سمعنا أن اللجنة الأولمبية اليمنية أنشأت منذ سنوات طويلة برنامجاً أسمته برنامج “الواعدين ” مهمته إعداد الأبطال الرياضيين وتأهيلهم وذلك من خلال دعم الناشئين والشباب في مختلف الألعاب وخاصة الفردية منها ليكونوا أبطالاً في المستقبل يحصدون الميداليات على المستويات العربية والقارية والدولية ويشرفون اليمن في كافة المحافل الرياضية وهذا شيء جيد وممتاز في حالة نجاح البرنامج في مهامه التي أنشئ من أجلها .
وقد يقول القائل: لماذا تقول سمعنا فقط ولم تقل شاهدنا ؟ والجواب أبسط مما تتخيلوا أو تتوقعوا أتدرون لماذا ؟ أولاً سأتحدث عن نفسي ومن ثم سأتحدث عن الآخرين فأنا لم أشاهد هذا البرنامج الذي يسمى برنامج الواعدين لأنني لم ألمس أي نتيجة له لا على الصعيد المحلي ولا على الصعيد الدولي أو حتى الإقليمي فكل ما شاهدته هو أن هناك المئات بل الآلاف من الشباب اليمنيين المبدعين يبحثون عن من يرعاهم ويشجعهم ورأيت كيف أن الكثير من هؤلاء الذين يمتلكون الموهبة لم يجدوا هذا البرنامج فاضطروا لترك الرياضة وذهبوا للبحث عن لقمة العيش، والأمثلة كثيرة يمكن أن أورد بعضها، فأحد الشباب اليمنيين المبدعين وجد نفسه يستأجر دراجة نارية ويعمل بها والكثير منهم يبحثون عن عمل يقتاتون منه ويعيلون أسرهم فلا يجدون بل إن بعض الرياضيين الذين حققوا بعض الإنجازات الفردية أهملهم ما يسمى برنامج الواعدين وتركهم يدبرون أنفسهم ويتعاركون مرة مع المؤجر ومرة مع صاحب البقالة ومرات كثيرة مع الزمن الذي لم يرحمهم ولم يشفع لهم أنهم كانوا في يوم من الأيام أبطالا رياضيين يحدوهم الأمل في أن تهتم بهم بلدهم التي مثلوها وشاركوا باسمها وشرفوها فبالله عليكم بعد كل هذا هل تريدون مني أن أقول لكم اني شاهدت برنامج الواعدين ؟.
وبالنسبة للرياضيين الذين هم حجر الزاوية في هذا البرنامج فمن كانت والدته تدعو له تم تسجيل اسمه في البرنامج ومنحه خمسة عشر ألف ريال في أحسن الأحوال واعتقد ان المبلغ أقل من هذا أما من لم تكن أمه تدعي له فيظل يلاحق ويتابع هذا البرنامج ومسؤولية حتى يتكرموا عليه بضمه في الكشوفات التي لا أدري كيف يتم إعدادها وما هي المعايير التي بموجبها تم تسجيل الناس بها ضمن البرنامج أما بقية الناس فهم لم يشاهدوا البرنامج لأنهم لم يلمسوا أي نتائج من الرياضيين اليمنيين على أرض الواقع بل أن كل مواطن يمني تتملكه الحسرة على بلده التي بالتأكيد انها تمتلك من المواهب والطاقات ما لا تمتلكه بلدان أخرى قريبة أو بعيدة لكن هذه المواهب والطاقات تذهب أدراج الرياح وتبقى اليمن عاجزة عن تحقيق مكانة لها بين الدول في الجانب الرياضي ومما لاشك فيه ان هناك بلداناً لا تمتلك ولو واحد بالمائة من ما نمتلكه نحن من المواهب الرياضية لكنها تعرف كيف توظف إمكانيات شبابها ورياضييها.
إذا.. تعرفون لماذا هذا البرنامج غائب حتى لو كان موجوداً في موازنة صندوق رعاية النشء والشباب؟ لأنه تم إنشاؤه بطريقة عشوائية وليس لديه رؤية حقيقية فبالله عليكم هل يمكن أن نصنع بطلاً بخمسة عشر ألف ريال شهرياً وهل يمكن أن نصنع أبطالاً ونحن نعطي هذا المبلغ الزهيد للاعب ونحن نترك اللاعب دون رعاية واهتمام ولا نوفر له أي إمكانيات متكاملة بدءاً من المدرب مروراً بالأخصائيين والأطباء والمختصين وملاعب التدريب وكل ما يتطلبه إعداد البطل الأولمبي وهل يمكن أن نصنع أبطالاً رياضيين ونحن ليس لدينا مركز واحد لإعداد الأبطال على غرار المراكز الموجودة في دول كثيرة؟ وفي الختام هل يمكن ان نقول أن هذا البرنامج جاء لإهمال الواعدين وقتل المبدعين أم ماذا ؟ وسنترك الإجابة والحكم لكم.