برنامج الغذاء العالمي يحذِّر من انزلاق اليمن نحو المجاعة وراديو كندا الدولي يتهم المجتمع الدولي بتجاهل الحرب في اليمن
7 سنوات من العدوان لم تظهر أي علامة على انحسار الجوع
الثورة/ قضايا وناس
حذّر برنامج الغذاء العالمي من انزلاق اليمن نحو المجاعة في ظل استمرار العدوان والحصار منذ سبع سنوات.
وقال البرنامج في تقرير حديث له عن الحالة الإنسانية في اليمن إن أكثر من خمسة ملايين شخص يمني معرضون لخطر المجاعة في بلد لا يزال يشكل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم في ظل العدوان السعودي الأمريكي.
وبحسب التقرير فإن الاستهلاك الغذائي غير الكافي، وهو أحد مقاييس الجوع التي يتتبعها البرنامج آخذ في الارتفاع، ما يعكس مدى أهمية المساعدة الغذائية للأسر – ومدى عدم استقرار حالة الأمن الغذائي.
وأكد البرنامج الأممي أن سبع سنوات من العدوان والحصار على اليمن لم تظهر أي علامة على انحسار الجوع.
ولفت إلى أن أكثر من نصف السكان (16.2 مليون شخص) يواجهون جوعاً حاداً، مع وجود 5.1 مليون شخص معرضين لخطر المجاعة، ونصف الأطفال دون سن الخامسة (2.3 مليون) معرضون لخطر سوء التغذية هذا العام.
وأشار البرنامج الأممي إلى أنه يقدم مساعدات غذائية طارئة – كحصص إعاشة عينية أو قسائم أو نقدية – لما يقرب من 13 مليون شخص، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي.
وبحسب التقرير فإن ما يقرب من 3 ملايين شخص قد تلقوا المساعدة في أشهر بديلة بدلاً من المساعدة الشهرية خلال الـ 19 شهراً الماضية بسبب نقص التمويل.
بدوره قال” راديو كندا الدولي“ إن السعودية والإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل” هي الدول الرئيسية المتورطة بالحرب العدوانية على اليمن، حيث تعاني اليمن من حرب دامية ووحشية لا هوادة فيها ولا أحد يعرف متى نهايتها.
وأكد أن الكارثة الإنسانية والانهيار الاقتصادي والعنف والصمت الدولي هي أفضل مصطلحات تصف اليمن اليوم.. إذ يعيش هذا البلد الواقع في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية منذ فترة طويلة في صراع مسلح، لكن الحرب الأخيرة الدائرة منذ سبعة أعوام تكشف حجم المأساة في المنطقة المهملة من قبل المجتمع الدولي.
وذكر “أنه منذ عام 2015م، انخرط اليمن في حرب عسكرية دولية مميتة بين قوات صنعاء والقوات الموالية لحكومة “الفار” هادي وتحالف من الدول العربية بقيادة السعودية”.
وأفاد بأن التحالف العربي والدولي قام بتجويع شعب اليمن وتشجيع الحرب بين الأشقاء أو الأخوة، اقترف كل شيء بحق هذا البلد.. لذلك الجميع مسؤولون عن هذه الكارثة، الدول الأجنبية المتورطة في الصراع، صمت المجتمع الدولي وحتى وسائل الإعلام التي يقول إنها لا تقوم بدورها في إظهار كارثة اليمن للعالم.
وأورد أن الوضع الإنساني الحالي في هذا البلد يرثى له.. وأن السكان الذين يكافحون للعثور على ما يكفي من الطعام لا يتعالجون أو يلجأون إلى الخدمات الصحية، خشيةً من عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الأدوية المقررة وشرائها.
وكشف الراديو أنه لا توجد مدينة واحدة في اليمن بمنأى عن نقص الأدوية والمستلزمات الضرورية والأساسية.
مضيفاً أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 70 % من الشعب اليمني يواجهون صعوبات وأن ثلثهم يعانون من سوء التغذية الحاد.. كما أن هناك حوالي 12 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.. ويعاني أكثر من أربعة ملايين امرأة وطفل من سوء التغذية الحاد والشديد.
وفي السياق نفسه دقّت أربع منظمات تابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر بأن هناك 400 ألف طفل يمني معرضون لخطر الموت بسبب نقص العلاج العاجل.
علاوة على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والملاريا، فضلاً عن الأمراض الأخرى التي تشكل مصدر قلق كبيراً في اليمن.
الراديو رأى أن حالة اليمنيين لا تنتهي عند هذا الحد، بل هناك حوالي 15.4 مليون شخص لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب.. وأكثر من 51 % من المؤسسات الصحية والبنية التحتية لم تعد تعمل.. لذلك اليمنيون ببساطة لا يمكنهم الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
وأضاف أن الأطفال اليمنيين لا يحصلون على التعليم في خضم الحرب، حيث أن النساء والأطفال هم أول من يدفعون الثمن.. وفي اليمن، يعتبر تعليم الأطفال مشكلة أخرى، وهذه المشكلة تقع تحت الرادار.
وقال إنه عندما لا يكون لديك ما يكفي من الطعام وحياتك مهددة بالخطر، لم تعد تهتم بالتعليم.. ومع ذلك، لماذا نتجاهل هذه الحرب؟ لماذا لا يهتم بها أحد؟ لماذا يبدو المجتمع الدولي وكأنه أعمى؟ ..لقد مضى وقت طويل جدا على هذه الحرب.. لو أراد المجتمع الدولي إنهاءها لكان قد فعل ذلك، لكنه لم يحرك ساكناً.. الأمر الذي جعل العديد من اليمنيين يشعرون بالتخلي عنهم والنسيان.