التهديد بقصف المنشآت الرياضية يكشف همجية العدوان وحقده على الشعب اليمني

حصاد 2021 : آل سعود أظهروا حنقهم من الهزيمة على أيدي أشبال اليمن .. ويثبتون مدى حقدهم على مقدرات الشباب

في تقرير لوزارة الشباب صدر مؤخرا: 129 من أبرز الكوادر الرياضية كانوا ضمن ضحايا العدوان


الثورة / خالد النواري

تجلت هستيريا العدوان وانكشفت أقنعته حينما تمادى باستهداف المنشآت والملاعب الرياضية على مدى سبع سنوات ، ملحقاً أضراراً كبيرة بمقدرات قطاع الشباب والرياضيين الذين دُمرت بنيتهم التحتية تحت مبررات واهية لا يمكن أن تنطلي على أحد.
ومؤخراً عادت ماكينة إعلام العدوان للترويج لاستهداف الملاعب الرياضية مجدداً تحت مبرر وجود أسلحة فيها لتثير السخرية والاستياء خاصة وأن تلك المنشآت متاحة لكل من يرغب بالتأكد من خلوها من أي مظاهر مسلحة.
تهديد العدوان باستهداف ملعب الثورة الرياضي بصنعاء جاء عقب أيام من تمكن المنتخب الوطني لناشئي كرة القدم من التتويج ببطولة غرب آسيا الثامنة عقب فوزه في المباراة النهائية على المنتخب السعودي في أرضه وبين جماهيره، وهو ما أثار حنق آل سعود الذين لم يستسيغوا الفوز اليمني وكان مذاقه كالعلقم بالنسبة لهم باعتبار أنه تجاوز حدود المستطيل الأخضر ورسم ملامح النصر اليماني الذي يلوح في الأفق ويؤكد أن اليمني ينهض من بين ركام الحرب ويقارع الصعوبات ويتغلب على المنغصات.

استهداف متعمد
لقد أكدت سنوات العدوان عبثية الحرب الظالمة التي يشنها التحالف الكوني بقيادة السعودية على بلادنا ، إلى درجة أن دول العدوان استكثرت وجود منشآت رياضية متعددة تخدم شريحة الشباب والرياضيين لمزاولة هواياتهم وألعابهم المتعددة .. فكانت تلك الملاعب والصالات الرياضية هدفاً للحقد الدفين والهستيريا لصواريخ التحالف الأمريكي السعودي والذي حول الملاعب وعشبها الأخضر إلى أثر بعد عين وأطلال تحكي قصة عدوان همجي غير مسبوق وغير مبرر استهدف البشر والشجر وكل ما ينبض بالحياة.
وبدا منذ الوهلة الأولى للعدوان الوحشي لتحالف قرن الشيطان أن جميع الخيرات والمقدرات والبنى التحتية لليمن كانت ولا تزال تتصدر لائحة الأهداف الإستراتيجية من أجل تدميرها كلياً وحرمان أبناء الشعب اليمني من الاستفادة منها.
التهديدات الأخيرة باستهداف المنشآت الرياضية كانت بمثابة ذر الرماد في العيون ، حيث سبق استهداف تلك المنشآت التي كانت في طليعة الأهداف لطائرات الغدر التي لم تفرِّق بين منشآت مدنية وأحياء سكنية وملاعب رياضية.

قصف وحشي
وعند مراجعة الأهداف التي شملتها غارات العدوان في السنوات الماضية، فقد شملت الغارات الملاعب الرياضية والصالات المغلقة والمسابح ومكاتب الشباب والرياضة في مختلف المحافظات ، كما تم قصف المجمع الفني لكرة القدم اليمنية بمدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء الذي كان إحدى ثمار التعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن مشروع جول وبتكلفة تجاوزت مليونين وخمسمائة ألف دولار بتمويل مشترك من الاتحاد الدولي لكرة القدم بمبلغ ستمائة وخمسين ألف دولار وصندوق رعاية النشء والشباب بمبلغ مليون وثمانمائة وخمسين ألف دولار حيث تعرض المبنى لأضرار كبيرة جداً، كما تضرر مقر الاتحاد العام لكرة القدم نظراً لقربه من موقع القصف وتم على إثر ذلك إخلاء مقر الاتحاد بعد تحطم نوافذه ومكاتبه والعديد من التجهيزات والبحث عن مقر بديل في مكان آخر من العاصمة صنعاء.
الملاعب اليمنية طالها التدمير الممنهج والاستهداف المتعمد على مدى سنوات العدوان ، وكانت منشآت بطولة خليجي 20 في صدارة الملاعب الرياضية التي تعرضت للتدمير وفي طليعتها استاد 22مايو الدولي الذي كان في مقدمة الملاعب التي تعرضت للتدمير قبل أن يطال القصف استاد الوحدة بأبين ملحقاً بالملعبين أضراراً بالغة وتدميراً كبيراً بعدما كانا يشكلان لوحة رائعة واحتضنا مباريات البطولة الخليجية التي أقيمت في اليمن نهاية عام 2010م.
وإلى جانب ملعبي 22مايو بعدن والوحدة بأبين ، فقد طال القصف ملاعب 22مايو بإب والصقر بتعز واليرموك بصنعاء ومشروع المدينة الرياضية بالحديدة ، إلى جانب تضرر ملعب معاوية بلحج وملاعب أخرى في الضالع وصعدة وعمران وحجة والمحويت والحديدة وإب والبيضاء وغيرها من المنشآت الرياضية.

