جمال فضل صايل الردفاني – عضو مجلس الشورى لـ (الثورة ): سبع سنوات من الاحتلال كفيلة بأن نفهم أن المحتل لا يريد الخير للمحافظات المحتلة

 

عيد الجلاء يشعرنا بعظمة التضحيات وبمسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة
الأطراف المتناحرة في المحافظات الجنوبية حالياً تؤكد نفس السيناريو الذي حدث بين الجبهتين القومية والوطنية

دول وظيفية ودول متسلطة وأنظمة عميلة التقت واتفقت على استباحة الأرض وقتل الإنسان اليمني، فرضت سيطرتها على المحافظات الجنوبية وعينها على الثروات، بمساعدة أدوات من الداخل.
وبحجج واهية رسمت “سيناريو” تضليلياً وقدمته للمجتمع الدولي الذي بدوره بصم وأصدر قراره المشؤوم دون أن يكلف نفسه مجرد السؤال والتحري عن الحيثيات والمبررات.
“الثورة” وبمناسبة جلاء المستعمر البريطاني من المحافظات الجنوبية والشرقية في الـ30 من نوفمبر 1967م.. لليمن التقت بالأستاذ جمال فضل صايل الردفاني – عضو مجلس الشورى وسألته عن الماضي وأوجه التشابه بينه وبين الحاضر، وعن أحداث أخرى.. فخرجت بالتالي:

