الثورة نت|
أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن فكرة الحرية أو المقاومة ليست مزاجا أو رغبة، بل هي التزام أدبي وأخلاقي تجاه القضايا القومية والعروبية والعالمية العادلة ببُعدها الإنساني.
وأوضح رئيس الوزراء، أثناء مشاركته في الفعالية الخطابية التي أقيمت اليوم لإحياء الذكرى الثانية لاستشهاد القائدين الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس والحاج مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي، أن المقاومة كنهج وحق إنساني هي أكبر من كل الروابط.
ولفت إلى أن الأحرار من كل العالم، بمختلف ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم، يقفون مع قضية فلسطين وفكرة المقاومة، فيما المرتزق والخائن من أبناء الأمة العربية، خاصة ممن يعيش في قلب الجزيرة العربية، ليس فقط مجرد مناصر بل جزء من المشروع الغربي الإمبريالي والمشروع الصهيوني.
وتوجّه رئيس الوزراء بالشكر إلى الجهات التي ساهمت في تنظيم الفعالية التي تمثل التزاماً أدبياً وأخلاقياً وثقافياً وإنسانياً وأخوياً، تقوم به الجمهورية اليمنية واليمنيون عموماً، من أجل إحياء هذه الذكرى، واستذكار مناقب الشهيدين.
وأشار إلى أن هذا الالتزام، بالنسبة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يأتي في مقدّمة اهتماماته وتوجيهاته، باعتبار أن اليمن جزء من محور المقاومة، الذي تشكّل من أجل رفض المشروع الصهيوني – الأمريكي وعملائه في المنطقة.
وبيّن أن هذا المحور جاء من أجل كسر ذلك المشروع، الذي أراد أن يستمر في تلاعبه بخيرات الأمّة وقرارها السياسي، وكذا لكي يضمن استمرار العدو الصهيوني في احتلال أرض فلسطين.
وقال: “اعترف الفلسطينيون أنفسهم وتحديداً قادة المقاومة من كل الفصائل ومن كل الاتجاهات، الذين يقاتلون في الأرض والميدان، أن الحاج قاسم سليماني هو شهيد القدس، فالفضل كل الفضل لمن يحمل الراية، ويواصل الكفاح، ويؤمن أن طريق المقاومة والكفاح المسلح وحده من سيحرر القدس وفلسطين كلها من المحتل الصهيوني، وليس من يرفعون الشعارات”.
وأضاف: “إن المقاومة هي وحدها التي أنتجت لنا هؤلاء الشهداء العظام الذين تظهر صورهم كقناديل تضيء دروب الحرية في عالمنا العربي والإسلامي، فهم وحدهم الذين صنعوا الكبرياء والعزة ومشروع المقاومة، الذي نشعر بأننا في اليمن بقيادة قائد الثورة جزء منه، وأن علينا التزام أن نقف معه وكذلك مع كل أحرار العالم”.
وذكر رئيس الوزراء أن قاسم سليماني وقف مع فنزويلا، كما وقف مع الصين وأحرار سوريا وفلسطين واليمن بل والعالم، مجسداً بذلك روح الإنسان المقاوم الصلب الذي لا تمنعه حواجز ولا موانع، لكي يقاوم المشروع الصهيوني الأمريكي الظالم.
وأفاد بأن الشعب اليمني أثبت للعالم أنه يستطيع قهر كل الغزاة والطغاة في الحاضر المعاش كما في الماضي .. معبراً عن الفخر والاعتزاز بالقيادة الإيرانية المقاومة التي دعمت اليمن، في الوقت الذي وقف الأشقاء العرب ضد اليمنيين وإرادتهم وحريتهم.
كما أكد أن الشعب اليمني لا يمكن أن ينكر هذا الجميل، ولا يمكن أن يتنكر لهذا العطاء، مهما صغر أو كبر، وسيظل يحترم الإرادة التي أبدتها طهران في إسناده واستقرت حتى اليوم، ويُنظر لها بكل احترام وتقدير.
وفي الفعالية، التي حضرها وزيرا الإعلام ضيف الله الشامي والدولة عبدالعزيز البكير وأمين العاصمة حمود عباد ونائب وزير شؤون المغتربين زيد الريامي ومدير مكتب قائد الثورة سفر الصوفي، استعرض مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، مناقب الفقيدين سليماني والمهندس، وأدوارهما النضالية والجهادية الكبيرة في مواجهة المشروع الصهيوني – الغربي، الذي يستهدف حاضر ومستقبل شعوب المنطقة، وخدمة المخططات التوسعية للكيان الصهيوني الغاصب.
وأشاد بنهج المقاومة والاستشهاد، الذي يمثل أعلى مراتب الجهاد والانتصار للحق والدفاع عن المظلومين والتصدي للطغاة المتكبرين والمتغطرسين في مختلف المراحل الإنسانية، التي تمثل المرحلة الراهنة أبشعها وأكثرها دموية وتجبراً وتكبراً.
وأشار العلامة مفتاح إلى أن النظامين السعودي والإماراتي يتبعان اليوم، وبوضوح مذل، المشروع الصهيوني في المنطقة، ويعملان من أجل تنفيذ مخططاته التخريبية والتدميرية، دونما أيما اعتبار للثوابت الدينية والعروبية.
وأوضح أن دول الاستكبار تعمل على تمزيق الأمة باستغلال العناوين الطائفية والعرقية، وهو ما يحتّم على الجميع التنبّه إليه لإفشال مساعيهم الخبيثة.
وأُلقيت كلمة عن الفصائل الفلسطينية في اليمن، ألقاها ممثل الحركة الديمقراطية لتحرير فلسطين، خالد خليفة، أكد فيها أن حركة المقاومة هي امتداد لثورة الحسين والثورة الإسلامية الإيرانية، اللتين وقفتا في وجه الاستكبار والطغيان ومثلتا خارطة طريق لكل الأحرار.
ولفت إلى أن سليماني دعم وساند المقاومة في كل الساحات ومقاومة المحتل الصهيوني في المقدمة .. مشيداً بدعم الشعب اليمني المتواصل للشعب الفلسطيني ومقاومته وتبرعه السخي لهما في معركة سيف القدس خلال العام الماضي، رغم ما يمر به من ظروف قاهرة واستثنائية.
حضر الفعالية عدد من المسؤولين وشخصيات قبلية.