وجه السعودية القبيح
يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي
من جديد يتكشف وجه السعودية القبيح دولة المائة عام، التي تسعى إلى مناطحة اليمن ذات التاريخ العريق الممتد إلى آلاف السنين .
عقدة هذا الكيان المذعور من جيرانه – بالذات اليمن قبلة الحضارة الإنسانية والقيم الموغلة فيه حتى العمق – جعلها الطفرة المالية لمحاربة هذا الشعب الأبي وفرض الهيمنة عليه ليصبح حديقة خلفية، كما حدث خلال العقود الماضية.
المشكلة أن السعودية اعتبرت الصورة المشوهة للإسلام بأفقه السياسي العاصف مدخلاً لإيذاء اليمن ومولت معاهد خاصة فرخت فيها جماعات الإرهاب والتطرف واستقطبت نماذج فاشلة من معظم دول العالم وسعت من خلالها إلى العبث بمشاعر البسطاء كوسيلة للتأثير على الهوية اليمنية القائمة على التسامح والتآلف، وفي هذا السبيل استخدمت أبشع أساليب الكذب والخداع للضغط على روح الانتماء للدين ومحاربة الهوية الوطنية لليمنيين التي ترسخت في النفوس منذ مئات السنين.. أقول هذا الكلام إجابة على الزميل العزيز الصحفي العربي المقيم في لندن الذي أفزعته سياسة الترويج والتهويل الإعلامي من قبل وسائل الدجل والكذب مسبوقة الأجر، التي تصور كل شيء عكس ما هو في الواقع ، فالرجل اتصل بي وهو خائف مذعور من الفبركات الإعلامية التي تقدمها هذه القنوات وتتحدث عن انتصارات وهمية بهدف شد الأعصاب واللعب بالمشاعر الصادقة في الخارج المتضامنة مع اليمن بما فيها البيانات الموجهة التي تمعن في التباكي على اليمن واليمنيين وتسوق صوراً مفبركة، كما حدث مع المالكي الذي بادر إلى الاعتذار وقال أنه هامش خطأ، حيث لجأ إلى سرقة مشاهد من فيلم أمريكي قديم للقول بأنه يتحدث عن معامل لصناعة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة تمهيدا لاستهدافه، لا شك أن الهزائم العسكرية الماحقة والإخفاقات السياسية المدوية جعلت النظام السعودي يعود إلى نقطة الصفر وحولت المالكي إلى العسيري الذي بشر بسقوط كل شيء في اليمن وبعد ذلك افتضح فضيحة كبرى وهاهو المالكي يقدم على فضيحة جديدة اكتشفها كل من لديه عقل، فالفضيحة جاءت بدلائل جديدة سعت إلى تبرير النوايا المبيتة وبالتالي التقت الفضائح الإعلامية مع الهزائم العسكرية .
بدون خجل يقدمون مثل هذه البيانات والصور المفبركة للدلالة على أن هذا النظام وصل إلى مرحلة النهاية وأصبح يستجر أدوات الترويج والتهويل من بداية العدوان ويتباها بانتصارات وهمية كاذبة بنفس الأدوات المعتمدة على فبركة الأفلام وبرامج الأطفال الأجنبية، أما عن القنوات التي تحدثت عنها والتي تستخدم أساليب ملتوية في الفبركة وتزييف الحقائق فأنت إعلامي وتعرف قبل غيرك أنها قنوات انتهازية مادية توظف المعلومة من أجل الكسب الرخيص وهذه غاية كل العاملين فيها وأن وجدوا مواقع أخرى تعطيهم نفس المال وفرصة الظهور لن يترددوا عن الانتقال إليها وفي المقدمة القنوات السلفية الممولة من السعودية وتتلخص مهمتها في الترويج للفكر الوهابي والقدح في المذاهب الأخرى، على أساس تشويه الإسلام والقول أن الوهابية وحدها تمثل الإسلام الصحيح ، واختزلت الإسلام في هذا المذهب البشع بهدف الإمعان في التشويه وتمكين الآخرين من استخدامه الاستخدام السيئ .
من خلال تفريخ الجماعات الإرهابية وما قامت به من أعمال شدت الأعصاب ولعبت بمشاعر البسطاء من المسلمين قدمت خدمة مقرشة لأمريكا واليهود وبعض الدول الإسلامية وهذا هو ديدن السعودية التي تخوض حرباً إعلامية شرسة قبل أن تقدم على الفعل العسكري، وكما تعلم أن الوفرة المالية والعقل السياسي العفن كلها مكنت هذا النظام من الإمعان في إيذاء الآخرين خاصة اليمن وهي اليوم تصل إلى قمة الإفلاس وتظهر مدى اليأس والإحباط الذي أصاب المسؤولين في هذه الدولة ومن يقف خلفهما ويساعدهما بالمال والسلاح، أما عن الأمم المتحدة التي تحدثت عنها طويلا فقد فقدت دورها الإنساني وأصبحت مجرد أداة لأصحاب القوة ومن يدفع أكثر وهذا هو حالها معنا في اليمن . رغم وجودها في المشهد ومتابعة موظفيها للدمار الشامل وحرب الإبادة الشرسة التي طالت كل المؤسسات والأعيان المدنية، وهدمت المنازل فوق رؤوس البشر إلا أنها لا تقدم ولا تؤخر بل أحيانا تتباكى على اليمنيين وتسوق صوراً مفبركة للإمعان في جلد الضحية وتبرئة الظالم، وأخيرا نظرية الخروج السلمي من الأزمة التي تحدثت عنها طويلة اتضح للقاصي والداني أنها مجرد خطط ممنهجة خبيثة تسعى للتأثير على إرادة المجاهدين الأبطال وتحملهم مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد كأساس للتأثير على قوة وتماسك الشعب اليمني واختراق الحاضنة الشعبية ولو عبر اتهامات وشائعات كاذبة يتأثر بها المخدوعون في الداخل والخارج، للأسف الشديد السعودية كيان مريض بداء العظمة ونظام يعيش حالة ضعف وخوف من جيرانه لأنه زاد في التوظيف المخل للمال، ولكن أقول لك يا أخي ولكل عربي متعاطف مع اليمن، أطمئنوا .. قد تكون الظلمة الحالكة أقوى من الظلم، لكن إرادة هذا الشعب وقوة وبسالة أبنائه أقوى بكثير من هذه الزعانف التي تحاول اختراق الواقع بأي وسيلة، وانظر إلى ما يجري في المحافظات التي يعتبرونها محرر لا يمر فيها يوم إلا بعشرات المآسي وأصبح كل شيء غير مستقر وخاضع لإرادة المحتل البغيض وهذا هو الدافع الأساسي لقوى الثورة في صنعاء التي تسعى إلى تحرير تلك المناطق من هذا الغثاء ومن هذه الأدوات البغيضة .
أشكر لك اهتمامك باليمن وتحياتي البالغة لك ولكل الشرفاء أمثالك من أبناء امتنا العربية .. والله من وراء القصد ..