على الرغم من مضي ما يربو على سبعة أعوام منذ بدء العدوان وتحالفه وجرائمه بحق أبناء الشعب اليمني وما خلفه من تدمير لكل مقدرات الوطن وإلحاق الأضرار المادية والبشرية في جميع مناطق الجمهورية، إلا أن أبناء محافظة إب يجسدون أرقى صور الصمود والاستبسال في وجه العدوان الغاشم وأدواته وأساليبه، يتجسد ذلك من خلال الاستعدادات الجارية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد وما تشهده المحافظة من المعارض والفعاليات والأنشطة المتنوعة والهادفة إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتأكيد صمود الأبطال وتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة دفاعاً عن العزة والكرامة والأرض اليمنية الطاهرة .
“ الثورة “ تسلط الضوء على الاستعدادات التي تشهدها المحافظة وما تحمله هذه المناسبة من دلالات عظيمة لدى أبناء وقيادات المحافظة التي قدمت كوكبة من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم الزكية في سبيل الله وانتصار لمظلومية وكرامة أبناء الشعب اليمني..إليكم التفاصيل:الثورة /محمد الرعوي
أكد رئيس محكمة الاستئناف بمحافظة إب – فضيلة القاضي العلامة / عبد العزيز عبد الواحد الصوفي، أن الدلالات التي يجسدها الاحتفال بهذه الذكرى لها أثر كبير فمن تضحيات الشهداء نستلهم العزة والوفاء والصدق والثبات على الحق فبهم وبدمائهم الزكية شعرنا بالرفعة والعزة والكرامة أرضاً وإنساناً وإن هذه الذكرى تعتبر محطة هامة في تاريخ اليمنيين لاستذكار بطولات ومواقف الشهداء في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وأدواته وعملائه في الداخل والخارج وإن للشهداء الأحرار دوراً في نيل سيادة واستقلال اليمن وعزة وكرامة وحرية الشعب اليمني وان تضحيات الشهداء أثمرت عزاً ونصراً وقوة وبالتالي فحريٌ بالأمة أن تقيم الفعاليات والأنشطة التي يمكن من خلالها أن نعزز ثقافة التضحية والجهاد وعظمة البذل في سبيل الله والشهادة تمثل أعلى مراتب الإيمان والتضحيات التي يقدمها الشهيد .
وأضاف القاضي الصوفي أن محافظة إب كغيرها من المحافظات دشنت وافتتحت معرض الشهداء المركزي بمدينة إب في إطار هذا الذكرى وإننا اذا نعبر عن الفخر والاعتزاز بالتضحيات التي قدموها من أجل عزه الوطن وكرامة الشعب اليمني فإننا نؤكد أن الاحتفال بهذه الذكرى وافتتاح معرض الصور يعبر عن العرفان بعطاءات الشهداء وما قدموه للوطن كي ننعم بالأمن والاستقرار، وأن تضحياتهم اثبت للعالم أن اليمنيين أن يخضعوا أو ينكسروا أمام مؤامرات قوى العدوان وكل هذا يوجب على الجميع تحمل المسؤولية الرسمية والشعبية تجاه أسرة الشهداء، وذلك بتفقد أحوالهم وزيارتهم والاهتمام بهم في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وضرورة ربط الجيل الناشئ بذكرى الشهداء وتخليد مآثرهم وبطولاتهم ومواقفهم والعمل على مزيد من الحشد ورفد الجبهات بالمال والرجال حتي يتحقق لوطننا الحبيب النصر الكامل على العدوان في كل شبر في أرض الوطن الحبيب بقيادة قائد الثورة المباركة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.
إحياء قيم الدين
نائب المشرف العام وكيل محافظة إب لشؤون التعليم والأوقاف والثقافة القاضي عبد الفتاح محمد غلاب يقول :
نستلهم من ذكرى الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة أسبوع الشهيد العديد من الدلالات لعل أولها أن ذلك يمثل استجابة لله سبحانه وتعالى القائل ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ “، وهنا نستذكر قول الله سبحانه وتعالى ” وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ” نجد الترابط بين قول الله “لما يحييكم” و” أحياء عند ربهم” بما يشد الانتباه إلى أن من أراد أن يهرب من الموت فليستجب لله فيما دعا إليه من اجل الحياه سواء كانت الحياة على المستوى الشخصي للإنسان نفسه الذي يتحرك ليجاهد ويقاتل في سبيل الله أو على مستوى الحياه للناس جميعا فالإنسان عندما يستجيب لله في تحركه وفق توجيهات الله فهو يعمل على إحياء قيم الدين في كل المجالات وإحياء الأمة في مواجهة أعدائها.
