أب تخلى عن طفليه.. وآخر باعهما لإشباع رغبة الإدمان

لم يكن أمامه سوى بيع اثنين من أطفاله عندما لم يجد طريقة أخرى للحصول على المال.
هذا الأب الذي أدمن المخدرات من منطقة القاهرة بالشيخ عثمان عدن لم يحصل على الكثير من المال مقابل التخلص من الطفلين 50 ألف ريال فقط فقد معها أطفاله إلى الأبد.

في نهاية أبريل من العام الماضي كانت سعاد علوي الناشطة بالحراك الجنوبي تلقي محاضرة عن مشاكل المخدرات وضرورة محاربة الظاهرة في المجتمع ذكرت هذه القصة التي لقيت سخط الكثيرين حينها.
وقالت علوي أن الأب لم يكتف ببيع الطفلين بل حاول بيع طفلته بنفس المبلغ لكن الطفلة هربت إلى منزل خالها خوفا من ملاقاة مصير أخويها.
قبل سنوات في محافظة تعز تخلص أب من طفلين من أولاده.. ولم يتجاوز الأكبر خمس سنوات الطفل الأصغر وجدوه جثة هامدة بعد أن نهشت جسده الكلاب والثاني تبناه أحد الخيرين حينها.. اليوم صار الطفل شابا بعد أن شق طريقه بالجد والتعب لكي يؤسس أسرة تخلو من متاعب الماضي.
الكثير من الآباء عمدوا مؤخرا إلى بيع آبنائهم للمهربين أو العصابات التي تعمل على استغلالهم جنسيا أو تستخدمهم في السرقة والأعمال الإجرامية الأخرى. في أحد أقسام الشرطة في منطقة الثورة بأمانة العاصمة كان يجلس أب أحد الأطفال بعد أن تخلى عنه منذ سنتين أمام مدير القسم دون أن ينبس بكلمة واحدة.. الطفل تم القبض عليه في سوق تجاري مع عدد من الأطفال وهم يحاولون السرقة.. القسم حينها طالب ولي الأمر بالإمضاء على تعهد بعدم رجوع ابنه القاصر إلى هذه الأفعال غير أن الأب قال أنه لم يعد يستطيع السيطرة عليه.
الطفل بعد تخلي والده عنه وقع ضحية لعصابة تستغل الأطفال لهذه الأفعال الإجرامية.
رئيس قسم شرطة 26 سبتمبر بأمانة العاصمة غانم العصري يقول: تم ضبط أحداث تم استغلالهم في السرقات بعد أن أوصلوهم إلى حالة الإدمان في البترول والشلك ويضيف العصري: توجد عصابات تعمل على جذب الأطفال والفتيات ثم يقومون باستغلالهم في الجنس والسرقة.
الطفل وهيب 8 أعوام وأخته التي تنقصه بعام يجبرهما والدهما على الذهاب كل صباح ويشترط عودتهم بالمساء للعمل في التسول.
كان وهيب وأخته بعد عشاء إحدى ليالي هذا الشتاء أمام بقالة في شارع المطار يحاولان الاختباء من البرد بالعراء .. تحدثت إليهما وأخبراني أنهما لا يستطيعان العودة إلى البيت إلا بعد أن يحصلوا على ألفي ريال وإلا سيتركهما والدهما خارج المنزل.
الطفلان طوال النهار لم يحصلا إلا على ألف ريال فقط وهذا لا يكفى الأب. البحث الجنائي سجل حالات لأطفال يعرضهم آباؤهم للبيع لأشخاص يستغلونهم ويتقاسمون مع الآباء المبالغ التي يحصلون عليها.
محمد الصباري- مدير إدارة التوجيه والعلاقات العامة في البحث الجنائي- يقول: بعض الآباء يسلمون أبناءهم لغرباء بغرض استغلالهم بعد تهريبهم إلى دول الجوار مقابل عائد يتقاسمها الطرفان.
ويعد الصباري ذلك تجارة رقيق.
ويضيف: يتم تغيير اسم الطفل وعنوان الأسرة حتى إذا ما كبر لا يستطيع معرفة والده ومكان سكنه يتم في حالة كهذه التخلص من الطفل نهائيا بحسب الصباري.
وزارة الداخلية في شهر ديسمبر 2012م اعتقلت أربعة أشخاص كانوا يحتجزون 13 طفلا بعد أن تخلص منهم أباؤهم عبر الوسطاء المقبوض عليهم.
ويقول مصدر أمني: يتم بيع الأطفال في هذه الحالة لمهربين يسهلون دخول الأطفال إلى السعودية.
في حرض يوجد مركز لإيواء الأطفال الذين يتم إعادتهم إلى محافظاتهم فيما بعد غير أن الكثير من الأطفال يتم نقلهم إلى صنعاء وتنظم عدة دورات تأهيلية كما حدث في العام 2004م إذ تم تأهيل 801 طفل في منطقة دمت محافظة الضالع حسب تأكيدات الصباري.
مراكز الشرطة في أمانة العاصمة ومراكز المدن في المحافظات يواجهون مشكلة كبيرة في التعامل مع الأحداث الذين تخلت عنهم أسرهم في ظل عدم وجود محاكم أحداث فقط والمطلوب كما يقول أحمد القرشي- رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة محكمة أحداث في كل محافظة.
قضايا الأحداث تتوزع بين السرقة والقتل والبعض يحكم عليهم بالقصاص وهم قصر.
أطفال كثر تخلت عنهم أسرهم صاروا عرضة لكل أشكال العنف والتدمير الذاتي لآدميتهم والمشكلة في الأساس هي الأسرة.
يقول العصري: عندما يشب هؤلاء الأطفال يتم استدراجهم للتجنيد من قبل فئات دينية.

قد يعجبك ايضا