الشباب ساهموا في رسم ملامح المستقبل


محاولة تفخيخ الوضع والانقلاب على المخرجات مساع فاشلة لإجهاض الدولة الاتحادية الجديدة
أكد الناشط الحقوقي والناطق الرسمي لمجلس شهداء ثوار فبراير ياسين العقلاني على تحقيق مخرجات الحوار الوطني لأهداف ثورة 11 فبراير التي قدم فيها الشباب أرواحهم ودماءهم في سبيل تحقيق الدولة المدنية المنشودة التي تحفظ للمواطن اليمني حق الممارسة السياسية والعيش الكريم وإنهاء العبث المستشري في أروقة الدولة وإزالة شبكات الفساد والمحسوبية والعدالة الاجتماعية.
* هل ترى بأن مخرجات الحوار حققت أهداف الثورة الشبابية ¿
بفضل شباب الثورة السلمية الذين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني أتت مخرجات الحوار ملبية لمطالب الشباب وتطلعاتهم للتغيير وهي بمثابة تتويج لنضالهم وتضحياتهم ولو?هم ما كان هناك مؤتمر حوار سياسي شمل كل القوى التي كانت خارج الحلبة السياسية ومقصية ومهمشة في ظل الحزب الواحد والحكم الفردي كل ما يهمنا كشباب ثورة هو العمل بهذه المخرجات وتنفيذها على أكمل وجه وفرضها على أرض الواقع حتى تصبح حقيقة ملموسة بما يساعد على الانتقال إلى الدولة المدنية التي تحفظ للمواطن اليمني حق الممارسة السياسية والعيش الكريم وإنهاء العبث المستشري في أروقة الدولة وإزالة شبكات الفساد والمحسوبية وفي حال حدوث مثل هذه الإجراءات نستطيع أن نقول أن الحوار الوطني حقق نجاحاٍ في إقامة الدولة اليمنية المنشودة التي دعا إليها شباب الثورة الشعبية تعد مشاركة الشباب في الحوار بمثابة اعترف بفئة كانت مهضومة في السابق وينظر إليه بعين الريبة والاحتقار والجميل في الأمر أن هناك توجها حكوميا لتسليمهم مناصب قيادية في مركز القرار .
شهداء فبراير
-هل يمكننا القول بأن مخرجات الحوار توجت النضال السلمي لشهداء وثوار فبراير ¿
– أولا الحوار الوطني أحد بنود المبادرة الخليجية التي رفضها مبدئيا بعض شباب الثورة بحجة أنها التفاف على الثورة وأهدافها وقبل البعض منهم كونه حل وسطي تجنب اليمن ويلات الحرب والصراع والولوج إلى نفق الحرب الأهلية التي ستقضي على ما تبقى من بنية الدولة التي نخرها الفساد والخراب والحروب العبثية الممنهجة طيلة حكم النظام السابق , فدخل شباب الثورة الحوار الوطني وهم على قناعة تامة أنه بداية لمرحلة جديدة في تاريخ اليمن ومن خلاله ستفرض أهداف الثورة كمطلب شعبي وخلال مرحلة الحوار استطاع شباب الثورة ومن معهم في صف الثورة من الأحزاب السياسية العمل بما يحقق تطلعات شباب الثورة السلمية وبما يساعد على رسم ملامح المستقبل الذي ينشده الشباب الطامح إلى دولة اليمن الجديد مخرجات الحوار رسمت مستقبل اليمن بما يحقق اهداف ثورة 11 فبراير وكانت بمثابة تتويج لنضال وتضحيات الشباب الحالم بالدولة اليمنية الحديثة فأتت مخرجات الحوار الوطني موافقة لأهداف ومطالب الثورة على الرغم من وجود بعض الشوائب لكنها وقتية زائلة .
بناء الدولة
* كيف تقيم دور الشباب في مؤتمر الحوار وصولا إلى مخرجاته التاريخية ¿
– كان للشباب بصمات في تحديد شكل الدولة الجديدة من خلال الممثلين عنهم في الحوار, خاصة في فريق بناء الدولة مع القوى السياسية والاتفاق على دولة اتحادية بما يحفظ كيان الدولة وكانت رؤية الشباب واضحة إن الفدرالية هي الحل الامثل لإنهاء المركزية التي أحدثت إختلالات واسعة في بنية الدولة ,, ليتم تمكين الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصولا إلى مراكز عليا في صناعة القرار نتاج ما أثبتوه من حنكتهم وجدارتهم في التعامل مع القضايا الشائكة في البلاد وحلحلتها .
الشباب والأحزاب
-انتماءات الشباب المتعددة تحت مظلات حزبية وبين الرؤية الشبابية الموحدة لنجاح المرحلة الانتقالية ,, كيف تقرأون ذلك ¿
بلا شك أن العمل السياسي في فترات متعددة أدخل الشباب في صراع ومماحكات سياسية كان الضحية فيها الوطن , لدرجة كان الشباب يعمل لحزبه مقدما مصالح الحزب على مصالح الوطن العليا مما وسع دوائر الصراع والاقتتال , غير إن وعي الشباب وإدراكهم لحجم المسؤولية الوطنية بعد أن رأوا بأن واقعهم نتاج سيطرة القوى التقليدية التي ظلت تتغنى بهم وبحقوقهم لا لشيء إلا لأيديولوجياتهم وأطماعها السياسية واتخاذهم مجرد سلم للوصول إلى غاياتها ومصالحها , فنبذ الشباب ضيق الحزبية إلى رحاب الوطنية وكان لعملهم الدؤوب والمتفاني في فرق الحوار وانتصارهم لقضيتهم والعديد من القضايا السياسية والحقوقية والاجتماعية لخير دليل على حجم المسؤولية الوطنية التي يحملونها والتي تم ترجمتها الآن في المرحلة التأسيسية للمرحلة الانتقالية الثانية في اليمن وذلك من خلال تشكيل لجنة صياغة الدستور حملات التوعية المجتمعية بأهمية الدستور والاستفتاء عليه في التأسيس للدولة اليمنية الجديدة دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة .
