استقال من منصبه كوزير للإعلام وتمسك بموقفه من الحرب على اليمن
قرداحي : بقائي في الحكومة أصبح “عبثياً”
طالبتُ بوقف الحر ب بُحسْن نية وصدق ومحبة لليمن والسعودية وجميع العرب
الثورة /
أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي أمس الجمعة ، إستقالته من منصبه في الحكومة اللبنانية ، بعد ضغوط داخلية وخارجية كبيرة وصلت حد التلويح باستهداف اللبنانين المغتربين في السعودية ودول الخليج على خلفية موقفه الذي أعلنه قبل ثلاثة أشهر من الحرب الظالمة على اليمن .
وجاء إعلان الإستقالة في إطار مساع فرنسية لتسوية الأزمة بين لبنان والسعودية . وقال قرداحي في المؤتمر الصحفي : أتمنى أن تساعد زيارة الرئيس ماكرون إلى السعودية على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان، ومستقبل العلاقات اللبنانية السعودية . وأكد قرداحي أن حرب اليمن لن تستمرّ إلى الأبد و«سيأتي يوم ويجلس فيها المتحاربون على الطاولة ويتصافحون ويوقعون سلام الشجعان وعندئذ أرجو يومها أن يتذكّروا أنّ رجلاً قام من لبنان وطالب بوقف الحرب في اليمن محبّةً باليمن وبالسعودية وبالامارات والخليج ولبنان وجميع العرب».
وأشار قرداحي إلى أنّه تشاور مع رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ومع جميع الحلفاء حول موضوع الاستقالة «فتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب»، مؤكداً أنّ بقاءه في هذه الحكومة أصبح «عبثياً».
وأعلن قرداحي، في المؤتمر الصحافي الذي خصّصه لإعلان استقالته، أنّه حرصاً منه «على استغلال هذه الفرصة الواعدة مع الرئيس ماركون دعوتكم لأقول إنّ لبنان أهم من جورج قرداحي ومصلحة اللبنانيين أهم من مركزي».
وقال إنّه لا يقبل بأن يُستخدم «سبباً لأذية لبنان واللبنانيين في السعودية ودول الخليج الأخرى فمصلحة بلدي وأهلي هي فوق مصلحتي الشخصية لذلك قررت التخلي عن موقعي الوزاري». وأشار إلى أنّه تشاور مع رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ومع جميع الحلفاء حول موضوع الاستقالة «فتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب»، مؤكداً أنّ بقاءه في هذه الحكومة أصبح «عبثياً».
واعتبر جورج قرداحي أنّ «الحملات المسعورة التي تضمنت الكثير من التحامل والتجني والتطاول علي وعلى عائلتي أزعجتني في الشخصي وأزعجتني في مشاعري تجاه أناس أحبهم في السعودية وفي الإمارات وفي دول الخليج… وأزعجتني أكثر، لأنه وبسبب هذه الحملة اللاأخلاقية والمؤذية باشرت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى الفور، إجراءات مقاطعة ديبلوماسية واقتصادية وتجارية بحق لبنان، وطالبت باستقالتي من الحكومة. وأزعجتني أكثر وأكثر، لأنها تسببت بحالة من القلق لدى إخواني اللبنانيين في دول الخليج الذين خافوا على أعمالهم وإقاماتهم ومصالحهم في تلك الدول، وما أزعجني فوق كلّ ذلك أنّه كيف يمكن تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة».
وعن سبب عدم تقديم استقالته قبل اليوم، قال قرداحي إنّه رفض الاستقالة «لأقول إنّ لبنان لا يستحق هذه المعاملة، وإنّه لو كان يمرّ بصعوبات كبيرة ولو كان يبدو للأشقاء بأنه دولة ضعيفة، إلا أنّ فيه شعبا له كرامته وعزة نفسه واستقلاله وحريته وسيادته»، لافتاً إلى أنّ «أكثر الذين تحاملوا عليّ في لبنان من سياسيين وإعلاميين هم الذين رفعوا في وقت من الأوقات شعار الحرية والسيادة والاستقلال».