الثورة / جمال الظاهري

* بداية.. ما الذي يعنيه الاحتفال بعيد الجلاء في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي وما يمارسانه من عبث في المناطق المحتلة؟
– الاحتفال بعيد الـ 30 من نوفمبر وجلاء آخر جندي بريطاني من أرض اليمن يعني الكثير والكثير لأن المناسبة عظيمة وعزيزة على قلوبنا، ولذا فالاحتفاء بها في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي الغاشم أوجب، لتشابه اليوم بالأمس بمعنى أنها تذكرنا بالاستعمار وبمراحل الكفاح, ولذا أدعو إخواني في المحافظات المحتلة – في هذه المناسبة الغالية والعظيمة – إلى أن يتذكروا كيف تم طرد أقوى دولة في العالم (بريطانيا) من قبل آبائنا الأحرار وكيف أجبروهم على الرحيل وتم إجلاء آخر جنودهم في الـ30 نوفمبر 1967م تتويجاً لكفاحهم حين رفضوا الذل والخضوع للمحتل, وعلى إخواننا في المحافظات الجنوبية أن يقوموا بدورهم النضالي وأن يبدأوا النضال والمقاومة ضد كل ما يمارس في حقهم من ظلم وإذلال وقتل وسجن، وليثقوا أن من كل أبناء محافظات اليمن سيقفون صفاً واحداً معهم لطرد هذا المستعمر الجديد.
واعتقد أن سبع سنوات من الاحتلال كفيلة لاستخلاص العبر والدروس واستشعار ما يعانيه إخواننا في المحافظات المحتلة, وكفيلة بفهم أن هذا المحتل لا يريد لهم الخير وأنه أتى للتدمير ولخلق الصراعات وإحياء النزاعات القبلية والمناطقية ولتمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الوطن الواحد وبوجه خاص أبناء المحافظات الجنوبية.
* ما الذي تستلهمونه في هذا العيد؟
– في هذا العيد نستلهم ونستحضر ونشعر بعظمة التضحيات وبقيمة الحدث (30 نوفمبر) ونشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه الأجيال القادمة وبأن التاريخ لن يرحمنا, ولذا فإن من واجبنا أن نقاوم وأن لا نرضخ لهذا العدو لأنه أتى بمشروع احتلال، ومن هذا الإدراك ومن محطة الـ 30 من نوفمبر نستلهم عبر التاريخ كيف كان حالنا في ظل المحتل البريطاني الذي كان يسحل ويعتقل المتظاهرين داخل عدن، لأنهم رفعوا شعارات المقاومة ضده، وكيف أن آباءنا صمدوا وتحدوا وناضلوا فتحقق لهم ما أرادوا.. لقد رحل المستعمر وغادر آخر جندي بريطاني في30 نوفمبر.
* هل تتوقعون أن يتكرر سيناريو الصراع الذي حدث إبان رحيل المستعمر البريطاني من جديد في حال غادر أذيال المستعمر القديم أرض اليمن؟
– لقد شاهدنا السيناريو الذي حصل بين الجبهة القومية وجبهه التحرير، ومن خلال ما نشاهد اليوم فسوف يتكرر نفس السيناريو بين حكومة “هادي” والانتقالي وكل الأطياف السياسية في المحافظات الجنوبية, وهذا ما يرتب له وما هو حاصل الآن من قبل السعودية والإمارات وأذيالهما من المرتزقة، حيث أن الأطراف المتناحرة حاليا تؤكد نفس السيناريو السابق وأكثر من ذلك من حيث الدعم المالي والعسكري للأطراف التابعة للمحتل السعودي الإماراتي، بل ونتائج السيناريو الجديد قائمة وتحصل الآن من خلال القتل والتصفيات المناطقية في المحافظات المحتلة.
* اليوم وفي ظل ما نعيشه من شتات وتدخلات وصراعات بين الإخوة.. بماذا تتوجهون لأبناء المحافظات الجنوبية المحتلة بشكل خاص؟
– في ظل هذا الشتات والتدخلات والصراعات بين الإخوة في المحافظات المحتلة، ننصحهم بأن يستوعبوا الماضي والعبر السابقة، ونقول للمتصارعين بشكل خاص: سبع سنوات كافية لأن يرجعوا إلى صوابهم وإلى حضن الوطن وأن يستغلوا العفو العام الذي أطلقه السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى قبل فوات الأوان، فالوطن للجميع، فأسرعوا وعودوا وكونوا مع إخوانكم لأن التاريخ لن يرحم, كما أنصحهم بأن يتوحدوا ضد المحتل الأمريكي البريطاني المتدثر بالثوب السعودي الإماراتي.
* ما الذي تتذكرونه أو يخطر في بالكم عن هذا التاريخ وعن جلاء آخر جنود الاستعمار البريطاني وعن مرحلة النضال حينها؟
– نتذكر كيف كانت لحظة إجلاء آخر جندي بريطاني مستعمر وهو يرحل منكسراً ومنهزماً وذليلاً من أرض الجنوب، وأتذكر هذا اليوم التاريخي وتضحيات آبنائنا المناضلين الذين أشعلوها ثورة ضد المحتل الغاشم، كما أتذكر تضحياتهم الغالية لأجل أن نعيش كرماء أعزاء في بلدنا.
* وماذا عن أوجه التشابه بين ما كان في ظل الاستعمار البريطاني وما هو قائم اليوم؟
– أوجه التشابه بين ما كان في ظل الاستعمار البريطاني وما هو قائم اليوم هي نفسها، ولكن بغطاء سعودي إماراتي، ومن أوجه ذلك التشابه تحالف الصهيونية الأمريكية مع أدواتها في المنطقة من أجل نفس الأهداف التي منها احتلال المنافذ البرية والبحرية والجزر اليمنية ونهب الثروات, والتشابه الآخر هو اجتماع نفس العملاء المرتزقة الذين باعوا أرضهم بالريال السعودي.
* ما الذي يجري على أرض الواقع في المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي وعلاقتهما بأنظمة الغطرسة والهيمنة الأمريكية والمستعمر القديم؟
– نفس السيناريو، تقسيم اليمن إلى دويلات ومشيخات وسلطنات، وهذا يوضح طبيعة التعاون والعلاقة بين كل هذه الأطراف, فالعلاقة بين الإمارات والسعودية وأمريكا وبريطانيا علاقة مصالح ونفوذ، وعلى هذه القاعدة يجري احتلال وتقسيم اليمن وتوزيع واحتلال المنافذ البرية والبحرية والجزر اليمنية وبناء قواعد عسكرية، والدليل على ذلك ما يقومون به في محافظة سقطرى التي يجري إعدادها لخدمة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
* كلمة تودون قولها في هذه المناسبة.. ولمن توجهونها؟
– نتوجه بالشكر للسيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي وللقيادة السياسية لما يولونه من اهتمام ورعاية بأبناء المحافظات الجنوبية.
وأتوجه إلى كل الأحرار الشرفاء في المحافظات الجنوبية المحتلة لأقول لهم: عليكم التحرك وعدم السكوت على ما يجري في محافظاتكم المحتلة من قتل وتشريد، وأعلموا أن التاريخ لن يرحم وسوف تحاسبون أمام الله سبحانه وتعالى لسكوتكم عن كل الجرائم التي ترتكب بحق أبنائكم وإخوانكم.

قد يعجبك ايضا