في اجتماع للسلطة المحلية والرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة ..
مناقشة الوضع الإنساني في الحديدة جراء استمرار العدوان والحصار والقضايا ذات الصلة بتطبيق اتفاق استكهولم
الثورة نت / أحمد كنفاني
ناقشت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة برئاسة المحافظة محمد عياش قحيم اليوم السبت مع الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة “الأنمها” الجنرال مايكل بيري الوضع الإنساني في المحافظة جراء استمرار العدوان والحصار والقضايا ذات الصلة بتطبيق اتفاق استكهولم في ضوء تهرب الطرف الآخر من التزاماته بحسب الإتفاق.
وتناول الإجتماع ملفات دعم مركز الألغام ونقل فريق التفتيش “أونفيم” من جيبوتي إلى موانئ الحديدة ووقف قرصنة دول العدوان على سفن المشتقات النفطية والعمل على إعادة تأهيل الموانئ وجاهزيتها.
وفي الإجتماع رحب قحيم بالرئيس الجديد لبعثة فريق دعم اتفاق الحديدة اللواء بيري .. مشيداً بجهود الرؤساء الثلاثة السابقين للبعثة والتي انتهت فترة أعمالهم أيضا ودورهم في متابعة خطة إعادة الانتشار بالحديدة خلال الأعوام الماضية.
وذكر أن اتفاق السويد الخاص بالحديدة يمثل مرجعية لحلحلة الكثير من الأمور وقاعدة مشتركة للجميع والمستجدات الأخيرة تمثل تحديا للبعثة الأممية.
وأشار إلى أهمية الإلتزام بتنفيذ اتفاق ستوكهولم حيث ما تزال دول العدوان ومواليها تستهدف المدنيين بمحافظة الحديدة.
وشدد محافظ الحديدة على أهمية تنفيذ إجراءات بناء الثقة باعتبارها خطوة ضرورية للدخول في أي عملية تسوية سياسية مقبلة .. مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن تشمل أي جهود باتجاه تحقيق السلام تحييد العملية الإقتصادية وضمان دخول سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة.
ولفت إلى حرص السلطة المحلية بالمحافظة على تقديم التسهيلات والدعم لفريق وبعثة إعادة الانتشار بالحديدة والإستمرار في التنسيق والتشاور لما من شأنه إنجاح مهامهم وتنفيذ برامجهم.
ودعا رئيس البعثة الأممية إلى العودة للعمل بجوهر اتفاق استكهولم وإلزام الطرف الآخر على العودة للعمل بالآليات المشتركة للجنة تنسيق إعادة الانتشار ورفع الحصار عن سفن المشتقات النفطية.
وأشار إلى إستمرار العدوان الإمريكي السعودي الإماراتي ومرتزقته في ارتكاب الخروقات اليومية بما في ذلك قصف الأحياء والمناطق السكنية والمنشآت الخدمية.
وأكد أن الذرائع التي يسوقها الطرف الآخر للتهرب من تنفيذ الإتفاق وصمت البعثة إزاء ذلك يجعل الوضع في الحديدة مستعصيا على الحل كما يعيق إبداء الطرف الوطني مزيدا من التعاون رغم حرصه على حقن الدماء اليمنية من أي طرف كان.
فيما تطرق وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد سليمان حليصي إلى تصعيد العدوان والمعاناة والمأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناء المحافظة.
وأكد أن الحصار الأمريكي لليمن جريمة حرب تمس حياة أكثر من 25 مليون من أبناء الشعب اليمني وأن دول العدوان وعلى رأسها أمريكا عملت خلال الفترة الماضية على إفشال المبعوث الأممي السابق وتعمل على إفشال المبعوث الجديد من خلال منعهم من تحقيق أي تقدم في الإستحقاقات الإنسانية وفي المقدمة رفع الحصار والقيود على الموانئ البحرية والمنافذ الجوية.
وطالب الأمم المتحدة بالضغط على دول العدوان وعلى رأسها أمريكا برفع الحصار والسماح للمشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة.
بدوره حذر عضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الإنتشار اللواء محمد علي القادري من خطورة تصعيد تحالف العدوان واستمرار غارات طيرانه الحربي والتجسسي على الحديدة في انتهاك سافر لاتفاق السويد .. وطالب البعثة الاممية إلزام الطرف الآخر بتنفيذ ما عليه من التزامات سابقة.
كما طالبها بالقيام بدورها الإنساني والأخلاقي لإتخاذ قرار حازم بمنع القرصنة البحرية واحتجاز السفن النفطية والغذائية باعتبار أن اتفاق استوكهولم كان إنسانيا بالدرجة اللأولى.
من جانبه أكد مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام العميد علي صفرة أن معاناة أبناء الحديدة والكارثة الإنسانية التي يمرون بها لا توصف بالمدن والمزارع وآبار مياه والطرق والأحياء السكنية الملوثة بفعل مخلفات العدوان ابان اندحارها عن المحافظة.
وأوضح العميد صفرة أن الالغام التي زرعتها مرتزقة العدوان مثلت معاناة دائمة وما تزال تحصد ارواح ابناء المحافظة والعاملين بالمركز وتعد موتا يتربص بعشرات الأطفال والنساء.
وذكر أن إجمالي الضحايا في الحديدة بلغ 150 مدنيا ناهيك عن الاعداد الكبيرة للجرحى .. مؤكدا ان ما مساحته 40 مليون متر بالحديدة ماتزال مزروعة بالألغام وتحتاج لدعم وجهود كبيرة لازالتها.
وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه مركز التعامل مع الألغام في الحصول على الأجهزة الكاشفة والمستلزمات الميدانية كون التنمية والقطاعات الأخرى لا يمكنها العمل ما لم يتم رفع وتطهير المناطق من المخلفات والقنابل العنقودية.
وناشد رئيس البعثة والمنظمات الدولية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني بتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة بما يمكن المركز من انقاذ أرواح المدنيين وتخليص أراضيهم وتعزيز سبل المعيشة الآمنة.
وقال “نشعر بحجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها الحديدة لأننا في الميدان الملوث بمخلفات العدوان” .. مشيرا إلى أن هناك حرمان للمجتمعات المتأثرة بالألغام والقنابل العنقودية في عدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم رغم أنها أصبحت آمنة.
من جهته عبر رئيس بعثة الأمم المتحدة “الأنمها” عن شكره لتعاون الفريق الوطني والتزامه بالتفاهمات المبرمة.
وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة استمرار لجنة تنسيق إعادة الانتشار في عملها بالشكل المطلوب .. معبر عن أمله في تعاون الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة من تواجد بعثة الأمم المتحدة لتنسيق إعادة الانتشار في الحديدة.
كما أكد سعي البعثة بالتعاون مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة لتقديم الدعم اللازم للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام وإعادة تأهيل موانئ الحديدة كما نص عليه اتفاق السويد.
وأوضح الجنرال مايكل أن البعثة تعكف حاليا على جلب الطرف الآخر للعودة للعمل بالآليات المشتركة للجنة تنسيق إعادة الانتشار للمضي قدما في تطبيق كامل بنود اتفاق السويد على الأرض.
حضر الإجتماع وكيل المحافظة عبدالجبار أحمد ونائب مدير أمن عام المحافظة العقيد عمر المقبلي ومدير مكتب الإعلام أكرم الأهدل.