محمد القعود

نقد الهلوسة..!!

 

 

كنت برفقة اثنين من الأصدقاء نتحدث حول شؤون وشجون الأدب والنقد.. وتشعّب بنا الحديث ، وشرّق وغرّب، ولمّح وعرّض ، فقال صديقي الأول وهو من المشتغلين بالأدب وهمومه:
معظم ما يكتب تحت باب النقد الأدبي هو مجرد “شخابيط” وخواطر وكلمات “خبط ونسخ ولصق “..وتجميع لتعابير ومصطلحات ” ملطوشة ومسروقة ومنسوخة وممسوخة ومستلة” من دراسات وكتابات نقدية لكتَّاب ونقاد من الخارج ..إنها كتابات تعاني من فقر المعرفة والإجادة والإبداع.. كتابات “استعراضية” وسطحية لإشعار الآخرين بمدى ما لديهم من مصطلحات وكلمات وسكوكات لفظية محفوظة وملطوشة..!
وبحركة مسرحية قذفنا بسؤاله:
أليس كذلك ياااااااجماعة الخيييير.؟!
وأشعل سيجارته مستمتعاً بصمتنا وعدم ردنا. وتركنا ليذهب لقضاء بعض أعماله…!!
***
أما صديقي الذي بقي معي فقد كان أحد الأصدقاء ممن لديهم شغف بالقراءة الجادة والمتابعة المستمرة لمعظم ما ينشر من إصدارات وكتابات في مجال النقد والأدب.. فقد قال ساخرا:
يا عزيزي إن كل تلك الكتابات “العاهات” التي يقولون عنها نقدية، هي للأسف أشبه بتلك الكتابات التي يخطّها هواة الشخبطة على جدران الحمامات العامة ومقاعد الباصات الخلفية وجدران الأزقة والشوارع.. كتابات مليئة بعبارات ومعاني الإسفاف والتفاهة والجهل والقذع وتضخم الذات وادعاء البطولة والإساءة والغرور والمبالغة في الثناء والمدح والخرط وفي الذم والقدح والسخرية.. كتابات هلس وشطح ونطح وجوع وجنس ومراهقة وتضخيم وتقزيم وأوهام وشعوذة ..كتابات تعكس مدى الخواء الذي يسكن عقول أصحابها ..!!
وحين أبديت له امتعاضي من تعبيره ومخالفتي لوجهة نظره وأسلوب طرحه وسخريته..!!
رد بتخابث:
طيب.. وماذا تسمّي تلك الهراءات أو القراءات التعيسة والشطحات العابرة للقارات والحارات..؟!
قلت: وجهة نظر.
ضحك بطريقة مستفزة ثم قال بسخرية:
وجهة نظر يا نظر..!
وأعقب ذلك بجمل متلاحقة قاسية من أهونها :
يا رجل قل كلمة حق وأطلقها في وجه جميع الموهومين بالعظمة وشخاطيطهم وكتاباتهم السقيمة ..!
وحين وجدني في حالة صمت..
أطلق قهقهة عالية ..أعقبها بكلمة ممطوطة وساخرة:
جبااااااان..!
وتركني في حالة وجوم وذهول وغضب..!!

قد يعجبك ايضا