رئيس الوزراء يشارك في فعالية تأبين الدكتور أحمد الصياد

الثورة نت|

اعتبر رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، السفير أحمد الصياد المدير العام السابق لليونسكو وممثل اليمن سابقاً لديها من أبرز الشخصيات الدبلوماسية التي مثّلت البلاد بصورة مشرّفة.

وأشار رئيس الوزراء خلال مشاركته اليوم في فعالية تأبين الفقيد الدكتور الصياد، التي نظمها منتدى الحداثة والتنوير الثقافي، إلى أن الحضور الثقافي والأدبي للفعالية يجسّد الوفاء للفقيد والاحترام، والتقدير للدور الذي قام به طيلة الفترة الماضية منذ التحاقه بالعمل الحزبي والسلك الدبلوماسي لاحقاً كممثل لليمن في المنظمة الدولية للعلوم والثقافة (يونسكو).

ولفت إلى اللقاءات العديدة التي جمعته بالفقيد في مناسبات وأماكن متعددة، حيث كان دوماً يتقد حماساً من أجل اليمن .. وقال: “كان الدكتور الصياد خير ناقل للصورة المشرقة عن اليمن الذي حمل له حباً وولاءً وانتماءً، وباحثاً عن الجوانب التي تثير اهتمام الآخرين به، مبرزاً لحضارته المشرقة وتأثيرها على مستوى البشرية، وساعياً لتغيير الصورة السلبية التي يقف خلفها الخصوم وبعض من أبناء جلدتنا”.

وأضاف: “في أحد حواراته التلفزيونية عام 2018م، تحدث بمسؤولية وبشجاعة كبيرة حول العدوان، الذي شُن على وطنه، كلفته منصبه، فيما الشخصيات الدبلوماسية الأخرى فضّلت الصمت أو الكلام بدبلوماسية بعيدة عن جوهر الاعتداء على اليمن، عكس الصياد الذي أعلن موقفه وبصراحة”.

وتابع: “جمع الفقيد بين أطياف من الإبداع السياسي والأدبي والثقافي والدبلوماسي والأكاديمي، فهو بحق شخصية نادرة اجتمعت فيها عوامل من الإبداع قلما تجتمع في شخص” .. مؤكداً أن الفقيد ترك بصمة قوية وواضحة من الناحيتين الوطنية والأخلاقية، وأخرى في أنه شخص وقف إلى جانب اليمن دوماً دون مواربة.

وأوضح رئيس الوزراء، أن الفقيد ضحى بمنصب ما كان للكثيرين أن يضحوا به، وهو ما يمثل الولاء الحقيقي للوطن والشجاعة وجوهر معدنه الأصيل .. مبيناً أن شخصيات من نوع الفقيد هي الأحق بشغل المناصب الدبلوماسية وتمثيل اليمن لا الفاسدين والمرتزقة الذين يملأون المواقع الالكترونية ضجيجاً وبمصطلحات رديئة وتافهة لا تُقدم ولا تؤخر في الموقف السياسي اليمني.

وقال: “خسر اليمن بوفاته شخصية كبيرة كما خسر شخصيات أخرى مماثلة له، سيما خلال فترة العدوان والحصار الحالية، العدوان الذي يجمع على إدانته كل حر بما في ذلك شخصيات تختلف مع السلطة في صنعاء، لكنها موجودة وثابتة في مدنها وشوارعها وبيوتها”.

وذكر الدكتور بن حبتور أن التاريخ لن يرحم العدوان، كما لن يرحم كافة العملاء والمرتزقة من خونة الوطن والدامغين في العدوان.

ولفت إلى أن اليمنيين سيجتمعون على طاولة الحوار من أجل حل مشكلة مستقبلهم، ولا يمكن للمملكة السعودية أو الإمارات أن تقرر إرادة الشعب اليمني على الاطلاق.

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: “بعد ان تضع الحرب أوزارها، ينبغي أن يكون لمثل هذه الشخصيات الوطنية التي تزخر بها الوطن مكانة مميزة في سجل التاريخ، وألا تظل طارئة لأنها فعلاً شخصيات استثنائية يجب أن يُؤرخ لها”.

من جانبه، أشاد أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو، الدكتور أحمد الرباعي، بإسهامات الفقيد الصياد ومواقفه البطولية الشجاعة، سيما التي سطرها خلال سنوات عمله بمنظمة اليونسكو التي خلّدت حنكته الدبلوماسية التي اتسمت بصدق مبدئه وشجاعته في قول الحق وكانت سبباً في إبعاده من منصبه عندما سبق الجميع بوصفه الحرب على اليمن بالعدوانية والعبثية.

فيما نوّهت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، هدى أبلان، بصفات الفقيد كدبلوماسي وكاتب ومناضل، ودوره الاستثنائي في حقول النضال والعمل والإبداع.

وأثنت على دور الفقيد الصياد وتفانيه في الدفاع عن المدن التاريخية (صنعاء، زبيد، شبام حضرموت) حتى المدن التاريخية التي ما تزال في قائمة الانتظار لدى منظمة اليونسكو.

بدوره، تطرق رفيق نضاله محمد عبدالسلام منصور إلى قدرات الفقيد العلمية والعملية التي تجسدت في تعدد نشاطاته المتنوعة ابتداءاً بنضاله العسكري والسياسي في الدفاع عن النظام الجمهوري مروراً بتحصيله الأكاديمي، وليس انتهاء بأدواره الأممية المشهودة في اليونسكو، بل بإنتاجه الفكري والأدبي المتنوع التي صبت في خدمة نهضة وتقدّم الوطن اليمني والعربي.

واستعرض مراحل حياة الفقيد النضالية المليئة بالعطاء، وثراء شخصيته الممتلئة علماً وعملاً وأملاً في تحقيق العدالة الإنسانية منذ التحاقه بكلية الشرطة عقب ثورة 26 سبتمبر، ودفاعه عنها وانتقاله إلى جامعة بغداد التي نال فيها شهادة ليسانس الحقوق ثم الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية التي نالهما من جامعة “مونبلييه” الفرنسية التي التحق فيها بالقسم الخاص بدكتورات الدولة في القانون، وحصلت أطروحته على شهادة النجاح باقتدار.

من جهته، اعتبر رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، يحيى أبو أصبع، الفقيد الصياد شخصية استثنائية جاد بها الدهر على اليمن.

ولفت إلى مراحل الفقيد النضالية وإسهاماته ككاتب وروائي ودبلوماسي دولي، ومواقفه الشجاعة دون خوفه على مصلحة أو موقع وظيفي، ومنها موقفه من “عاصفة الحزم” التي رآها عدواناً سافراً من قبل السعودية وحلفائها العرب والغربيين على اليمن وسيادته واستقلاله، فضلاً عن رسالته الشجاعة الموسومة “للتائهين في الرياض”.

تخللت الاحتفالية التأبينية مقطوعات غنائية للموسيقار جابر علي أحمد والطفلتين سجى وسديل القرشي، وفقرة فنية مونودراما “نشوان والراعية” للدكتور عمر عبدالله صالح.

قد يعجبك ايضا