تتويج منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا، أسعد كل اليمنيين في الداخل والخارج، وتوحدوا جميعا حول الفرح الذي صنعه الناشئون، متجاوزين سنين الحزن التي حولت حياتهم لجحيم.
المقارنة بين ما حققه منتخب الأمل بصعوده لنهائيات كأس العالم، وبين الفوز ببطولة غرب آسيا، هي مقارنة غير منطقية في الشق المتعلق بنوعية البطولة، فكأس العالم بدون شك هي أعلى وأهم من غرب آسيا، ولهذا فإن كمية الفرح المنتشرة، غير متعلقة بنوعية البطولة، ولكن بزمن حدوثها، حيث أن الحرب العبثية قتلت كل مظاهر السرور، ولهذا وجد الجميع في المنتخب البطل سلاحا مناسبا يهزمون به كل البؤس الذي يعيشونه.
في الوقت الذي كان الناشؤون يصنعون الفرحة في كل ربوع وطننا الحبيب، كان هناك يواصل نشر الحزن والهلع بل والقتل (وان كان ظاهريا بدون قصد)، فالمحتفلون الذين أصروا على إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، أضروا بكثير من الناس، فالحالات التي توفت (يحسب وزارة الصحة) بلغ عددها 5 حالات، فيما الحالات الخطرة أكثر من ذلك بكثير.
إذاً نحن مع نوعية من المحتفلين القتلة، وهذا أمر خطير، وفي تكراره مزيد من الموتى والمصابين، ولكون تحديد الفاعلين غاية في الصعوبة، فإن تكرار حدوثه سيستمر، طالما وان العقوبة لن تطال القتلة، ولكي لا يتكرر هذا الوضع المفزع، ينبغي أولا منع إطلاق النار في هذه الاحتفالات، وثانيا ضبط كل من يطلق الرصاص وهو متلبس.
تكريم الناشئين فيه تشجيع لهم وتحفيز لغيرهم، ولكن عندما لا يتم ضبط عملية التكريم، سيكون مردودها سلبياً، خاصة وأن التجارب السابقة بينت بأن المكرمين تركوا اللعب بعد امتلاكهم المال.
كما أن التكريمات تحولت لجانب استعراضي، ويخشى الناس أن يرفع التجار أسعار سلعهم، ويكون تعويض ما دفعوه عن طريق المواطن.
الضحايا الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا جراء إطلاق النار أثناء الاحتفالات بفوز المنتخب، ينبغي رصد أسمائهم وتعويضهم عما لحق بهم، ونتمنى من رجال المال تقديم العون لهم.
فهل نجد رجل مال يبادر لهذه المهمة الإنسانية النبيلة، علها تخفف عن المصابين وتواسي أسر القتلى.
مجددا نبارك للمنتخب والاتحاد ووزارة الشباب والرياضة، وكل الشعب اليمني، تحقيق هذا الإنجاز ونشكر كل من دعم المنتخب، ونواسي أسر القتلى -رحمهم الله- ونتمنى الشفاء للمصابين.