الثورة نت/ وكالات
تصاعدت حدة التوتر بين الغرب وروسيا من جديد في ظل مزاعم أمريكية مستمرة من أن روسيا تنوي غزو أوكرانيا بينما تتهم روسيا مجددا الولايات المتحدة وحلفاءها بشن حملة إعلامية “منسقة غير مسبوقة” يشنها ضدها لتشويه صورة مطالبها للضمانات الأمنية في أوروبا.
وعززت روسيا قواتها العسكرية بالقرب من حدودها مع أوكرانيا بينما تعتزم الولايات المتحدة ارسال نحو 2000 جندي من فورت براغ، بولاية نورث كارولينا، إلى بولندا وألمانيا، فضلا عن إرسال ألف جندي إلى رومانيا، يتمركزون بالفعل في ألمانيا.
ونشرت روسيا نحو 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، وذلك بعد نحو ثماني سنوات من ضمها لشبه جزيرة القرم.
في هذا الإطار، ذكر مسؤولون أمريكيون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعقد مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق اليوم السبت، وذلك مع استمرار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف حدة التوتر بسبب الأزمة الأوكرانية.
وأوضح بيان صادر عن البيت الأبيض أن أي عدوان روسي على أوكرانيا سوف يقابل برد موحد من قوى الغرب، قائلا إن ذلك سيؤدي إلى تضاؤل قوة ونفوذ روسيا في المنطقة.
وتزعم الولايات المتحدة أن موسكو لديها قوات عسكرية جاهزة للهجوم على أوكرانيا “في أي وقت”.
وحثت دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا واليابان وكوريا الجنوبية، مواطنيها على مغادرة أوكرانيا خشية الهجوم الروسي المحتمل.
ودعا البيت الأبيض المواطنين الأمريكيين إلى مغادرة أوكرانيا خلال 48 ساعة.
ورغم ذلك، أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان أن الإدارة الأمريكية لا تعلم حتى الآن ما إذا كان بوتين قد اتخذ القرار بشأن الهجوم أم لا، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن الحكومة الروسية تبحث عن ذريعة لتبرير غزوها لأوكرانيا /على حد قوله/.
وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن قلقه العميق بشأن “النشاط العدائي” لروسيا على الحدود الأوكرانية ، .
وقال الكرملين إن الزعيمين أجريا “تبادلا تفصيليا” أعرب فيه بوتين مجددا عن اعتقاده أن الناتو “غير مستعد” لمعالجة مخاوف روسيا.
ويأتي ذلك بعد ان اتهم جونسون الرئيس بوتين بأنه “وضع مسدسا… على رأس أوكرانيا”، ودعا الكرملين إلى التراجع عن “كارثة عسكرية”.
ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا مع بوتين.
وفي تصريحات بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة كييف، حذر جونسون من أن بريطانيا سترد على العدوان الروسي من خلال “حزمة من العقوبات وغيرها من الإجراءات التي سوف تتخذها في اللحظة التي يعبر فيها أول جندي روسي إلى داخل الأراضي الأوكرانية”.
وفي تطور جديد نشرت صحيفة “الباييس” الإسبانية ما زعمت أنها وثائق سرية أرسلتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى روسيا الأسبوع الماضي، بما في ذلك عروض محادثات بشأن تقليص الأسلحة النووية وإجراءات بناء الثقة في مقابل تخفيف التوترات بشأن أوكرانيا.
وتعارض روسيا بشدة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.في حين تتهم موسكو الحكومة الأوكرانية بإخفاقها في تنفيذ اتفاق دولي لإعادة السلام إلى المنطقة الشرقية.
ولن تقاتل القوات الأمريكية الجديدة في أوكرانيا، ولكنها ستضمن الدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الانتشار إضافة إلى 8.500 جندي وضعتهم وزارة الدفاع الأمريكية في حالة تأهب الشهر الماضي ليكونوا جاهزين للانتشار في أوروبا إذا لزم الأمر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم واشنطن بمحاولة استدراج موسكو إلى حرب في أوكرانيا.. محذرا من أن هدف الولايات المتحدة يتمثل في استخدام المواجهة ذريعة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وأكد بوتين في تصريحات صحفية عقب لقاء رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في موسكو أن الولايات المتحدة تتجاهل مخاوف روسيا بشأن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا.
وقال بوتين في تصريحاته: “يبدو لي أن الولايات المتحدة ليست قلقة للغاية بشأن أمن أوكرانيا… لكن مهمتها الرئيسية هي احتواء التنمية التي تشهدها روسيا. وبهذا المنطق فإن أوكرانيا نفسها مجرد أداة للوصول إلى هذا الهدف”.
وأضاف بوتين أن الولايات المتحدة تجاهلت مخاوف موسكو في ردها على المطالب الروسية بضمانات أمنية ملزمة قانونا، بما في ذلك منع توسع الناتو الإضافي نحو شرق أوروبا.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نظيره الروسي سيرغي لافروف، عبر الهاتف أن الوقت قد حان لموسكو لسحب قواتها من الحدود إذا كانت صادقة بشأن عدم التخطيط للغزو، بحسب تصريحات لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية نقلتها وكالة رويترز.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة وحلفاءها على استعداد لمواصلة المناقشات الجوهرية مع روسيا بشأن المخاوف الأمنية المشتركة.
وحثت دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا واليابان وكوريا الجنوبية، مواطنيها على مغادرة أوكرانيا خشية الهجوم الروسي المحتمل.
في السياق،ردت وزارة الخارجية الروسية على البيان الأمريكي باتهام دول الغرب بأنها تنشر الأخبار الكاذبة لتشتت الانتباه بعيدا تصرفاتها العدائية.
وتنفي موسكو وجود أي نية لديها لغزو أوكرانيا بينما تستمر كلا من روسيا والولايات المتحدة في حشدهما العسكري على الحدود مع أوكرانيا وفي شرق أوروبا.
وقد بدأت موسكو مناورات عسكرية ضخمة بالاشتراك مع جارتها بيلاروسيا. وتعد بيلاروسيا حليفا مقربا لروسيا ولديها حدود طويلة مع أوكرانيا.
ودعت كندا واستراليا رعاياها ايضا إلى مغادرة أوكرانيا بأسرع وقت. وحذر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون مواطنيه قائلا “الوضع خطر جدا ومن أجل سلامتكم يجب أن تسعوا إلى مغادرة اوكرانيا”.
وكشف الكرملين الجمعة أن المباحثات التي جرت الخميس في برلين بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا لم تفض “إلى أي نتيجة”.
وتشمل هذه المباحثات النزاع في شرق أوكرانيا الذي تتواجه فيه منذ العام 2014 قوات انفصالية تدعمها روسيا والجيش الأوكراني وقد أسفرت عن أكثر من 14 ألف قتيل.
وتقول موسكو إنها لا تستطيع قبول أن أوكرانيا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة ، يمكن أن تنضم يوما ما إلى الناتو وتطالب بضمانات بعدم حدوث ذلك.
المصدر: وكالة سباء