المرحلة الانتقالية
* في بادئ الأمر رفضتم المبادرة الخليجية ,, فكيف ترونها الآن ما بين التزام الأطراف ببنودها والنجاح التاريخي للمرحلة الانتقالية الأولى ¿
– عملت ومازالت المبادرة الخليجية على نزع فتيل الحرب الأهلية التي لن يكون فيها منتصر أو مهزوم فالخاسر الوحيد هو الوطن الذي قام من أجله ثورة تقدمها الشباب وقدموا التضحيات الجسيمة من أجل التقدم والنهضة والرقي به وإخراجه من النفق المظلم الذي خيم عليه عقوداٍ من الزمن . وخلال هذين العامين الذين مرا والمقرران لتطبيق بنود المبادرة الموقعة عليها استطاعت القوى السياسية أن تجتمع في صعيد واحد المتمثل بمؤتمر الحوار الوطني الشامل والخروج برؤية موحدة لمختلف القضايا الشائكة , مخرجات تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة , الى أن هناك قوى ستتأثر من مخرجات الحوار تسعى إلى عرقلة تنفيذها وإفشالها من خلال إثارة المشاكل وافتعال الأزمات هنا وهناك لأن هذه القوى لا تريد أن ترى دولة مؤسسات يحكمها النظام والقانون لكننا تجاوزنا هذه العوائق وهاهو الوطن يستعد لصياغة الدستور للدولة الاتحادية الجديدة الدستور الذي سيحدد مستقبلنا , ولذلك فالمبادرة الخليجية مثلت نقلة نوعية مقارنة ببعض دول الربيع العربي التي انجرت قوى الثورة لحمل السلاح وكذلك الدول التي انتقلت إلى العمل بالديمقراطية وهم لم يتفقوا على كيفية ممارستها وتطبيقها و لا يزالون في مرحلة التأسيس .
تفخيخ الوضع
* ورقة التفجيرات والاغتيالات في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ اليمن .. من يقف ورائها أو من المستفاد من التلاعب بها ¿
– هناك قوى تسعى إلى إفشال تطبيق مخرجات الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية الثانية بأي وسيلة كانت , وإدخالنا في متاهات الصراع وعدم الاستقرار وهذا ما أكده المبعوث الأممي جمال بن عمر على هناك من يسعى إلى إفشال التجربة اليمنية الفريدة المتمثلة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني فلعبت هذه القوى على اوراق الاغتيالات لقادة في الجيش والأمن واقتحام المؤسسات العسكرية وإشعال فتن طائفة ومناطقية وغيرها ولم يتحقق لهم أي نجاح ولم يبقى سوى اللعب على ورقة الاختطافات والاغتيالات للرعايا الأجانب حتى ينقل صورة على أن الأوضاع لن تهدى ولن تستقر وأن هذا نتاج المرحلة الانتقالية , إلا إن اليمنيين والشباب على حد الخصوص يزدادون تمسكا وإصرارا على استكمال مرحلة بناء دولة المؤسسات وتطبيق مخرجات الحوار الوطني على أرض الوقع والتهيئة لمرحلة الديمقراطية , والانتقال إلى الدولة المدنية فهذه القوى التي تمتلك القوة والمال والنفوذ لا تريد ان ترى دولة تحكمها المؤسسات ويسودها النظام والقانون حتى يتمكن لها بسط نفوذها على مفاصل الدولة والسيطرة على مركز القرار .
معوقات المرحلة
* برأيك , ما هي معوقات المرحلة الانتقالية الثانية في اليمن ¿
– هناك الكثير من المعوقات التي تسعى للحيلولة دون نجاح عملية الانتقال السياسية والتحول الديمقراطي ولعل أهمها تمثل بالأحزاب فكل حزب يسعى لتمرير رؤيته بما يلبي برنامجه ويحقق أهدافه وفق مصلحة ذاتية تخدم مشروعه بعيدا عن المصلحة العليا إضافة الى ذلك عدم وجود ثقة بين هذه المكونات السياسية التي أصبحت تتصارع وتنجر خلف توجهاتها , ولكن بصدق النوايا وتنفيذ المخرجات والإسراع في الاستفتاء على الدستور سيحد من تفاقم معوقات المرحلة .
الاتحادية والتنمية
-كيف تنظر إلى دولة الأقاليم والوحدة والتنمية ..
( مقاطعا ) لم يكن لليمنيين حلا منصفا لقضيتهم سوى الفدرالية في الحفاظ على الكيان الوحدوي وتحقيق جذور التنمية المستدامة في الأقاليم والشراكة في السلطة والثروة وإعادة المظالم والحقوق التي سلبت منهم في الفترة السابقة و في كلأ الحالتين كان لا بد من حل يرضي الجميع وهو الخروج إلى دولة اتحادية بغض النظر عن عدد الأقاليم التي ستقسم بطريقة علمية بحسب الجغرافيا والبنية الاجتماعية حتى لا نقع في فخ الصراعات الفدرالية .

تصوير/ فاروق الشعراني

قد يعجبك ايضا