في المؤتمر الأخير للتسول باسم اليمن جمعت الأمم المتحدة ما يقارب المليار دولار، باسم الجوعى والمحتاجين في اليمن؛ وهي عادة درجت عليها منظمة الأمم المتحدة كل عام منذ بداية العدوان الهمجي على اليمن.
سبع سنوات من الحرب والقتل والموت والدمار والحصار الجائر، تعرت فيها منظمات حقوق الإنسان والدول الديمقراطية ومنظمات العالم الإسلامي والجامعة العبرية (العربية )، بل إن بعض هؤلاء شاركوا في القتل والدمار والحصار والشرعنة للعدوان والسكوت على جرائمه.
سبع سنوات تخلى فيها العالم عن الضمير، وترك اليمنيين نهبا للقتل والجوع والأمراض والموت من قبل دول العدوان؛ وعلى رأس هؤلاء الطاغوت السعو/حماراتي الذي يتلذذ بسفك دماء اليمنيين، وتدمير بلادهم ومنع الغذاء والدواء عنهم.
وتقول التقارير إن من قضوا بالجوع والأمراض هم أكثر بكثير من أولئك الذين قضوا بالحرب.
كل يوم يخرج علينا مسؤولو الأمم المتحدة بتصريح عن الوضع الكارثي والمجاعة في اليمن.
والحقيقة إن هذه التصريحات هي لمجرد ابتزاز المانحين لزيادة دعم جيوب العاملين على ما تسمى برامج المساعدات الإنسانية في اليمن.
تحول جوع اليمنيين والحرب عليهم إلى أداة للتكسب والأثراء لدى منظمات الأمم المتحدة والعاملين معها من الداخل والخارج.
سلسلة من اللصوص تبدأ من الأمم المتحدة ومنظماتها والعاملين عليها لتصل إلى منظمات التوزيع في المدن والقرى اليمنية، بعض هؤلاء تفوق مرتباتهم آلاف الدولارات.
وفي تصريح لأحد مسؤولي النازحين في العاصمة صنعاء قال: إن ما يصرف على المحتاجين لا يزيد عن ٢٠٪ مما يتم جمعه من المانحين، والبقية تذهب مرتبات ومسوحات ومواصلات ومكافآت، وفنادق للعاملين، وحتى هذه الـ ٢٠٪ ما يصل منها للمحتاجين لا يزيد عن كيس طحين مسوس، أو علبة زيت منتهي الصلاحية.
يتذكر الناس ما حدث من عبث وسرقات للغذاء قبل سنوات في تعز، إذ تم سرقة ٧٦ ألف سلة غذائية، تبادل فيها اللصوص الاتهامات بشأنها.
كما شاهد الكثير من اليمنيين تلك السلال الفاسدة التي تم توزيعها على المحتاجين وما أحدثت لهم من أمراض.
كل عمل المنظمات المتعهدة للتوزيع هو عبث في عبث؛ فتارة يغالطون المحتاجين ليسرقوا أشهرا بكاملها، وأخرى يبيعون الحالات، وثالثة يعطونها للمقربين منهم ولغير المستحقين، وخاصة إذا كانت نقدا.
احتكر حزب الإصلاح وحلفاؤه توزيع الغذاء في المناطق المحتلة، فعبثوا وعاثوا في الأرض الفساد واحرموا الكثير من المحتاجين والمستحقين من هذه الإغاثة وتوابعها.
الأمم المتحدة ومنظماتها والعاملون معها هم جزء من العدوان ويستثمرون هذا العدوان لملء جيوبهم دولارات، بل إن مجلس حقوق الإنسان أخرج السعودية من قائمة منتهكي حقوق الأطفال مقابل الله يعلم ماذا!!
هناك تجار حروب وهؤلاء معروفون، وهناك تجار أغذية يستغلون مأساة الشعب اليمني للتسول ياسم الجوعى والمحتاجين.
أحدهم كان ينتحل صفة وزير الإدارة المحلية في فنادق الرياض ومسؤول عن الغذاء، يبيع الغذاء في أسواق أفريقيا، وقيل إنه أصبح من ملاك العقارات في بيروت والقاهرة وغيره الكثير من اللصوص الذين أثروا عل حساب الجوعى والمحتاجين في اليمن.
برامج المساعدات ليس عليها رقابة، ولذلك لحقها الفساد..
في مدينة صنعاء المكتظة بالنازحين والمحتاجين كان الغذاء يوزع شهريا، وفي الآونة الأخيرة اقتصر التوزيع على كل شهرين.
بالمختصر، ارفعوا عنا عدوانكم واحتفظوا بغذائكم، ولنا الله من فسادكم.