لا بد من الجهاد والتضحية لمواجهة الشر
وأضاف «غلاب» بالقول: لم ترتدع النفس الشريرة عن القتل والفساد فوجَّه الله الخطاب للمؤمنين فقال ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ “بمعنى انه لا بد من الجهاد والتضحية لمواجهة الشر والفساد والقتل والطغيان ، ونجد انه ما من نبي إلا وجعل الله له عدواً فقال الله “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا” هذا كله يدل على أن العداء والعداوة بين أهل الحق والباطل لن تنتهي بل مستمرة ، وأن الإنسان في محط اختبار هل سيقتدي بالأنبياء ويتحرك في صراط الله المستقيم لمواجهة الفساد والمفسدين والطغاة والجبابرة أم انه سيختار طريق إلى الجنة ليست طريق الأنبياء، وهنا أيضا يقول الله ” مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ” ، فكيف سيتميز الخبيث من الطيب؟ الجواب من خلال الأحداث، وهذه الأحداث هي التي يتغربل من خلالها الناس إلى مؤمن صريح أو منافق صريح . ولا شك أننا اليوم نواجه أعداء الله وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وإن خط النفاق من آل سعود وآل نهيان ومن معهم ليسوا إلا أدوات .
وقال “غلاب”: أما عن عظمة الشهداء فيكفي أي إنسان مؤمن أن يقرأ في القرآن الكريم ما هو العطاء العظيم الذي قابل الله أهل العطاء بالدم لقد قابلهم الله بعطاء لا يستطيع أي شخص أن يعطيه لأحد أقاربه ولو كان يمتلك كل كنوز الدنيا ، وهو الحياة والرزق عند الله من لحظة القتل وفرحين ويستبشرون بمن لم يلحق بهم من خلفهم ، ومن عظمة الشهداء أنهم أعطوا أعظم وأرقى وأغلى درجات العطاء وهذا إحسان كبير للناس لأنهم دفعوا عن الناس الشر والخطر ، قال الله تعالى”والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين”.
إننا أمة تعشق الشهادة
مساعد مدير امن محافظة إب العقيد/ أمين وجيه الدين تحدث قائلاً:
يجسد مثل هذا اليوم العظيم وهذه المناسبة الكبيرة العديد من الدلالات وبفضل الشهداء انتصرنا وبفضل دمائهم الزكية استطعنا أن نقهر العدوان وان نواجه قوى الاستكبار من أمريكا وإسرائيل ودول الخليج ومن حالفهم من المرتزقة وإن دماء الشهداء الزكية حافز ووقود للإسهام في بناء الوطن ورفد الجبهات في كل الميادين لمواجهة العدوان وكل جرائمهم ونقول لدول العدوان والاستكبار أننا أمة تعشق الشهادة وإن شهداءنا عظماؤنا لأنهم أحيوا فينا روح الفداء والاستبسال والتضحية وثقافة الجهاد والاستشهاد.
وأكد وجيه الدين أن هؤلاء الشهداء العظماء الذين ضحوا في سبيل الله ونصرة الدين والوطن أنهم أحياء عند ربهم يرزقون مصداقا لقوله تعالى “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” وهم بهذا يجسدون فينا روح الاقتداء بهم وأن نمضي على نهجهم وخير دليل وعبرة لنا السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي قدم روحه فداء للدين وللأمه وكذلك الرئيس الشهيد صالح الصماد واللذان أثارا فينا روح الجهاد والاستشهاد والتضحية والفداء، ونقول لكل شبابنا ورجالنا أن نتحرك إلى الجبهات للدفاع عن عزتنا وكرامتنا وأرضنا فنحن الأموات والشهداء هم الأحياء الذين خلد ذكرهم العظيم للأجيال .
وأضاف وجيه الدين بالقول : إن محافظة إب بهذه المناسبة العظيمة تعد ورشة متكاملة من الأنشطة والفعاليات في أسبوع الشهيد وعلى كل المستويات وهناك احتفاء بيوم الشهيد في كل المحافل والمؤسسات على المستوى العسكري والأمني والثقافي وكل المحافل لأن إب حاضنة الشهداء لأنه لا يخلو بيت ولا منطقة في إب إلا وقدموا شهيداً ولديهم مجاهدون في الجبهات ولذلك فإن الجميع مستعدون وسائرون إلى الجبهات لنيل هذا الشرف العظيم.
لن نكون أكرم من الشهداء
إلى ذلك أضاف مسجل عام جامعة إب الأستاذ / هاشم علي علوي :
الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد يجسد عظمة التضحية والفداء التي جسدها الشهداء وهم يتصدون لأطغى تحالف عدواني على وجه المعمورة والذي استهدف الحرث والنسل في ارض الإيمان والحكمة ويقدمون أرواحهم فداء للدين والأرض والعرض وذودا عن الكرامة والعزة والسيادة والاستقلال ومهما كانت احتفالاتنا بذكرى الشهداء فلن نكون أكرم منهم – سلام الله عليهم – وهم الخالدون عند ربهم مع الأنبياء والصديقين وهم الذين جادوا بأغلى ما يملكون سيرا على درب الجهاد المقدس ضد تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي.
