في الوقت الذي يصعِّد العدوان حربه الاقتصادية ويرفع وتيرة المعاناة المعيشية لليمنيين:

غروند بيرغ يدعو إلى خفض التصعيد الاقتصادي وتحسين سبل العيش وخفض تكلفة السلع وحماية العملة من التدهور

 

 

الحرب الاقتصادية على اليمن منذ بدايتها تدار من قبل “الرباعية الدولية”
“الرباعية” تسهم بشكل مباشر في تدمير المقدرات الاقتصادية لليمن وحصار الموانئ والمطارات

بينما تدَّعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وعلى رأسها ما تسمى بالرباعية الدولية بأنها قلقة على تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي المنهار في اليمن، تؤكد الحقائق والوقائع والاستنتاجات الواضحة والجلية أن مسؤولية المشاكل والمعاناة الاقتصادية في اليمن التي أدت إلى التدهور المعيشي والإنساني تتحملها الرباعية الدولية وعلى رأسها “أمريكا وبريطانيا” وتدمير حليفتيهما السعودية والإمارات ” لأهم المقدرات الاقتصادية باليمن وشل كافة نواحي الإنتاج والتصدير وتوقف الاستثمار وحصار الموانئ والمطارات وطباعة كم هائل من العملة اليمنية للصرف على المجموعات المسلحة والمليشيات التابعة لحكومة الفنادق ، بالإضافة إلى مؤامرة شراء العملة الأجنبية من السوق المحلية، وهو الأمر الذي تسبب في ظهور أزمات معيشية كبيرة نتيجة ارتفاع الأسعار وفواتير الخدمات إلى أرقام فلكية جراء هبوط قيمة العملة اليمنية مقابل الدولار في ظل استمرار الحصار المطبق على البلد من قبل التحالف الأمريكي.

