تأخرتم عن الانضمام إلى ساحات الاحتفال.. لكنكم لم ولن تتأخروا عن الانضمام إلى قلوب كل اليمنيين.. المستوى الرائع والكبير الذي قدمه منتخب الناشئين في بطولة غرب آسيا لن ينساه الجميع بمن فيهم خصومهم..
عشرة أهداف هي حصيلة تأهلكم أيها الأبطال إلى نهائي كأس غرب آسيا، ليس مصادفة أو حظاً عابراً وإنما بجدارة واستحقاق مؤكد من خلال اللعب النظيف والنتائج الكبيرة دون خسارة، ثلاثة أهداف أمام الأردن وخمسة أمام البحرين وهدفين أمام سوريا وفوز بضربات الترجيح على المنتخب السعودي الذي لعب على أرضه وبين جمهوره..
إنجاز عملاق لعمالقة كرة القدم الصغار ناشئي المنتخب الوطني بقيادة المدرب الوطني قيس محمد صالح.. أسود اليمن قدموا عرضاً كروياً رياضياً مذهلاً لم يسبقهم إليه سوى منتخب الأمل المنتخب الذي ترك صدى كبيراً على مدى طويل في عالم ساحرة الجماهير المستديرة .. فالمعلقون والمحللون وعشاق كرة القدم دائماً ما يضربون المثل بمنتخب الأمل كلما شارك أي منتخب وطني لكرة القدم في أي منافسة خارجية وبأي فئة من الفئات العمرية.
ناشئو اليمن أثبتوا بجدارة أن لديهم القدرة والمهارة والروح الوطنية العالية التي تسمح لهم بالاستمرار وبتحقيق الإنجازات الرياضية في ميادين المنافسات.. مؤكدين قدرتهم على صنع الفرح وبعث السعادة في اليمن السعيد.. وبمثل هذه الروح العالية المتجددة بادلهم الشعب اليمني من شماله وجنوبه وشرقه وغربه، وأعد لهم عرساً جماهيرياً بهيجاً في حينه وفي ليلة الفوز أمطر سماء صنعاء وعدن وصعدة وحضرموت وكل محافظات اليمن بالزهور والورود والنجوم الافتراضية.. ومع التعبير عن الفرحة والسعادة بهذا الإنجاز لا يفوتنا أن نترحم على من سقطوا ضحايا لهمجية بعض المبتهجين بالنصر المستهترين بأرواح المحتفلين، لأن ما قاموا به من استخدام للأسلحة النارية للتعبير عن فرحهم سلوك سيئ ومصادرة لحقوق الآخرين في الاستمتاع والتعبير بأمان عن فرحتهم بالمنتخب الوطني للناشئين بطل غرب آسيا.
فوز الناشئين وحصولهم على كأس غرب آسيا ليس حدثا عابرا يا اتحاد كرة القدم ووزارة الفار هادي، بل حدث هام يهم جميع الشعب اليمني ويعني الصغير قبل الكبير ويقهر العدو الخارجي قبل العدو الداخلي.. فوز منتخبنا حدث أجمع على الاحتفال به كل فرد من أبناء الشعب اليمني، وحرصت وزارة الشباب والرياضة بصنعاء على الإعداد والتحضير لهذا الحدث العظيم من خلال التحضير الكبير لاستقبال أسود منتخب الناشئين بمهرجان كرنفالي رياضي عالي المستوى.. سواءً تأخرتم بالوصول برضاكم أو غصباً عنكم، نقول لا بد من صنعاء وإن طال السفر.. صنعاء حوت كل حب وتقدير وعرفان لكم وللجهاز الفني بقيادة مايسترو التدريب الكابتن قيس محمد صالح.
صنعاء تؤكد لنجوم المنتخب أن الاحتفال بهم قائم وفي انتظارهم، وأن كأس غرب آسيا سيرفع عاليا في أرجاء مدينة الثورة الرياضية التي يهدد تحالف الشر بقيادة السعودية والإمارات وأمريكا بقصف ما قصفه ودمره فيها سابقا، لقد أغاظهم صمود وشموخ أطلال المدينة الرياضية الخالية من مظاهر السلاح بما يوحي إلى السلام والمحبة والتسامح من ملاعب ومساحات تسمح للرياضيين بممارسة هواياتهم والترويح عن أنفسهم ورفع مستوى اللياقة البدنية للكثيرين خصوصا بعد قرار الحد من تعاطي القات.. مدينة الثورة الرياضية صارت هدفاً لمن خسر كأس غرب آسيا في أرضه وبين جمهوره، الأمر الذي ينم عن الحقد والكراهية.. لو علم الكأس بأن أرواح الأطفال والنساء والشيوخ في صنعاء وغيرها من محافظات اليمن هي ثمن لخسارة السعودية لهذا الكأس لقرر من ذات نفسه تسليم نفسه دون قيد أو شرط أو مقاومة لضعفاء النفوس من حكام آل سعود.. ولاكتفى بالفخر والاعتزاز بأن من أحرزه هم رجال الرجال من أسود اليمن الصغار.
من قال “صنعاء حوت كل الحلا والوسامة.. وكل معنى حسن”.. قال الحقيقة وهي من قبل هذا علامة.. على جبين الزمن!.. حوت فنون الملاحة والحلا والزخامة.. واللطف فيها سكن! ..صنعاء وفي مثلها, الحب طيب الإقامة!.. منزل حوى كل فن!.. هذه هي صنعاء موطن كل يمني شرَّده العدوان من مكانه في أرض اليمن وحوَّله إلى لاجئ في وطنه واسكنه صنعاء التي سكن فيها وفي أهلها الطيب والرحمة والإخاء.. يا منتخبنا يا صانع الأفراح.. لا بد من صنعاء ولا بد ما نفرح ونحتفل بكم قريباً.