تحتفل اليمن أرضا وإنسانا بالعيد الـ 54 للإستقلال المجيد ، حيث توجت جهود الثوار الأحرار في جنوب الوطن الغالي في الثلاثين من نوفمبر 1967م بتطهير المنطقة من دنس المحتل البريطاني البغيض برحيل آخر جندي للاحتلال وإنزال العلم البريطاني بعد احتلال دام قرابة 129عاما، واليوم تحل الذكرى الـ 54 للإستقلال المجيد في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ، فالمحافظات الجنوبية التي قاد ثوارها الأحرار حركات التحرر والمقاومة الوطنية ضد المحتل البريطاني ترزح اليوم تحت وطأة المحتل السعودي والإماراتي وكلاء المستعمرين الأمريكان والصهاينة والبريطانيين الذين استغلوا خيانة وعمالة وارتزاق بعض القيادات والعناصر المحسوبة على هذا الوطن المعطاء من أبناء المحافظات الجنوبية ، الذين تسابقوا على خيانة اليمن عامة والجنوب خاصة من خلال تحويل محافظاتهم إلى مسرح لصراع النفوذ والاستغلال والهيمنة بين السعودية والإمارات ووكلائهم من قوى الاستكبار العالمي.
باعوا الجنوب وتاجروا بالقضية الجنوبية العادلة والمشروعة وعملوا على حرف وتحويل مسارها لتتحول من قضية مشروعة وعادلة إلى كارثة مدمرة على الجنوب والجنوبيين الذين وجدوا أنفسهم – بعد الخلاص وطي صفحة 129 عاما من الاحتلال البريطاني – أمام حقبة جديدة من الاحتلال والهيمنة السعودية والإماراتية، كل طرف يسعى للاستحواذ على النصيب الأوفر من الثروة والنفوذ ، حتى أوصلوا الجنوب إلى هذه الحالة المزرية وتلكم الأوضاع المأساوية ، فلا أمن ولا استقرار ولا طمأنينة، الوعود البراقة التي خدعوا الناس بها تلاشت في الهواء ، ارتفاعات جنونية في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، بعد أن عمل العدوان وحكومة الفنادق على محاربة العملة المحلية من أجل مصالحهم الخاصة.
حولوا الجنوب إلى ساحة صراع وبؤرة للتوتر والرعب والقلق ، وفتحوا الباب على مصراعيه للبريطاني والإسرائيلي والأمريكي والفرنسي للهيمنة على الجنوب واغتنام ما يمكنهم اغتنامه من ثروات ومقدرات والسيطرة على المناطق الاستراتيجية التي يتمتع بها ولم يعد لأبناء المحافظات الجنوبية من خيار سوى القبول بهذا الواقع المزري أو الخروج عليه والسير على خطى المناضل راجح لبوزة ورفاقه في درب النضال والتحرر لتغيير هذا الواقع وتحرير الجنوب من دنس الغزاة ومرتزقتهم الذين يرفلون بين النعم والخيرات مع أولادهم وذويهم ويتركون أبناء الجنوب يواجهون التهديدات التي تحاصرهم وتتهدد حياتهم. .
اليوم نسمع الدنبوع هادي والمرتزق عيدروس الزبيدي يتحدثان وأمثالهما من المرتزقة عن عيد الاستقلال والحرية والنضال والمقاومة الجنوبية، ويذهبون لتحريض أبناء الجنوب على القتال في صف السعودية والإمارات تحت يافطة محاربة (الحوثيين) في الوقت الذي تخضع فيه المحافظات الجنوبية للاحتلال السعودي والإماراتي، فعن أي استقلال يتحدثون؟!! وكيف يحتفلون بعيد الاستقلال وهم من يشرعن للمحتلين الجدد ويساندونهم في تنفيذ مخططاتهم الإستعمارية؟
على من يضحك هؤلاء الأوغاد الأرجاس الأنجاس ؟، لقد انكشف المستور وتساقطت الأقنعة المزيفة ولم يعد بخاف على أحد الدور الحقير الذي يقوم به هادي وزبانيته خدام المحتل السعودي، والزبيدي وشلته عبيد المحتل الإماراتي، لا أحد منهم يبحث عن مصلحة الجنوب والجنوبيين، وكل ما يروِّجون له عبارة عن مساحيق تجميل ودعايات إعلامية لدغدغة عواطف البسطاء ومغازلتهم بها لتحقيق مآربهم وتنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم القذرة.
بالمختصر المفيد، الجنوب في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي يعيش أسوأ مراحله على مر التاريخ ، عملاء وخونة الداخل ينهشون جسده المثخن بالجراح، وهذا ما يتيح للمحتلين التحرك فيه بأريحية، والأمر يتطلب صحوة جنوبية لتغيير الوضع الواهن ، وخصوصا أولئك الذين يقاتلون في الساحل الغربي ومارب وجبهات الحدود ، عليهم أن يعودوا إلى محافظاتهم لتحريرها من دنس المحتلين فهي الأحق بتضحياتهم ، المال السعودي والإماراتي زائل والأرض هي الباقية ، يكفي متاجرة بأرواحهم ، العدو الذي يقاتلون بالنيابة عنه يتربص بمحافظاتهم الدوائر وهم في مقدمة من سيكتوي بنيرانه ، الفرصة سانحة لهم اليوم لتصحيح مسارهم واستعادة أمجاد أجدادهم والسير على خطاهم في درب النضال والمقاومة.
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، النصر والتمكين لليمن واليمنيين، والخزي والهزيمة والعار للمحتلين وأذنابهم المرتزقة المنافقين، وكل عام والوطن والشعب بألف ألف خير.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.