أطول احتفال رياضي

محمد العزيزي

 

 

أروى منتخب الناشئين، الحاصل على بطولة غرب آسيا للناشئين، عطش وظمأ الشعب والجماهير اليمنية، وما خروج الجماهير اليمنية الحاشدة لاستقبال أبطالنا الصغار بالعمر والكبار بالمنجز والذهب والذي حصد بطولة إقليمية لأول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية، وهذا الاحتفال يعد أطول احتفال رياضي باعتقادي على مستوى العالم.
تعبير الشعب اليمني عن فرحته بهذا المنتخب، وبكأس هذه البطولة، وخروجه لاستقبال الناشئين الأبطال بتلك الجماهير الغفيرة في كل قرية ومديرية ومحافظة ما هو إلا تعبير عن فرحة جياشة وعطش مفرط للانتصارات، وفرح وحب بهذا المنتخب الصاعد وتشجيع لمستقبل هذا المنتخب، وحافز كل المنتخبات اليمنية مستقبلا أن الجماهير اليمنية متعطشة للانتصارات والفوز والفرحة وأنها تعقد الأمل على الجيل القادم في تحقيق أكبر الإنجازات والبطولات، وأنه لا مستحيل أمام الإصرار والمثابرة.. وأن هذه الجماهير ستكون مساندة ومشجعة لكل المنتخبات التي ستحمل الفرح وتزف الانتصارات.
مرت الحافلة التي تقل المنتخب في كثير من القرى والمدن وهم يخرجون ويرتصون لتحيته ويركضون وراء حافلة المنتخب فرحا وابتهاجا بهذا المنتخب وما حققه، وهي في الحقيقة ظاهرة لا تحدث إلا مع الزعماء، أما أن تركض جماهير حاشدة خلف حافلة منتخب فلم تحصل إلا في بلادنا, بل مر المنتخب من أمام النقاط الأمنية بكل ترحاب والأيدي ترفع لتحيتهم وكأنهم زعماء وقادة، وهذا دليل أخر على عطش وحرمان الشعب والجماهير اليمنية لمثل هذه الانتصارات الغائبة عنهم ولم يسبق لليمن أن حققت مثله من قبل.
لقد مثّل هذا الاحتفاء، المبالغ فيه من وجهة نظر البعض، رسالة حب ووئام وسلام وإخاء بين الشعب، واستطاع المنتخب البطل على إذابة كل المنغصات وإفرازات الحرب والأزمة ووحد قلوب اليمنيين على حب اليمن، وكأن فوزهم ترمومتر لقياس واحدية الشعب وتآلفه ومحبته تحت يافطة بالروح بالدم نفديك يا يمن.
يعيش اليمنيون أطول فرحة لهم منذ زمن بعيد، رغم ظروف الحرب والمعيشة والعناء والمتاعب التي لا تعد ولا تحصى، ومازالوا يحتفلون منذ ديسمبر الماضي وحتى اليوم بالبطل الذي يحمل الذهب” منتخب الناشئين”, وبالرغم أنها بطولة لتجمع دول غرب آسيا، وليس لها تصنيف دولي، إلا أن السعادة والفرحة كانت كبيرة، فما بالكم إذا كانت البطولة دولية كيف سيكون رد الفعل من الشعب اليمني المتعطش فعلا للفرح والانتصارات حتى يخرج من كآبة سنوات الحرب والدمار والحزن الذي ما يزال يخيم علينا حتى هذه اللحظة رغم فرحنا بهذا المنتخب الرائع.
لا أبالغ حين أقول تعبيرا: على هذه الحشود التي خرجت محبة وبمشاعر فياضة وتلقائية ودون أي توجيه من أحد أنها جماهير مجنونة وعاشقة مما جعل العالم يتابعها ويحتار في توصيفها وإعجابه بهذا الوفاء.
إن المنتخب الناشئ قد سرق قلوب ومحبة عوام اليمنيين وأن محبتهم لدى هذه الجماهير قد تجاوزت محبة كل القادة السياسيين في اليمن مجتمعين, وأنهم يستحقون هذه المحبة ويجب عليهم أن يحافظوا عليها، ورد الجميل لهذه المحبة بتحقيق إنجازات أخرى في المستقبل وأن لا تخذل هذه الجماهير المحبة لكم.
وقفة:
شدني قول البعض حول المبالغة بالاحتفال والتكريم لمنتخب الناشئين خاصة عند تنافس المحافظات والجهات والشخصيات ورجال الأعمال على تكريمهم.. بقولهم إن هذا التكريم قد يفسدهم ولا يشجعهم على الإبداع وحصد الألقاب بقدر ما يؤثر عليهم ويذهب بهم نحو الفشل والغرور وفي تلك الحالة لن يستفيد اليمن منهم..
بصراحة قد يكون الرأي هذا سديداً جدا لأن منتخب الأمل حقق فرحة وذهب أدراج الرياح ولم نستفد منه شيء. وهي دعوة لكل المعنيين بالرياضة، الاهتمام بالناشئين ورعايتهم وتأهيلهم هو الاحتفال الحقيقي للحفاظ عليهم وتشجيعهم على تسجيل فرحة أخرى ليكون النواة المستقبلية للمنتخبات الوطنية.. أما أن يكرموا ونفرح بهم وكل يذهب في حال سبيله، فهي والله الكارثة بكل تفاصيلها، وكما يقول المثل “يا فرحة ما تمت”.

قد يعجبك ايضا