الثورة / مجدي عقبة
لقيت العملية التي نفذتها القوة البحرية اليمنية – ضد سفينة عسكرية إماراتية قامت باختراق المياه الإقليمية اليمنية وكانت تنفذ مهام عدائية ضد الشعب اليمني – أصداء واسعة، وتناولتها وسائل إعلامية بالتحليل لجهة المستوى العالي الذي صارت عليه القوة اليمنية من جهة، والتحول إلى معركة البحر بفعل سلوك تحالف العدوان المخالف لكل المواثيق والأعراف الدولية.
كما رحبت الآراء بهذا التأكيد على الحق في الدفاع عن السيادة أمام أي صلف وغطرسة تمارسه بعض الدول.. “الثورة” تتناول هنا بعضا من هذه الآراء..
في البداية، أكد المفكر السوداني ورئيس المركز القومي الاستراتيجي الدكتور تاج السر عثمان، أن الإماراتيين لم يستطيعوا أن يكونوا لليمن أصدقاء في مقامه، ولا خصوما في مستواه.
وقال الدكتور تاج السر عثمان – في تغريدة على تويتر – “بضعة أفراد في اليمن يقتادون سفينة إماراتية محملة بالأسلحة ويعرضون مبادلتها بحمار ظفرت به الإمارات قبل سنوات”، وأضاف مخاطبا الإماراتيين “كم مرة قلنا إنكم لم تستطيعوا أن تكونوا لليمن أصدقاء في مقامه، ولا خصوما في مستواه! وها هي سفنكم وما عليها تُقايض بإحدى الدواب سفينة_روابي”.
اليوم سفينة اماراتية وغداً إسرائيلية
واستهل الكاتب العربي عبد الباري عطوان مقالة له بجملة من التساؤلات، جاء فيها:
اليوم سفينة إماراتيّة وغدًا إسرائيليّة؟ هل باتت المِلاحة في البحر الأحمر تحت رحمة “أنصار الله”؟ وأيّهُما أصدق الرّواية الحوثيّة أم السعوديّة؟ وهل هي بداية النّهاية للهُدنة غير المَكتوبة بين صنعاء وأبوظبي؟
وأشار عبدالباري عطوان في مقاله إلى أن “هذه الإمكانيّات العسكريّة التي تُؤهّلها للسّيطرة على سُفُن في مياه البحر الأحمر، تَطَوُّرٌ خطير في الحرب اليمنيّة المُستمرّة مُنذ سبع سنوات، وهذا يعني أن وحداتها الخاصّة المُزوّدة بزوارقٍ سريعة، وقُدرات عالية على الرّصد والمُتابعة، يُمكن أن تتحكّم بالمِلاحة البحريّة في البحر الأحمر، ومضائقه، خاصَّةً باب المندب.”
وأضاف: لا نستطيع أن نستبعد العلاقة بين عمليّة السّيطرة على هذه السّفينة الإماراتيّة، وتطوّرات الحرب في مارب، ومُحافظة شبوة المُجاورة.
ولفت عطوان إلى أن دولة الاحتِلال الإسرائيلي ستكون حتمًا الأكثر قلقًا من هذا التّصعيد العسكريُ في جنوب البحر الأحمر، لأن أكثر من 80 % من صادراتها تمر عبر هذا الخطّ البحريّ، سواءً لدول شرق آسيا، أو القارّة الأفريقيّة، الأمر الذي يضع جميع سُفنها التجاريّة، وربّما العسكريّة، عُرضَةً وهدفًا في المُستقبل المنظور لعمليّاتٍ مُماثلة، وبمعنى آخَر أن تُصبِح السّفن الإسرائيليّة تحت رحمة صواريخ وزوارق “أنصار الله”.
وقال: اليوم الهدف سفينة إماراتيّة، وربّما يكون الهدف غدَا سفينة إسرائيليّة.
وخلص إلى أن العام الجديد سيكون حافِلًا بالمُفاجآت سواءً في حرب اليمن أو على الجبهات الأُخرى في فِلسطين والعِراق ولبنان.. وأوّل الغيْث قطرة.. والقادم أعظم.
قناعة راسخة
كما غرد الكاتب عبدالباري عطوان على تويتر، بالقول: عندي قناعة راسخة مبنية على دراسات تاريخية بأن اليمن سيخرج من هذه الحرب قوة إقليمية قوية مهابة الجانب تستعيد أمجاد البلاد الحضارية، تفاءلوا بالخير تجدوه.
غير مسبوق
واعتبر رئيس المعهد الأوروبي للعلاقات والقانون الدولي محمود رفعت في تغريدته، ”احتجاز حكومة صنعاء سفينة ترفع علم الإمارات، عملا غير مسبوق يؤكد التبدل الجذري في موازين القوى بالبحر بعدما تأكد هذا التبدل لصالح صنعاء الأسابيع الماضية بالبر.. سواء كانت السفينة عسكرية أم مدنية، فتواجدها في مياه اليمن الإقليمية غير شرعي وبحال ثبوت أنها عسكرية تكون الجريمة مغلظة”.
ابتسم
فيما اكتفى أكاديمي وبروفسور ومحلل ومستشرف عُماني حيدر بن علي اللواتي، بالتعبير عن مشاعره تجاه الحدث بالقول “أبتسم وأنا أتابع أخبار اليمن اليوم”.
ما لذ وطاب
الإعلامي والمفكر الجزائري يحيى أبو زكريا، قال في تغريدة: الله يسوق الأسلحة لليمنيين مجانا وبدون تكاليف، الباخرة الإماراتية التي صارت في قبضة اليمنيين فيها ما لذ وطاب.
بحر وبر
واكد الصحافي والإعلامي السوري حسين مرتضى، أن الشعب اليمني، بعد مرور سبع سنوات على العدوان على اليمن ما يزال يحقق الانتصارات، وأضاف في تغريدة “أبناء اليمن اليوم حققوا إنجازا كبيرا في البحر بالتزامن مع إنجازات البر.”.. مشيرا إلى “هناك ترسيخ لمعادلة محور المقاومة في دول الصمود.”
اليمن يؤدّب الإمارات
من جهته، سخر صالح أبو عزة – محامي وكاتب فلسطيني وأسير محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي – من ادعاءات تحالف العدوان بكون الشحنة كانت عبارة عن معدات طبية، فغرد يقول: ما نعرفه هو أنّ المعدات الطبية في كل العالم لونها أبيض.. كيف انقلبَ لونها إلى صحراوي فجأةً بعيون الإماراتيين لا نعلم؟!
وقال في تغريدة أخرى: اليمن يؤدّب صعاليك الإمارات، ويحتجز سفينة حربية عدائية تمارس الإرهاب بحق الشعب اليمني، كانت قد دخلت المياه الإقليمية دون إذن من صنعاء.. دام عزك يا يمن..