الـبـراعـم يـسـجـلـون مـلـحـمـة


الثورة / شوقي العباسي –
> الآباء اصطحبوا أطفالهم إلى الساحات لإظهار دعمهم للثوار

> أنس السعيدي أصغر شهداء الربيع تحول إلى رمز للثورة

شارك الآلاف من الأطفال من مختلف فئات الشعب خلال تظاهرات 2011م حيث جاءوا بصحبة والديهم ليرسموا أحلام مستقبلهم في ساحة التغيير رفعوا الأعلام وكتبوا على وجوههم عبارات وشعارات ثورية هتفوا بأعلى أصواتهم حلموا بمستقبل أفضل لهم مؤمنون بأن الثورة هي الضامن الوحيد لتحقيق أحلامها في المستقبل فقد كانت ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء لم تكن مجرد ساحة ثورة فقط بل تحولت إلى متنفس لأطفال العاصمة صنعاء في وقت كانت فيه حدائقها مغلقة إما بفعل المواجهات المسلحة كما حصل في حديقة الثورة أو بفعل الاحترازات الأمنية كما في حديقة السبعين .

أم وداد. واحدة من عشرات الأمهات اللواتي رأين في ساحة التغيير المكان الأنسب والآمن لقضاء فسحة من الوقت مع طفليها وداد وثائر.. تقول: إن فرحة عارمة كانت تغمر طفليها عندما يتم إبلاغهما بأنهما سيذهبان إلى الساحة وهي أيضاٍ لا يقل شعورها بالسعادة عن شعور طفليها اللذين يبلغان من العمر ست سنوات وأربع سنوات. وتضيف: الساحة كانت تشكل لي مكاناٍ آمناٍ ولأطفالي أيضاٍ رغم اكتظاظها بالثائرين والثائرات وكذا الزوار من خارج الساحة حيث كان الشباب والشابات يتمتعون بأخلاق عالية واحترام لامتناهُ تشعر أي زائر للساحة بالأمان. وتستطرد: كانت الساحة هي المكان المفضل للنزهة ليس لي ولأطفالي بل لكثير من جاراتي بمختلف انتماءاتهن حتى أن أسرتي عندما تزورني من القرية كنت أذهب بهن للتجول في الساحة لأنها أفضل مكان خلال تلك الفترة بسبب إغلاق الحدائق وحالة الخوف الموجودة لدى الناس.
وأشارت أم وداد في سياق حديثها لــ” الثورة ” إلى ما كانت تتمتع بها الساحة من مقومات تجعل الزائر لها يشعر بالمتعة ومنها برنامج المنصة الإذاعي إضافة إلى توفر ألعاب للأطفال كما أنها كانت فرصة للمشاركة في الدورات التدريبية والمحاضرات التي كانت تقام باستمرار داخل الساحة أما ابنتها وداد التي يبدو عليها شغفها وحبها للساحة فتقول بكلمات طفولية ” الساحة حالية لكن قد كملت” , وتتذكر وداد أكثر المشاهد التي رسخت في ذهنها والمتمثل في تصويرها عبر قناة “الجزيرة مباشر” وهو ما أكدته والدتها.
شخص إيجابي
يقول الطفل عبدالكريم مصلح : كنت أرافق والدي إلى الساحة في صنعاء وأشعر بالفخر إني مع الثوار في الساحة وأردد الشعارات والهتافات الثورية وقتها كنت قررت أن أكون شخصٍا إيجابيٍا في الوطن يحتاجه الكل صغيرا كان أو كبيرا وكنت أتحدث إلى والدي وهو ضابط في الجيش بضرورة مساهمتهم بقوة في صنع البلد ودون أي خوف وكان يشجعني ويصحبني إلى الساحة دائماٍ ويضيف قائلاٍ: أنه تأثِر كثيرٍا بما رآه في الساحات فأصبح أكثر شجاعةٍ وإيجابيةٍ.
أصغر الشهداء