خسائر كبيرة
ووفقا لإحصائية صادرة عن وزارة الشباب والرياضة في صنعاء ، فقد بلغت تقديرات الخسائر الناجمة عن قصف المنشآت الشبابية والرياضية مليار دولار منها 650 مليون دولار خسائر وأضرار مباشرة و350 مليون دولار غير مباشرة.
وقالت الوزارة في تقريرها السنوي الأخير: إن 129 من أبرز الكوادر الرياضية كانوا ضمن ضحايا العدوان، إضافة إلى استهداف 108 منشآت شبابية ورياضية في 17 محافظة ، ودُمرت 7 استادات رياضية و13 ملعباً رياضياً و23 صالة رياضية و9 بيوت شبابية و21 مقراً إدارياً و6 مقرات رياضية ، وتم قصف 3 مراكز ومضامير للفروسية والهجن ومسبحين أولمبيين.
كما سقط 130 خيلاً عربياً أصيلاً بين قتيل وجريح إثر الغارات على إسطبلات الخيول العربية بالكلية الحربية بصنعاء.

توقف الأنشطة
لقد شكل تاريخ 26 مارس 2015م بداية الحملة العدوانية البربرية على الملاعب اليمنية والتي تسببت في حالة من الشلل التام لمختلف الأنشطة والفعاليات الشبابية والرياضية وامتد أثر القصف ليشمل النشاط الداخلي والخارجي وصولاً إلى حالة من الجمود للرياضة اليمنية عموماً ، حتى أن لعبة كرة القدم اليمنية تأثرت كثيراً جراء استمرار العدوان والحصار، فتوقفت منافسات الدوري العام لكرة القدم للدرجتين الأولى والثانية وتصفيات الدرجة الثالثة بالمحافظات ليتم إلغاء أربعة مواسم رياضية ترتب عليها الكثير من التداعيات السلبية وفي مقدمتها إلغاء مشاركة الأندية اليمنية في المسابقات الخارجية عربياً وآسيوياً لعدم وجود بطل الدوري أو الكأس للمشاركة الخارجية ، قبل أن يتم استئناف الدوري للموسم الكروي 2020 /2021م بإقامته على شكل تجمعين في مدينتي شبوة وسيئون بنظام المجموعتين.

إصرار على الصمود
وبالرغم من التعقيدات الكثيرة التي فرضها العدوان على اليمن ، إلا أن الشباب اليمني تحلى بالعزيمة والإصرار على ممارسة الأنشطة الرياضية، حيث أقيمت العديد من الأنشطة ولو في إطار محدود وبجهود ذاتية في عدة محافظات والتي أعادت الحيوية إلى الملاعب الرياضية ، كما استعادت المنتخبات الوطنية حيويتها وأصرت على خوض تدريباتها تحت أزيز الطائرات التي تجوب السماء ودوي القصف.
كما ضاعف الحظر الجوي من معاناة المنتخبات الوطنية في ظل منع الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي ، ليصبح ذلك العبء في صدارة المعوقات التي تصدرت المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية لكرة القدم التي واجهت الكثير من المتاعب والصعوبات نتيجة عدم الحصول على رحلات مباشرة إلى أماكن خوض المباريات في دول الجوار أو دول شرق آسيا، لتضطر المنتخبات اليمنية لقطع مسافات شاهقة براً تصل إلى آلاف الكيلومترات في إصرار كبير على تحدي مختلف الظروف من أجل تمثيل الوطن والإصرار على المشاركة ورفع علم اليمن في المحافل الخارجية.

مشاركة فاعلة
وشهدت الأعوام السبعة الماضية في ظل العدوان ، مشاركات فاعلة للمنتخبات اليمنية بمختلف فئاتها العمرية (أول ، أولمبي ، شباب ، ناشئين) وتمكنت ثلاثة منتخبات من التأهل إلى النهائيات الآسيوية متسلحة بالإرادة اليمنية الصلبة وتحدي الظروف الصعبة التي فرضتها ظروف العدوان ، لكن روح الشباب ومعنوياتهم العالية ظلت شامخة، وأكد لاعبو المنتخبات اليمنية أنهم حاضرون في مختلف الظروف وسيمثلون اليمن أرضاً وإنساناً في مختلف المحافل الدولية رغم المنغصات والمعوقات.

