عاش العالم خلال السنوات الأربع الماضية «تقريبا» حالة من الذعر والهلع المصحوب بالخوف والقلق، نتيجة لانتشار وباء كوفيد 19 « فيروس كورونا»، حدث مع ذلك تحول جذري وشبه جذري لمجالات الحياة الصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والرياضية.. ومع مرور الوقت تزيدات حالة الخوف والقلق من مضاعفات المرض وانتشار الوباء.. وبداء مشوار البحث عن حلول للخروج من هذه الأزمة والعمل على استمرار الحياة بشكل طبيعي وجزئي مقارب لما كانت عليه الحياة قبل انتشار وباء كورونا.. ولأننا نخوض في مجال الرياضة، فالحديث سوف يكون عن الآراء والأفكار التي وردت على مسيرة العمل الرياضي عالميا ومحليا، ومن ذلك فكرة التدريب والتأهيل وممارسة الأنشطة الرياضية، عن بعد من خلال الزوم أو ما يسمى بالقاعات الافتراضية.. وصولا إلى إقامة بطولات ومنافسات رياضية دولية ومحلية عبر هذه القاعات.
ومع ظهور هذه الظاهرة ووصولها إلى اليمن كنت من المعارضين وبشدة لفكرة استخدام القاعات الافتراضية خصوصا في مجال تنظيم البطولات والمنافسات والحصول على درجات الترقية الرياضية مثل ذلك الحصول على الحزام البني في لعبة الكاراتيه.. اعتراضي كان مبرره النقاط التالية: عدم القدرة على إبراز المهارات واستعراض قوة المتنافسين بالمواجهة الفعلية لان المواجهات عبر القاعات الافتراضية تفقد الطرفين تلمس ردة الفعل النفسية والبدنية ناهيك عن فقدان حلاوة المنافسة والشعور بالفوز أو الخسارة.. فقدان الشعور بالثقة وبعظمة وهيبة المنافسة التي لن تتوفر في حال أجريت المنافسة عن بعد وعبر القاعات الافتراضية «الزوم» الذي يرصد الحدث بكاميرا مسلطة على المتنافسين وبذلك يفقد المنافسان عنصر الحماس والدافعية الذي يتوفر عبر الجمهور المشجع لهما.. فقدان المصداقية وفقدان مؤشرات قياس التحكيم الرياضي الشفاف والنزيه نتيجة لبعد الحكام وحصولهم على الحرية المطلقة في التلاعب بالنتائج.. والأهم عدم توافر مستوى عال من التقنية الإلكترونية خصوصا في اليمن التي تعاني دائما من ضعف شبكة النت نتيجة للحصار والعدوان الذي يعاني منه اليمن منذ إعلان عاصفة الشر «التحالفية».
ما أعاد للذاكرة هذا السرد السابق ما حدث لمبنى التحكم الإلكتروني لشبكة النت العالمية في مدينة الحديدة، عندما تعرض المبنى للتدمير الكامل بصواريخ تحالف الشر والعدوان، الذي كثف عدوانه على اليمن وسلط همجيته وإجرامه على البنية التحتية والسكانية، وحلل لنفسه سفك دماء المواطنين من النساء والأطفال والشيوخ، كما حدث في المدينة الليبية المكتظة بالسكان المدنيين، وسجن الاحتياط بمدينة صعدة.. أسبوع دامي مصحوب بعزل ممنهج عن العالم عبر قطع وسائل التواصل الاجتماعي وفصل النت عن اليمن، وتعطيل أجهزة الاتصال المحلية والدولية.. عدوان وحصار غير مسبوق على بلد الإيمان والحكمة.. إيقاف متعمد للأنشطة والفعاليات الرياضية والمناسبات الشبابية.. محاولة فاشلة لزرع الإحباط والفشل في صفوف الشباب والرياضيين.. لأيام وأنا أطالع صحيفة الثورة وبالذات الصفحة الرياضية وتلمست مدى نقص المادة الإخبارية الرياضية وتراجع المواضيع الشبابية الرياضية ليس عن عجز في الكتابة من قبل الزملاء الإعلاميين، وإنما عن عجز في وسائل إيصال المواضيع والأخبار إلى قسم الرياضة بصحيفة الثورة، وكذا نتيجة لعزل اليمن عن العالم الخارجي والداخلي وضعف قدرة الاتصال والتواصل.. وما ضاعف الأزمة سوءاً عدم توفر مادتي الديزل والبترول وشحة وسائل النقل، وبالتالي عدم قدرة الموظفين الإداريين الرياضيين والإعلاميين والحكام والمدربين وغيرهم من كوادر العمل الشبابي والرياضي من الوصول إلى أماكن عملهم بالوزارة ومكاتبها والاتحادات والأندية الرياضية التي يمارسون نشاطهم فيها.. عدوان وحصار عربي عالمي على اليمن السعيد لم تعان منه إسرائيل المحتلة للقدس الشريف طيلة سنوات احتلالها وعدوانها على دولة فلسطين.. ومع ذلك يظل المجهود الكبير والاجتهاد الرائع الذي يبذله الزملاء في قسم الرياضة بصحيفة الثورة، وصمودهم وسعيهم الدائم للحفاظ على حلقة الاتصال والتواصل مع الجمهور الرياضي ملموساً وله اثر إيجابي لا يمكن إنكاره.. كل الشكر والتقدير لكوادر صحيفة الثورة وللزملاء الأعزاء في قسم الرياضة.