الثورة / أحمد المالكي

خرج المبعوث الأممي إلى اليمن “هانز غروندبيرغ” في إحاطته المقدمة مؤخرا لمجلس الأمن الدولي للتأكيد على “الحاجة الماسة لمعالجة التدهور الاقتصادي في اليمن” على وقع انهيار تاريخي للعملة.
وخلال إحاطته للأمن الدولي أكد بيرغ” أنه وخلال زيارته لعددٍ من المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي والمرتزقة في مقدمتها عدن وتعز وجد السكان مصابين باليأس والإحباط نتيجة أوضاعهم المعيشية الصعبة.
وتوجه المبعوث الأممي برسالة واضحة إلى التحالف السعودي وما تسمى بالشرعية “المرتزقة” يفيد بوجوب “خفض التصعيد الاقتصادي، وإصلاحات أوسع لتحسين سبل العيش وخفض تكلفة السلع وحماية العملة من التدهور”.
إدارة
محافظ البنك المركزي -القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا، أكد أن الحرب الاقتصادية على اليمن منذ بدايتها تدار من قبل ما تسمى الرباعية الدولية وعلى رأسها الجانب الأمريكي، إلى جانب بريطانيا والسعودية والإمارات، والتي خططت لإحداث انهيار اقتصادي شامل وهي تستخدم الكثير من المحاور في الحرب الاقتصادية سواء فيما يتعلق بالسياسة النقدية أو المالية أو ما يتعلق بالسياسة الاقتصادية ككل، حيث يتم اليوم تصدير النفط الخام بشكل مفضوح حيث يتم تهريب النفط اليمني الخام إلى الخارج وبأسعار زهيدة جدا في أخطر قضية فساد ونهب لمقدرات الشعب، مشيرا إلى أن الصادرات الشهرية من النفط الخام تتجاوز 165 مليون ، وهو مبلغ كفيل بصرف مرتبات الموظفين ، ومخصصات الضمان الاجتماعي ومخصصات الدارسين في الخارج بشكل شهري.
وقال: إن العدو الأمريكي ومن ورائه الدول الرباعية ومرتزقتها الخونة والعملاء ينتهجون عدة أساليب وطرق في الحرب الاقتصادية، وهناك استهداف مباشر لكثير من السلع والواردات ومنع المنتجات اليمنية من التصدير إلى الخارج ، وأن أوجه الحرب الاقتصادية والعدوان الاقتصادي على اليمن متعددة من قبل ما تسمى الرباعية كلما ضاق العدو ذرعا في الجانب العسكري والجانب السياسي.
توجيه
ولفت إسماعيل إلى أن الجانب الأمريكي قام بتوجيه عملائه والخونة من المرتزقة باستخدام الخطة التي كانت معدة منذ العام 2016م، وهي ضخ العملة اليمنية المزيفة التي تشابه العملة المتداولة حالياً في مناطق حكومة الإنقاذ ، وبالتالي هذا التصعيد في الجانب الاقتصادي نحن قرأناه مؤشراً جديداً ومرحلة جديدة من مراحل الحرب الاقتصادية فيما يخص القطاع المصرفي وبالأخص في السياسة النقدية ، وأن جميع اليمنيين يعلمون الآن من هو المعرقل في موضوع فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ،وأن الأمريكي يشرف بشكل مباشر على هذه الإعاقة وهذه العرقلة بشكل واضح وصريح بعد أن كانت مطالب الوفد الوطني بفصل الجانب الاقتصادي عن الجانب العسكري .
وأضاف أن السفير الأمريكي كان واضحاً في مفاوضات الكويت وكان صريحاً مع الوفد الوطني وأخبرهم أنهم إذا لم يقبلوا بشروطه – آنذاك- فسيجعل قيمة العملة اليمنية تصل إلى المستوى الذي لا تساوي فيه قيمة الحبر الذي طبعت به، وأنه عندما أطلق هذا التهديد لم يطلقه عبثاً وإنما أطلقه بناء على مؤشرات الخطط التي وضعتها الرباعية، وكانت أول خطوة للرباعية في هذا المسار هي نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، بهدف إحداث شلل تام في المناطق التي تشرف عليها حكومة صنعاء، حتى تنهار مؤسسات الدولة، وأن هذه الخطوة كان الأمريكي يعتبرها الورقة الرابحة لإخضاع الطرف الوطني في صنعاء لجميع مطالبه في المفاوضات، لكنها فشلت بتضافر الشعب اليمني قيادة ودولة ومجتمعاً.
مغالطة العالم
وكان وزير الخارجية المهندس هشام شرف، أكد أن الرباعية الدولية تقوم بمغالطة العالم ، بينما هي تسهم بشكل مباشر في زيادة وتيرة المعاناة للشعب اليمني على الصعيد الاقتصادي والمعيشي وأن اجتماعاتها وبياناتها تأتي في سياق تمثيلية خداع أمام المجتمع الدولي بالتظاهر بالعمل على إصلاح ما خربته تلك الدول في اليمن وما ارتكبته من جرائم بحق الجمهورية اليمنية وشعبها خلال سبع سنوات من العدوان والحصار.
وأشار إلى أن محاولة سفراء تلك الدول التي تآمرت على اليمن الظهور بمظهر من ينصح الشعب اليمني ويقلق عليه لتفادي الانهيار الاقتصادي والتخفيف من المعاناة المستمرة ومسلسل الحصار والتجويع، تؤكد مسؤوليتها الكاملة عن تلك المعاناة وكل التدمير والانهيار الاقتصادي.
وقال” على سفراء تلك الدول العودة إلى الملحقين العسكريين والاقتصاديين بسفارات بلدانهم وإلى ملفات العدوان على اليمن وتقارير الأمم المتحدة وقراءتها لمعرفة سبب معاناة اليمنيين وطول فترتها ونتائجها وكم قتل وجرح من اليمنيين، ومقارنة ذلك مع حجم المبيعات الهائلة للأسلحة واستخدامها بين الدول الأربع- أعضاء محور الشر والمصائب في منطقة الجزيرة والخليج.
هروب
ولفت الوزير شرف إلى أن سفراء الرباعية التآمرية يحاولون الهروب إلى الأمام من القضية الأساسية حول كيفية وقف الحرب وإنهاء حصار الشعب اليمني وإيقاف التدخل في الشؤون اليمنية وسحب القوات الأجنبية من اليمن، إلى تداول مواضيع مسلسل اتفاق الرياض والناقلة صافر والتنديد بعمليات الردع المسلحة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تنفذها صنعاء من منطلق حق الدفاع المشروع والرد بالمثل على اعتداءات طيران العدوان المستمرة على اليمن.
ونصح وزير الخارجية هشام شرف سفراء الرباعية بدراسة سبب التدهور والمشاكل والمعاناة الاقتصادية في اليمن بعناية، وسيساعدهم ذلك على معرفة بعض الحقائق التي أدت للتدهور وأهمها تدمير حلفائهم وأسلحتهم لأهم المقدرات الاقتصادية باليمن وشل كافة نواحي الإنتاج والتصدير وتوقف الاستثمار وحصار الموانئ والمطارات وطباعة كم هائل من العملة اليمنية للصرف على المجموعات المسلحة والمليشيات التابعة لحكومة الفنادق وتلك التي شكلتها الإمارات والسعودية بالإضافة إلى مؤامرة شراء العملة الأجنبية من السوق المحلية.
مسؤولية
وجدد وزير الخارجية التأكيد على مسؤولية الرياض وأبو ظبي الكاملة عن كل ما حصل في الجمهورية اليمنية من تدمير، وأن قادة الدولتين يتحملون كامل المسؤولية عن ذلك وأنهم لن يفلتوا من العقاب وتكلفة ذلك القتل والتدمير والمعاناة التي تسببوا فيها.. لافتا إلى أن الوقت ما يزال مواتيا لمراجعة مواقفهم ووقف تمويل استمرار الحرب على اليمن عبر مليشيات وجماعات مسلحة تتبعهم، ودعم عملية سلام متكاملة تشمل اليمنيين، وتشملهم أيضاً كدول كانت السبب الرئيسي في أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ البشرية.
تجدر الإشارة إلى أن المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال ومرتزقته تعيش أزمات معيشية كبرى بفعل ارتفاع الأسعار والانهيار التاريخي للعملة في ظل حصار مطبق على اليمن من قبل تحالف العدوان.

قد يعجبك ايضا