وحدة رياضية
وبالرغم من الصعوبات التي تسببت في حالة من الشتات الجغرافي بين أبناء اليمن إلا أن لاعبي المنتخبات اليمنية رسموا لوحة وحدوية متجاوزين الظروف ، حينما تقاطروا من مختلف محافظات اليمن الموحد، متجاوزين كل محاولات التمزيق وانضموا لصفوف المنتخب للدفاع عن ألوان علم اليمن بدافع الحب والانتماء للوطن.
ويكفي هؤلاء النجوم أنهم تمكنوا من توحيد الشعب اليمني على قلب رجل واحد عند كل مشاركة خارجية وهو ما يؤكد أن ما تمر به اليمن مجرد كبوة جواد أصيل وأن الشعب اليمني قادر على تجاوزها بقدرة وثبات واستعادة توازن وسيبني ما دمرته الحرب العبثية وطي كل تداعياتها ومواصلة رحلة البناء والتنمية وإعمار كل ما خلفته الحرب من دمار كبير في البنية التحتية.

سخط كبير
وأعقبت التهديدات الأخيرة لقوى العدوان باستهداف للمنشآت الرياضية ، إدانات واسعة لمختلف الهيئات والأطر الرياضية والشبابية وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضية التي اعتبرت استهداف الملاعب الرياضية استهدافا للبينة التحتية لأبناء اليمن وللعمل الرياضي والشبابي الذي ليس له علاقة بالعمليات العسكرية ، كما استنكرت الوزارة ادعاءات ناطق العدوان السعودي بتخزين الأسلحة في الملاعب والصالات الرياضية، معتبرة ذلك تمهيدا لتدمير البنية التحتية للرياضة .. كما نفت الوزارة أن تكون المنشآت الرياضية والشبابية مكانا لتخزين الأسلحة، وأن تلك الملاعب والصالات أنشئت لخدمة الرياضيين والشباب وأن استهدافها من أي طرف يشكل استهدافاً للبنية التحتية للشباب والرياضيين.
ونفت وزارة الشباب والرياضة ادعاءات دول العدوان عبر وسائل إعلامها حول وجود أسلحة أو معدات عسكرية في ملعب مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء، واتهمت الوزارة قوى العدوان باختلاق الذرائع والمبررات لقصف المنشآت الرياضية المدنية والتي سبق أن دمرت الكثير منها في مخالفة واضحة وصريحة للقوانين والأعراف الدولية التي تجرم الاعتداء على هذه المنشآت كونها من الأعيان المدنية.
ودعت الوزارة كل الهيئات الرياضية والمنظمات الدولية للقيام بمسؤولياتها تجاه هذا التهديد غير المبرر ومطالبة قوى العدوان بالتراجع عن الإقدام على مثل هذه الخطوة الهمجية.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن سعي دول العدوان لاستهداف ملعب الثورة يأتي تزامنا مع الاستعدادات لاستقبال وتكريم منتخب الناشئين الفائز ببطولة غرب آسيا لكرة القدم وهي محاولة لمصادرة فرحة الشعب اليمني إثر فوز المنتخب اليمني للناشئين ببطولة غرب آسيا عقب فوزه على المنتخب السعودي.
وحمّل البيان دول العدوان مسؤولية ما تترتب على ذلك من أضرار مباشرة في الأرواح أو الممتلكات أو البنية التحتية لكل شباب ورياضيي اليمن، وما يمكن أن يتسبب فيه هذا التهديد من إضرار بأرواح المواطنين القاطنين في محيط الملعب.
وأكدت الوزارة أن التهديد بقصف الملاعب يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق التي تجرم المساس بالأعيان المدنية بأي شكل من أشكال الاعتداء بل وجريمة جديدة تضاف للجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني المظلوم والمستهدف منذ سبع سنوات.
داعية ممثلي منظمات الأمم المتحدة وكافة مؤسسات المجتمع المدني والجهات الإعلامية والحقوقية والقانونية لإعلان تضامنها مع الحركة الشبابية الرياضية في صنعاء وزيارة ملعب مدينة الثورة الرياضية للتأكد من خلوه من أي مظاهر مسلحة.
بدورها أدانت اللجنة الأولمبية اليمنية استهداف الملاعب والمنشآت الرياضية وقصفها، مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية بالتدخل لوضع حد لتلك الأعمال التي تتنافى مع القيم والمبادئ والقوانين الدولية والإنسانية التي تلزم الأطراف المتصارعة بتحييد المنشآت الرياضية وعدم استهدافها بأي شكل من الأشكال.
كما أدانت عدد من الاتحادات والأندية الرياضية ما تتعرض له الملاعب الرياضية ومقرات الأندية في عدد من المحافظات من قصف واعتداء غير مبرر من قبل طائرات العدوان التي لا تفرِّق بين منشآت خدمية أو مواقع عسكرية وعمدت إلى تدمير ممتلكات قطاع الشباب ومصادرة أحلامهم.

قد يعجبك ايضا