أساليب واشنطن العدائية محكومة بالفشل:رفع الحظر الأمريكي عن إيران.. الضمانة الوحيدة لنجاح مفاوضات فيينا
طهران /
رغم أن أمريكا هي التي مزقت الاتفاق النووي وفرضت عقوبات غير مسبوقة على إيران، ورغم نكوث فرنسا وألمانيا وبريطانيا لعهودها، وتواطأت مع الموقف الأمريكي، وفشل روسيا والصين في اتخاذ إجراءات يمكن أن تعوض إيران عن الخسائر التي منيت بها بسبب هذا الانتهاك الغربي الصارخ لاتفاق دولي كان مدعوما بالقرار 2231، رغم كل ذلك قررت إيران مرة أخرى أن تحضر محادثات فيينا من اجل وضع الأطراف الأخرى أمام مسؤولياتها إزاء الاتفاق النووي.
حضور إيران في فيينا سيكون مختلفا هذه المرة، حيث أعلنت وبشكل واضح، أن المحادثات القادمة في فيينا لن تكون حول القضايا النووية، فهي قضايا قد تم الاتفاق عليها سابقا وبالتفصيل، لذلك سينصب البحث حول إلغاء الحظر المفروض على إيران بجميع أشكاله، وعودة الأطراف الأخرى إلى التزاماتها، وليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون هناك ضمانة قوية وكافية بأن أمريكا لن تنسحب من الاتفاق النووي مرة أخرى.
اكثر من مسؤول إيراني، اعتبر رفع جميع العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي شرط ضروري لنجاح المفاوضات، وان المفاوضات النووية ستفشل في حال عدم إلغاء كل إجراءات الحظر المفروضة على ايران، واي تقدم في المفاوضات يجب أن يترافق مع إلغاء كل إجراءات الحظر الامريكية ، وليس لدى ايران وقتا لتهدره في مناقشات عقيمة، حول من يجب أن يعود إلى الاتفاق النووي أو لا؟، ومن يجب أن يتخذ الخطوة الأولى؟، فالجميع يعلم، ومن ضمنهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء أمريكا الغربيون، أن أمريكا هي التي انسحبت من الاتفاق وهي التي يجب أن تعود اليه، ولا طريق يمكن أن تعود من خلاله إلى الاتفاق النووي، إلا طريق رفع الحظر.
يبدو أن إدارة بايدن، راهنت على سياسة الضغوط القصوى الفاشلة، التي اعتمدتها إدارة سلفه ترامب، وكان بايدن يتوقع أن تثمر مواصلة هذه السياسة، عن تنازلات إيرانية، ولكن الذي حصل كان عكس ذلك تماما، بعد أن قلصت إيران التزاماتها في الاتفاق النووي، دون أن تنسحب منه، الأمر الذي جعل إدارة بايدن تستشعر بضغط الفشل الذي ارتكبته، عندما واصلت سياسة الفاشل ترامب.
من اجل تذكير أطراف الاتفاق النووي بمسؤولياتها، وعدم تكرار أخطاء الماضي، أكد المسؤولون الإيرانيون، لنظرائهم الأوروبيين تحديدا، تلميحا تارة وتصريحا تارة أخرى، أن على الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، عندما تجلس إلى طاولة المفاوضات، أن تتمكن من متابعة سياسات مستقلة عن أمريكا، وإلا لماذا يجب أن تجلس إلى طاولة المفاوضات، وهي تسير كالأعمى خلف أمريكا، كما حصل عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي.
المطلوب إيرانيا من الأوروبيين- الأعضاء في الاتفاق النووي، الذين نكثوا عهودهم ولم يلتزموا بما وقعوا عليه، أن يعوضوا إيران هذا المرة، عبر اتخاذ خطوات عملية لرفع الحظر، وعدم الاكتفاء بالكلام ورفع الشعارات، فالوقت الذي يعتقدون انه سيف مسلط على إيران، بسبب العقوبات القصوى، هو أيضا سيف مسلط على رقاب الأوروبيين والأمريكيين، فكما مرّ، يكون نصله قد نفذ في رقابهم أكثر، فإيران عام 2021م ليست إيران عام 2015م،.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان أن إيران جادة في التفاوض والتوصل إلى اتفاق لضمان مصالح الشعب الإيراني وإلغاء الحظر.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أمس السبت قوله: “سنطلق بدءا من الأسبوع الجاري مفاوضات فيينا، وكان مساعدي الدكتور باقري قد قام بمشاورات في العواصم الأوروبية وفي موسكو وبكين وخلال زياراته إلى دول الجوار والمنطقة، وأجريت أنا شخصيا محادثات مطولة مع وزراء خارجية جميع الأطراف المقابلة لنا في الاتفاق النووي”.
وقال: “إننا وفرنا كل التحضيرات فيما إذا عادت الأطراف الأخرى إلى التزاماتها كاملة، وذلك من اجل التوصل إلى اتفاق جيد وسريع، وقد أعلنا مواقفنا ومطالبنا استمرارا للمفاوضات السابقة، كما شرحنا الوثيقة المرتبطة بالاتفاق النووي وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف: “أن الرأي الصريح والواضح للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو انه يجب في طاولة المفاوضات ضمان حقوق ومصالح الشعب الإيراني وإلغاء الحظر ونحن نأمل أن نتمكن في مفاوضات فيينا من اتخاذ خطوات أساسية وناجحة إلى الأمام”.
وقال وزير الخارجية الإيراني:” من المؤكد أن أيدينا لن تكون مكتوفة فأمامنا خيارات عديدة، وسنبدأ من خيار المفاوضات في فيينا ونحن جادون في التفاوض والتوصل إلى اتفاق ونأمل أن نرى الجدية مثلما تقول الأطراف الأخرى خاصة الغربية في كلامها”.
وأضاف: لقد قلنا لهم إننا حكومة عملانية وساعية للوصول إلى نتيجة ونأمل أن يحدث هذا الأمر في مفاوضات فيينا.
واعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا ستتمحور حول عودة الولايات المتحدة للاتفاق الموقع في 2015م ،مؤكدا أن أساليب واشنطن العدائية ضد طهران محكومة بالفشل.
وقال إسلامي في تصريح أمس الأول إنه “بالسلوك القانوني والسياسي الصحيح تفاوضنا حول الضمانات والالتزامات بمعاهدة حظر الانتشار النووي وأظهرنا أن مسار إيران النووي سلمي”.
وندد إسلامي بالحظر الاقتصادي الظالم التي تفرضه واشنطن ضد طهران لتحقيق مآربها، لافتاً إلى أن الأساليب العدائية التي استخدمتها ضد إيران محكومة بالفشل.
وفي سياق متصل قال رئيس البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد رضا غائبي “إن النهج الإيجابي والبناء الذي أظهرته إيران لم يستجب له بشكل صحيح من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأكد غائبي خلال اجتماع حول الضمانات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه “ليست هناك قضية تتعلق بالضمانات حول الأنشطة النووية الإيرانية الحالية”، مبيناً أن من مصلحة الطرفين احترام المبادئ الثلاثة المعترف بها للاستقلال والحيادية والمهنية.