أمريكا وروسيا وسيناريو المواجهة العسكرية المرعب

جاء اللقاء بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي في ظل توتر المشهد في أوكرانيا وتبادل الوزيران التحذيرات والتهديدات مع سعيهما لترك باب العودة مفتوحا حيث أكدا رغبتهما في حل الأزمة من خلال الدبلوماسية.
وجاءت التحذيرات من الطرفين بلهجة شديدة وتصعيد متقابل، حيث حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من عواقب وخيمة إذا قررت روسيا مهاجمة أوكرانيا، وفي المقابل حذر سيرجي لافروف من عودة سيناريو المواجهة العسكرية المرعب في أوكرانيا.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال “نشعر بقلق بالغ إزاء خطط روسيا لتنفيذ هجوم جديد على أوكرانيا وهناك أدلة على استعدادات للغزو”، وحذر من أنه إذا قررت روسيا الاستمرار نحو المواجهة، فستواجه عواقب وخيمة كما اسماها، بعدما هدد بفرض عقوبات ثقيلة على روسيا في وقت سابق.
وفي المقابل حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من سيناريو المواجهة العسكرية المرعب مضيفا أن هذا السيناريو بدأ العودة إلى أوروبا. واتهم لافروف خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم حلف شمال الأطلسي بتقريب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية، مشيرا إلى أن انضمام أوكرانيا إلى النيتو يعتبر خط أحمر بالنسبة لبلاده وشدد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح أن موسكو لا تريد خوض صراع جديد بشأن أوكرانيا.
وفي مؤشر على تصعيد قد يرقى إلى مستوى الحرب الباردة حذّر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من ما أسماه بـ”توغل الاتحاد السوفييتي” في أوكرانيا، مطلقاً عن طريق الخطأ على روسيا اسم القوة الشيوعية التي انهارت عام 1991م.
لكن رغم اللهجة الجدية والقوية الروسية والأميركية، لم يفضِ لقاء وزيري الخارجية دون تفاهم لو كان جزئيا حيث أن الرجلين توافقا على مواصلة الحوار،. وأعربت روسيا، بلسان نائب وزير خارجيتها سيرجي ريابكوف، عن أملها في إقامة تواصل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن في الأيام المقبلة.
وتتصاعد الأزمة يوما بعد آخر بين روسيا والدول الغربية على خلفية الشأن الأوكراني، حيث أكدت موسكو إن احتمالية نشوب صراع جديد في شرق أوكرانيا، لا تزال قائمة، مشددة إن روسيا قلقة من خطاب كييف العدائي وزيادة الأعمال الاستفزازية على حد وصفها.