الفيس بوك يشعل “الربيع اليمني”


الثورة نت محمد السيد –
الربيع اليمني والفيس بوك أكثر من قصة وأكثر من حكاية, بدأت أولى فصولها تتشكل 2011م, وهو عام اختلطت فيه الأوراق والحسابات وغدا “الفيس بوك” الزعيم بلا منافس, فقد نظم المسيرات وحشد الملايين في الساحات وقال كلمته الفصل.
ليكتب جزءا من تاريخ “الثورة الشبابية” على الحائط الافتراضي لموقع “فيس بوك” فقد دخلت مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد معترك الحياة السياسية بـ”قوة” وأصبح رئة الشباب الراغب في التغيير. وعلى الرغم من الأمية الواسعة في المجتمع فقد كسب ولاء القبيلة واحتضن “المعارضين والمؤيدين” وفاز بإعجاب العسكر! إذا فعلها “الفيس بوك”, فقبل عام 2011م كانت مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك توتير يوتيوب” في اعتقاد الآلاف من اليمنيين مجرد مواقع للتسلية وتكوين صداقات وتعارف, لكن الصورة تغيرت واختلفت بعد هذا التاريخ حيث خرج الربيع اليمني من رحم مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا مع الواقع وتعبيرا عن ثورة غضب تجيش في الصدور تطلعا للحرية والعيش الكريم.. وهكذا بقى 2011م عام “الربيع اليمني” بامتياز وهو الربيع الذي أزهر مع الإعلام الاجتماعي.
يجمع نشطاء وإعلاميون على أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بين عشية وضحاها المحرك الرئيس للثورة الشبابية بل إنها غدت القائد والزعيم لها. إنها باختصار ثقافة فيس بوكية لم تفرق بين “القبيلي” و”المديني” لتكون هذه المواقع الرحم الذي أنجب واحتضن شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” في مختلف ثورات الربيع العربي. فها هو الصحفي والناشط في الثورة الشبابية عبدالكريم ثعيل الذي تم اختطافه واعتقاله لفترة بتهمة “التصوير” يؤكد على أهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي في نقل مجريات الثورة الشبابية السلمية بكل تفاصيلها. مشيرا إلى أن هذه المواقع كانت بمثابة حلقة وصل بين الساحات والميادين وما يجري فيها من أحداث, وبين العالم الخارجي الذي يستقي المعلومة المباشرة حيث كانت هذه المواقع في معظم الأوقات مصادر مهمة للخبر للكثير من وسائل الإعلام الخارجي بعد أن تعمدت السلطات التعتيم والتقليل مما يجري في الشارع.
علاقة الفيس بوك لم تكن حصرية فقط على الشباب بل إن الحميمية امتدت لتصل إلى العسكر الذين لم يخفوا إعجابهم بهذا الكائن الغريب “الفيس بوك” على حد قول الرائد عبدالقادر محمد.
و على الرغم من أن الثورة الشبابية اليمنية لم تنطلق الكترونيا إلا أن مراقبين وخبراء إعلاميين أكدوا لنا بأن اللقطات الحية والفيديوهات والتي كان يبثها الفيس بوك لحظة بلحظة كانت المحرك الأساسي والوقود لهذه الثورة الشبابية, فإذا كانت موقعة الجمل في مصر قد أشعلت حماس الجماهير عندما تم بثها على اليوتيوب وعلى الفضائيات أولا بأول فإن مشاهد مجزرة جمعة الكرامة ومجزرة كنتاكي وحي القاع بصنعاء كانت وقودا دفع موجات من الشباب والجماهير إلى التدفق على الميادين وساحات الحرية.
وهنا يجمع إعلاميون وكتاب على أن مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) دخلت معترك الحياة السياسية في اليمن وأصبحت بمثابة المتنفس والموجه للشباب الراغب في التغيير حيث اختفت من صفحات مشتركي الفيس بوك الأغاني والقصائد الشعرية وحل بديلا عنها مفردات الثورة الشبابية فقد ضمت هذه المجموعات صحفيين وشعراء إعلاميين وناشطين . وفي مقابل ذلك, برزت معارك جديدة, شبيهة ومتوازية بما يجري في الساحات والميادين حيث انتقلت هذه المعارك إلى صفحات الفيس بوك من خلال قيام السلطات بتجنيد عشرات الشباب المناصرين لها بمراقبة نشاط الشباب على الفيس بوك الذين يدعون في صفحاتهم إلى تغيير النظام.
تطور جديد أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بين الجانبين في معارك كانت “حامية الوطيس” أدت إلى تدفق شخصيات جديدة ووهمية وبأسماء مستعارة بل ونسائية مهمتها الدفاع المستميت على أي مشاركات أو تعليقات مع أو ضد.
وهنا يؤكد الناشط في الثورة الشبابية السلمية فخر العزب في تصريح للثورة نت على أهمية الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في المراحل الأولى للثورة, مشيرا إلى استغلال الطرف الآخر لمواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما “الفيس بوك” لبث الشائعات ضد شباب الثورة, ولفت إلى أن حالة التآخي وواحدية الهدف كانت في معظم الأوقات تحول هذه الشائعات لصالح الثوار أنفسهم, مؤكدا على الدور الكبير الذي لعبه “الفيس بوك” في دعم الثورة الشبابية من خلال تحوله إلى مصدر أخباري مهم اعتمد عليها شباب الساحات في نقل مجريات ما يحدث أولا بأول.

قد يعجبك ايضا