مضيفاً: كما أن الاحتفال بذكرى الشهداء يحمل معاني الفخر والاعتزاز بتضحيات الشهداء وهم يصنعون بدمائهم مجدا جديداً لليمن والشعب اليمني ويبنون بجماجمهم صرح الجهاد الذي وجههم إليه القرآن واختاروه طريقا صعبا وهم يعرفون مسالكه والى أين تصل بهم وبشعبهم العظيم بعظمة رجالاته التي تخوض غمار التصدي للمشروع الصهيوني بالمنطقة العربية ويستهدف الأمة الإسلامية بقيمها وأخلاقها ووجودها. أن الشعب اليمني العزيز يخوض ملحمة تاريخية لم تشهدها المعمورة ويلقن العالم دروسا لم تتضمنه أكاديمياته العليا العسكرية والمدنية ولم تخطر لأكبر جيوش الإمبراطوريات أن تواجه شعبا اتخذ من معراج النصر سلما للشهادة أنها المعجزة والإعجاز والتأييد الإلهي الذي مكن شعب الإيمان والحكمة من صياغة التاريخ البشري من جديد مداده دماء زكية خطت ملحمة النصر المبين ورسمت مسيرة التضحية والفداء.
وقال “علوي”: اليوم الشهادة مدرسة تتعلم منها المجتمعات والشعوب فلن تمر ذكرى الشهداء الممهورة بالعطاء مرور الكرام دون أن تحمل دلالات الفخر والاعتزاز بتضحيات الشهداء سلام الله عليه ، حيث تشهد اليمن فعاليات كثيرة وكبيرة تجسد عظمة المناسبة والتفاعل معها بمختلف الأنشطة فلا يوجد منطقة أو مديرية أو قرية إلا ولها إسهام في مواجهة العدوان السعوصهيوأمريكي وأدواته ومن الطبيعي أن يكون لملحمة المواجهة شهداء سقطوا في معركة العزة والكرامة فكل الشعب اليمني يحتفي بذكرى الشهداء بطرق وأساليب مختلفة فمن رعاية اسر الشهداء إلى تجسيد التكافل الاجتماعي وزيارة روضات الشهداء وإقامة وافتتاح المعارض التي تجسد إحياء روحية التضحية التي انتهجها الشهداء ومعرفة مدى التكريم الذي شملهم بتوفيق من الله إلى تلك المراتب العليا الخالدة.
فعاليات وأنشطة نوعية
إلى ذلك تحدث مدير مكتب إدارة التوجيه المعنوي والعلاقات بإدارة أمن المحافظة / رضوان عبدالوهاب محمد الإرياني قائلاً:
اللهم صل على محمد وآل محمد قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
فالسلام على الشهداء العظماء، السلام على من قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً لتراب هذا الوطن الغالي، وفي هذا اليوم العظيم تشهد محافظة إب بجميع مؤسساتها وأطيافها فعاليات وأنشطة نوعية احتفاء بهذه المناسبة حيث افتتحنا في إدارة الأمن معرض شهداء الأمن بمحافظة إب والذي شهد إقبالاً وحضورا كبيراً وقد قمنا بكل إجراءات الإعداد والتجهيز لهذا المعرض الذي تم بدء التجهيزات له منذ ما يقارب الشهر واكثر وتم بذل جهد كبير جدا وهذا الجهد لا يساوي شيئا أمام تضحيات الشهداء وهذا اقل واجب أمامهم .
وتابع: ونحن في هذه المناسبة العظيمة نحيي ذكرى من كانوا سبباً في صناعة النصر من ضحو بأرواحهم الزكية لأجل أن يحيا أبناء شعبنا أحراراً كرماء أعزاء ينعمون بالأمن والأمان فالشهداء هم صناع النصر لهذه الأمة، وفي هذه الذكرى العظيمة نلمس أن كل أبناء الشعب اليمني يتفاعلون تفاعلاً أكثر من رائع كيف لا وكل أسرة قد ضحت في سبيل الله وقدمت أغلى ما تملك في هذا السبيل والطريق العظيم المبارك.
وأضاف الإرياني : إن شعبنا الحر هو شعب الشهداء وإن هذه الأرض هي التي ارتوت بالدماء الطاهرة وغرقت فيها كل قوى الغزو في كل زمان وفي هذه الذكرى نستلهم من شهداء الدفاع المقدس عن الأرض والعرض الثبات على الحق والصمود في مواجهة العدوان الغاشم ، نستلهم من تضحيات الشهداء الإحسان والإيثار والعطاء اللامحدود الذي يصل بنا إلى ما وصلوا إليه ببذل أنفسهم الطاهرة في سبيل الله مدافعين عن تراب الوطن رافضين لكل تدخل أجنبي ، ونحن من هذا المكان ومن موقعنا في المسؤولية نجدد العهد بالوفاء لدماء الشهداء بالسير على خطاهم والثأر لدمائهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ونقول لشهدائنا الأبرار: أنتم تستبشرون بنا للحاق بكم فلا خوف ولا حزن من هذا الطريق الذي سلكتموه وإنا بكم لاحقون بإذن الله تعالى.
واختتم حديثه بالشكر لكل من تفاعل وشارك في التجهيز لإحياء الذكرى السنوية للشهيد وننحني إجلالا وإكراماً لكافة أمهات الشهداء، والسلام عليكم ورحمه الله.