هل حقق الشباب أحلامهم¿


حلموا بدولة مدنية عصرية مرتكزة على العدالة والمساواة وبتداول سلمي للسلطة وبتوزيع عادل للثروة .. الآن بعد مرور ثلاث سنوات .. هل حقق الشباب أحلامهم¿ أم أنها ما تزال بعيدة المنال¿!
في البدء يقول الناشط الحقوقي والمدني عمار السوائي من شباب ثورة 11 فبراير – رئيس مؤسسة تمدين للشباب : قد تكون هناك فجوة بين طموحات الشباب وبين ما يتحقق على الأرض لكن بالمجمل كان الحوار في اليمن تجربة ذات قيمة لشعب غيبت نخبه الحاكمة هذه الممارسات من تاريخه لكن لدى الشباب الكثير من الأسئلة وفي ما يتعلق بالمخرجات فهي وحدها لا تشكل الحل والوثيقة ليست مقدسة ما يجب التنبه له أن الرهان الأكبر هو على الممارسات وترشيد القرار وتأسيس شراكة وطنية حقيقية لإدارة الثروة والقرار والتخلص من بيئة العنف ودفع الكتل الميلشوية إلى المربع السياسي وتخليها عن السلاح بالإضافة إلى رفع القدرة المجتمعية على الرقابة والمساءلة وغيرها من المسائل. هناك الكثير من الأفكار التي قدمها شباب الثورة لم تكن حاضرة في تفاصيل المشهد ومن المبكر الحكم على مخرجات الحوار الوطني انطلاقاٍ من هذه اللحظة كلنا مع وثيقة المخرجات ولكن مع التأكيد على ضرورة وجود حامل مدني يتولى مهمة التنفيذ وتغيير الممارسات الحكومية فهذا الهيكل لم يعد قابلاٍ ولا قادراٍ على الاستمرار ناهيك عن توليه مهمة تنفيذ المخرجات.
مؤسسات قوية
من جهته يقول عمر الحياني عضو مجلس إدارة الرابطة العربية للإعلاميين العلميين : حلم الشباب في تحقيق الدولة المدنية يحتاج إلى نضال وجهد ودولة تثبت توجهها نحو بناء مؤسسات قوية وحديثة قادرة على تحقيق الدولة المدنية وثيقة مخرجات الحوار الوطني صنعت جزءاٍ من الحلم فيما الطريق لازال طويلاٍ في بلد غارق في صنع الكوارث والأزمات والتدخل الدولي.
وأما عبد الله العلفي مسئول الدراسات والتدريب في مركز منارات فيقول : الشباب بحاجة إلى دولة قوية تفرض الأمن وتضرب بيد من حديد كل من تطال يده المساس بأمن الإنسان واستقراره فالشباب اليوم يحتاجون إلى عدالة اجتماعية وتنمية اقتصادية وتحقيق ذلك يتطلب نوايا قوية وشجاعة واضحة وهذا ما نأمل أن نصل إليه في الفترة القادمة.

تجاوز القصور
ويرى محمد السقاف إعلامي أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني حققت شيئاٍ إلى حد ما في إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة كما يحلم به الشباب فبمجرد الجلوس على طاولة واحدة يعد إنجازاٍ ويكفي أن مبدأ التداول السلمي للسلطة أو لأي منصب كان سيصبح ثقافة لدى الجميع وإن اعتراها بعض القصور .. لكن حقيقة أن حلم الشباب لن يتحقق ما دامت صور قديمة تنافس على التحاور والبناء حسب زعمهم ولابد أن تكون كل القيادات أو على الأقل بنسبة 80% من الشباب لأن تلك الصور القديمة هي جزء من نظام وفوضى قديمة ولك مثال نستفيد منه (شجرة التفاح لكي تنمو وتثمر لابد من تقليم كل أغصانها القديمة وإلا لن تثمر) لذا وإن أطلت فإن أحلام الشباب في بناء دولة مدنية حديثة ستتحقق لكن بعد جهد كبير وأمد طويل.
وليد العماري -ناشط اجتماعي- مخرجات الحوار هي وثيقة توافقت عليها أطراف العمل السياسي في البلد وقد احتوت في الجانب النظري على الكثير من أسس بناء الدولة المدنية لكن الكثير هذا لا يمكن أن يصل أو يقترب من سقف حلم الشباب الذي أتمنى أن يستمر الشباب في العمل: على تحقيق الحلم وأن لا نكتفي بمجرد الحلم.

طموحات شبابية
رشاد الشرعبي – رئيس مركز التدريب الإعلامي والتنمية يقول: إنه ومن خلال التدقيق في أبرز ملامح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني نجد ان هناك موجهات دستورية وقانونية تتعلق بشكل الدولة وبنيتها ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية والهيئات المستقلة للإعلام والخدمة المدنية ومكافحة الفساد وغيرها, تحقق أبرز أحلام وطموحات الشباب التي قدم الكثيرون منهم لأجلها أرواحهم وناضلوا بصورة سلمية في الساحات والميادين لعام ونصف واجهوا خلالها شتى أنواع وصنوف القمع والتحديات والقتل والإخفاء القسري وغيره. لقد وضعت مخرجات الحوار الوطني أسس ستصاغ في الدستور القادم وستبنى من خلالها دولة اتحادية موحدة تسودها العدالة والمواطنة المتساوية والديمقراطية وحقوق الإنسان وفيها مؤسسات الدولة الثلاث خاصة (التشريعية والقضائية والتنفيذية) منفصلة عن بعض, وتتوسع فيها المشاركة المجتمعية وتوزيع الثروة والسلطة ضمن الأقاليم التي تم تحديدها مؤخراٍ كـ 6 أقاليم, إلى جانب وضعها لأسس تسعى إلى تحويل الجيش إلى مؤسسة وطنية مهنية ولائها للوطن وحمايته والدفاع عن سيادته واستقلاله ومؤسساته الدستورية, وكذلك مايتعلق بالجهاز الأمني من خلال استكمال إجراءات الهيكلة لهاتين المؤسستين الوطنيتين وإنهاء الولاءات المختلفة داخلهما.

تحديات المرحلة
موضحاٍ: أن تلك هي أبرز الطموحات والأهداف التي أعلنها الشباب في ثورة 11 فبراير 2011م السلمية وتحققت نظرياٍ في غالبيتها رغم التباينات في التفسيرات لبعضها لكن هناك تحديات كبيرة قد تقضي على تلك الطموحات المتحققة نظرياٍ من خلال ما نراه من توسع ومعارك تخوضها جماعات العنف في إعلان واضح للتمرد والرفض لمخرجات الحوار الوطني وادعائها في وثائقها الفكرية وفتاويها الدينية وخطابات زعمائها أن الحكم والولاية ليس حقاٍ لكل اليمنيين وإنما هو حق إلهي منحه الخالق عز وجل لسلالة بعينها تنتسب للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا يضرب فكرة الدولة المدنية الحديثة في الصميم ويعد ارتداداٍ عما توافق عليه اليمنيون وبرعاية المجتمع الدولي من مخرجات وضمانات تمخضت عن مؤتمر الحوار الوطني.

قد يعجبك ايضا