الثورة نت |
اعتبرت صحيفة “صندي تايمز” البريطانيةأن الولايات المتحدة الأمريكية باتت أقرب للحرب الأهلية أكثر من أي وقت مضى، بحسب تقرير للكاتبة سارة باكستر.
ونشرت الكاتبة تقريرا بعنوان “شبح الحرب الأهلية يطارد أمريكا”، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير الماضي، من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
واعتبرت باكستر أنه في السنة، التي تلت أحداث الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول، “لا توجد ثقة مشتركة في مؤسسات الولايات المتحدة”، كما يبدو أن الولايات المتحدة “فقدت مراسيها”، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية الـ”بي بي سي”.
ونقلت الكاتبة في تقريرها عن خبيرة الأمن الدولي في جامعة كاليفورنيا (سان دييغو)، باربرا والتر، قولها إن بعض الأمريكيين “يشعرون بالإثارة لفكرة الحرب الأهلية”، مضيفة “أتلقى رسائل بريد إلكتروني من أشخاص يقولون” نحن بحاجة إلى بعض الإعدامات، وأن البلاد بحاجة إلى التغيير”.
وعبرت والتر عن دهشتها من إفلات متظاهري 6 يناير من العقاب، قائلة: “لقد اعتقدوا حقا أن ما يفعلونه كان صحيحا أو مبررا من الناحية الأخلاقية. لم يخطر ببالهم أن هذا عمل غير قانوني. شعروا أنه واجبهم الوطني. كانوا يشعرون بأنهم يستعيدون بلادهم”.
وبحسب والتر، فإن “أمريكا أقرب إلى الحرب الأهلية مما نعتقد”، مضيفة أنه “لا يستطيع معظم الأمريكيين تخيل حرب أهلية أخرى في بلادهم. إنهم يفترضون أن ديمقراطيتنا مرنة للغاية، وقوية للغاية بحيث لا يمكن أن تتحول إلى صراع. أو أنهم يفترضون أن بلادنا غنية جدا ومتقدمة جدا بحيث لا يمكنها أن تنقلب على نفسها… لكن هذا لأنهم لا يعرفون كيف تبدأ الحروب الأهلية”.
وقالت والتر إن “الديمقراطيات الناشئة والمتحللة معرضة بشكل خاص للصراع العنيف، بمساعدة مسرعات وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتعتقد والتر أن أمريكا أصبحت بمثابة “ديمقراطية جزئية” أو “أنوقراطية”، والتي تصفها بأنها “في مكان ما بين الديمقراطية والدولة الاستبدادية”.
وترى أنه حتى تاريخ أحداث الكابيتول “لم يكن الأمريكيون مستعدين لقبول أن بلادهم منقسمة، وأن هناك مجموعة فرعية من السكان البيض لم تكن غير مهتمة بالديمقراطية فحسب، بل كانت على استعداد لاستخدام وسائل عنيفة للحفاظ على قبضتها على السلطة”.
وقالت والتر: “الولايات المتحدة ديمقراطية للغاية من حيث كل حرياتها، لكن حقيقة أن انتخاباتنا تدار من قبل منظمات حزبية محلية وأن السلطة التنفيذية أصبحت أكثر قوة بمرور الوقت تجعلها غير ديمقراطية تماما من نواح أخرى”.
وأشارت باكستر إلى أن المؤلف بارتون غيلمان أطلق تحذيرا مماثلا في مجلة “ذي أتلانتيك”، حيث قال إن 6 يناير كان “تمرينا” وإن “الانقلاب القادم” لترامب قد بدأ بالفعل.
وكتب: “هناك خطر واضح وقائم من أن الديمقراطية الأمريكية لن تصمد أمام القوى المدمرة التي تجتمع عليها الآن”. لقد اقترب دونالد ترامب من الإطاحة بانتخابات حرة قبل عام. وهو يستعد على مرأى من الجميع للقيام بذلك مرة أخرى”.
وذكّرت باكستر بقيام ثلاثة من جنرالات الجيش المتقاعدين بتضخيم هذه المخاوف في صحيفة واشنطن بوست مؤخرا. وقالوا: “لقد شعرنا بالخوف الشديد من فكرة نجاح انقلاب في المرة القادمة. هناك بوادر اضطراب محتمل في قواتنا المسلحة. في 6 يناير … أكثر من واحد من كل عشرة من المتهمين في الهجمات لديه سجل خدمة في الجيش”.
وقالت الكاتبة نقلا عن والتر إن “النبأ السار هو أن الحرب الأهلية القادمة لن تبدو كالأخيرة. وإذا ما خاضت أمريكا حربا أهلية ثانية، فلن يتجمع المقاتلون في الحقول. ولن يرتدوا الزي الرسمي. قد لا يكون لديهم قادة حتى”.
وتنبأت والتر “بوقوع هجمات إرهابية وأحداث تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح قد تجبر الأمريكيين الذين يخشون على الأسرة والبلد على الانحياز إلى أحد الجانبين، مضيفة أن “الحروب الأهلية مدمرة بشكل لا يصدق، سوف تترك ندوبا في أجيال”.