لم يَعُد سرّاً أنّ أهمّ الأهداف التي أُقيمَ لأجلها ما يُسمّى “ثورات الربيع العربي” هو تعزيز العلاقات العربية الصهيونية والانتقال بها من السِّرّ إلى العلن، إضافةً إلى محاولات قتل روح الإباء والمقاومة والنضال لدى الشعب العربيّ، وجَعْلِهِ مُنقاداً للأوامر والمخططات الغربية والصهيونية.
ولعلّ الشعب اليمنيّ، كان، ولا يزال، الأكثرَ رفضاً للمخططات الصهيونية، والأكثر تأييداً لتحرير الأراضي والمُقدّسات العربية والإسلامية من الاحتلال الصهيوني، لذلك لا غرابة في أن يرتكبَ العدوانُ السعوديّ المجازرَ الرهيبة في حق أبناء الشعب اليمنيّ المظلوم، وأن يُقدِمَ على قصف المرافق الحيوية في “صعدة” و”الحديدة” وغيرهما من المدن اليمنيّة، وأن يقطع الاتصالات عن أنحاء اليمن كلّها، مُحاولاً إخفاءَ جريمته عن الرأي العام العالميّ، الذي أثبتت الأحداثُ تَعاطُفَهُ مع الجلاد وحقدَهُ على الضحية التي رفضت الخضوعَ للأوامر الصهيونية على الرغم من حرب الإبادة التي لا تزالُ تتعرّض لها منذ سنوات.
لقد أثبتت الحربُ الإرهابية على اليمن وأهله أنّ المجازرَ المُرتكَبة في حقّ أبناء اليمن ما هي إلا خطوة في سبيل تعزيز الوجود الصهيونيّ في البحر الأحمر، ويُؤكِّدُ هذا ما ذكرَهُ موقع “ساوث فرونت” المهتم بالشؤون الاستخباراتية وتحليل المعلومات، عن رغبة صهيونية في إنشاء بنية تحتية استخباراتية في جزيرة “سقطرى”، كما يُؤكّد موقع “نيتسف” الصهيوني ما ذكرته مصادرُ أجنبيةٌ نقلاً عن مصدر أريتريّ عام ٢٠١٦م، أنّ الكيان الصهيونيّ شرعَ في بناء أكبر قاعدة استخباراتية في حوض البحر الأحمر والمنطقة الإستراتيجية المُطِلّة على منطقة باب المندب، وتُؤكّدُ المعلومات أنّ وفداً من الضُّبّاط الصهاينة زارَ جزيرةَ “سقطرى” لتأسيس قواعد استخباراتيّة في منطقتي “مومي” و”قطنان” شرقيّ الجزيرة وغربيّها، وفيهما سلاسلُ جبليةٌ عالية تسمحُ بالتحكُّم في طرق الملاحة التي تمرُّ عبر المنطقة.
هذه الرغبة الصهيونية في السيطرة على اليمن والتحكّم في أرضه وموقعه الإستراتيجيّ، هي التي تدفعُ دُولَ التحالف اليوم إلى ارتكاب المجازر الوحشية في حقّ أبناء هذا الشعب الأبيّ، مُتجاهلة أنّ قسوةَ إجرامها وعُنفَ مجازرها لن يزيدا الشعبَ اليمنيّ إلا إصراراً على انتزاع حقوقه والدفاع عن أرضه وتحريرها من الخونة والعملاء، ورفضه للمشاريع الصهيونية المدعومة من بعض العرب في المنطقة.
إنّ ما يتعرّضُ له الشعبُ اليمنيّ من مجازر يُؤكّدُ مرّةً أُخرى تواطؤ المجتمع الدوليّ مع العدوان على اليمن، وتقديم التسهيلات للمخططات الصهيونية الهادفة إلى السيطرة على مقدرات الشعب اليمنيّ ونهب ثرواته.
*رئيس اتحاد الكتاب العرب