتمر الحوار ونجاحه بتوافق جميع المكونات , إلى جانب قراره القوي والجاد بهيكلة الجيش وتحويل معسكر الفرقة إلى حديقة ومتنفس للمواطنين وكذلك تعديل أسعار الغاز اليمني المصدر للخارج بما يتوافق مع السعر العالمي .
ويرى أن الرئيس هادي استطاع أن يحتوي جميع الأطراف السياسية في البلاد وأن المرحلة المقبلة ستكون عبئاٍ عليه ولذلك يجب أن يضع خططاٍ استراتيجية لتلافي الأخطاء التي وقع فيها الآخرون , وأن مخرجات الحوار هي المسلك الحقيقي الذي سيخرج اليمن إلى الخطوات الأولى للدولة المدنية الحديثة ويجب على الرئيس هادي أن يضع أولويات اهتمامه على هذه النقطة الهامة والضرورية .