الطفل أنس السعيدي البالغ من العمر عشرة أشهر الذي اغتالته رصاصة قناص من أحد المباني المطلة على ساحة التغيير بشارع الرياض تحول إلى رمز من رموز الثورة الشبابية حيث علقت صورة مجسمة له في وسط ساحة التغيير باعتباره أصغر شهداء ثورات الربيع العربي .
مبادئ الحرية
ربما ساحات التغير كان لها دور كبير في تعليم الكثيرين الكبار أو الصغار مبادئ الحرية والدفاع عن الحقوق المشروعة هذا ما أكدته الطفلة إيمان ذات الــ13 عاماٍ حيث قالت: ” في بداية نزولي إلى الساحة برفقة أمي كنتْ خائفاٍ لكن بعدها أطمأننت وشعرت أن الناس كلها تحميني تعلمت من ساحة التغيير ألا أخاف من أحد مهما كان منصبه طالما أن الحق معي”.
دعم للثوار
يقول محمد العزب أحد شباب الثورة في ساحة التغير في تعز: لم يجد اليمنيون من وسيلة لإظهار دعمهم للثوار إلا باصطحاب أطفالهم إلى ساحات التغيير والحرية فاليمنيون يأملون أن يْمنح الأطفال والكبار على السواء الأمن والأمان على أيدي حكم وطني عادل وطن يتساوى فيه الكل يسود فيه النظام والقانون وحكم لا يحتاج إلى الرصاص لإسكات المطالبين بحياة كريمة .
شعور بالاعتزاز
الأخ مصلح الوصابي : كنت أشعر بالاعتزاز وأنا في الساحة وكان ابني معي لا يفارقني وكان يشعر بالراحة أثناء مرورنا بالساحة والالتقاء بالثوار وكان حينها يردد الشعارات الثورية ويمرح مع أبناء الثوار في الساحة فكانت لهم متنفس وحديقة يمارسون هواياتهم فيها وتعلم الأطفال معنى الحرية والثورة من خلال حضورهم إلى الساحات التي خرجوا إليها مع آبائهم وهم يؤمنون بأن الثورة الضامن الوحيد لتحقيق أحلامهم في المستقبل الجديد.
عدسات الكاميرا
ساحات التغيير والحرية كانت تبدو الواجهة الأكثر إقبالاٍ من غيرها بالنسبة للأطفال وكان عدد من الآباء يتزاحمون لتقديم أطفالهم إلى المنصات في أغلب المحافظات حيث كان يروق لكاميرات عدد من القنوات التقاط صور للأطفال وهم يهتفون بالشعارات الثورية.
عصافير الثورة
يقول الأخ صادق المرادي إن مشاركة الأطفال في ساحة الحرية برفقة آبائهم كان لها دور كبير في دعم الثوار وصبرهم فالأطفال كانوا يرسمون البسمة على وجوه الثوار شعروا بالراحة وهم يلهون في الساحة ويقدمون لوحات فنية في المنصة وغيرها وكان هناك منتدى للطفولة في الساحة كان يمارس فيه الأطفال مواهبهم فكان الأطفال عصافير ثورة الشباب كان أطفالي يرافقوني إلى الساحة وكانوا يشعرون وكأنهم في حديقة ويقضون أوقاتاٍ ممتعة .

ذكريات الأطفال
أما الدكتور رؤوف عبدالغني يقول : الثورة أحدثت طفرةٍ في سلوكيات وقناعات الأطفال وحبهم للوطن وسيأتي اليوم الذي يحكي فيه الصغار ذكرياتهم في ساحات الحرية والتغيير عام 2011م. ونأمل ألا يكونوا بحاجة عندما يكبرون إلى ساحات تغيير شبيهة بساحات التغيير التي رسموا فيها ملامح طفولتهم وشاركوا الثوار أفراحهم في مختلف الساحات .
ويبقى السؤال المطروح هنا: هل ستخلف الثورة شباباٍ لمستقبل واعُ متمرد على الظلم أم ستخلف شباباٍ مسكوناٍ بذكريات مؤلمة ورصيد من العنف يهدم أكثر ما يبنى¿!

قد يعجبك ايضا