نوال أحمد
السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- هي النموذج الأكمل في تاريخ المرأة المسلمة، هي سيدة نساء العالمين بنت رسول الله محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين هي زوجة الإمام علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، هي أم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فهؤلاء هم أطهر الخلق وصفوة البشر الذين خصهم الله سبحانه وتعالى بأعلى المقامات وَمنحهم أرقى الأوسمة وأرفع الدرجات…
فاطمة الزهراء – عليها السلام – هي تلك المرأة العظيمة التي بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني والأخلاقي، فهي التي قال عنها أبوها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: “فاطمة سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة” الذي قال عنها النبي الأكرم معرفاً بها: “هي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي”، وقال: “فاطمة مني، من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني ومن سرّها فقد سرّني” وفي حديث له بحق فاطمة عليهما الصلاة والسلام، قال: “إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها” وهو حديث يعبر عن عصمة ابنته فاطمة وأنها لا تغضب إلا لله ولا ترضى إلا لله، عليهما الصلاة والسلام…
إن نبينا الأكرم رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، عندما كان يتحدث عن ابنته الزهراء ويمتدحها ويُعرف الناس بها وبفضائلها لم يكن يتحدث من جانب عاطفي ولا يقول كلاماً محابة، لا فهو الذي ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فبأمر من الله أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاطمة هذا الوسام العظيم دون سواها من النساء حين قال عنها محدثاً: “فاطمة سيدة نساء العالمين”، لذلك تبقى فاطمة بنت محمد رسول الله هي المثل الأعلى والنموذج الإنساني والإيماني الأرقى والأسمى وتبقى هي أعظم قُدوة وخير أسوة للمرأة المؤمنة؛ لأَنَّها النموذج الإيماني والأخلاقي الصالح وَالأصلح لقيادة مشروع النهوض بالمرأة المؤمنة في كُـلّ عصر، مشروع مبني على أسس قرآنية ثابتة يكون بمقدوره الرفع من شأن وقدر المرأة المسلمة لتكون إنسانة عملية صابرة متحَرّكة وَفاعلة تربي الأجيال وتصنع الرجال الأبطال وتشارك في بناء المجتمع المسلم فترتقي بعملها الجهادي في سلم المجد والعز والشرف والشموخ، إلى أن تبلغ قمة الكمال الإنساني والإيماني والأخلاقي اقتدَاء وتأسياً بالزهراء عليها السلام، هذا النهج هو ما سيحافظ على بقاء الهُــوِيَّة الإيمانية والأصالة الإسلامية العظيمة في واقعنا المعاصر، السلام على بضعة النبي المصطفى، السلام على سيدة نساء الدنيا والأُخرى، سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ورحمة الله وبركاته عليهم أجمعين، من يومنا هذا إلى يوم الدين..