إنها كرة القدم التي تفرح (في الغالب) من يجتهد في الملعب، وإن كانت تقسو على البعض، حتى وإن كان أداؤهم هو الأفضل… تحت مسميات كثيرة أبرزها الحظ..
كلنا تابع نتيجة نهائي دوري الدرجة الأولى بين وحدة صنعاء وفحمان أبين، والتي آلت للاحتكام لركلات الترجيح، لتنتهي بترجيح كفة فحمان والظفر بدرع الدوري.
ركزوا معي على كلمة ترجيح… فهي لا تعني بكون هناك فائز في المباراة، والدليل أن نتيجة هذه المباراة في سجلات الاتحاد هي التعادل.. ولكن الركلات رجحت كفة فحمان لنيل اللقب..
بعيدا عن هذه الفلسفة التي قد لا تعجب الكثيرين، خاصة من مشجعي فحمان، نبارك للاعبيه ومدربه وادارته وجماهيره، على هذا الإنجاز الكبير، خاصة وأنه لم يكن من بين المرشحين، هذا إذا لم يكن قد رشح للهبوط قبل انطلاق الدوري..
لن ننغص على الفحمانيين فرحتهم، ولكن نقول لكل من هضم وحدة صنعاء مجهوداته قبل الدوري وأثناءه وتناسى وصوله بجدارة للنهائي… عليكم افتراض أن ركلات الترجيح عكست النتيجة… كيف سيكون الحال.
أكيد سيتم تسليط الضوء على نجومية الوحدة ومدربه، وسيقولون شعرا في رئيس النادي أمين جمعان… مع أن خسارة اللقب لا تقلل اطلاقا من كل المكتسبات التي تحققت لنادي الوحدة، والبطولة قد تأتي بركلات الحظ، ولكن نادي نموذجي لا يأتي إلا بتخطيط ودعم.
الوحدة ينقصه الحظ، وظهر ذلك في الملتقيات التي ينظمها وتذهب لغيره، وتجلى ذلك في فقدانه للدوري بركلة حظ.
لا نقلل اطلاقا من إنجاز فحمان، ولا حنكة مدربه البعداني، ولا رباطة جأش لاعبيه … فما تحقق قياساً بإمكانيات الفريق، شيء كبير، فقد ظهر منذ البداية كحصان البطولة الذي يصعب إيقافه.
ولكن حتى نسمي الأمور بمسمياتها، ففحمان فريق طامح حالفه الحظ، أولا أمام أهلي صنعاء وبذات الطريقة أمام الوحدة… لا يستطيع أحد القول بأن هذا الفريق متخصص في ركلات الترجيح، بقدر ما يمكن القول بأنه محظوظ فيها.
الاتحاد الدولي ما زال يبحث عن طريقة يتجاوز بها الاحتكام لركلات الترجيح، فهو لا يرى أن هناك عدالة في أن يخسر أحدهم اللقب بركلة خاطئة، ولكن يرى فيها الخيار المر، التي تصنع الفرح والحزن في ثانية واحدة..
من حق مودية خاصة وأبين عامة، أن تعيش الفرح من الآن وحتى يتوج فريق آخر بالدوري القادم، ومن حقها المفاخرة بتمثيل اليمن في البطولة الآسيوية، مع تمنياتنا له بالتوفيق.
قبل النهائي ومن خلال قراءتي لكثير من الزملاء، لاحظت ولو على استحياء أمنيات البعض من خسارة الوحدة، لا لأجل الوحدة، ولكن لأن رئيسه جمعان، بالمقابل كانت هناك كتابات تتمنى فوز فحمان، لا لكونه فحمان، ولكن لأنه من محافظة رئيس الاتحاد.
بكل بساطة هي كرة القدم ابتسمت لفحمان، فمبارك عليه، وكان يمكن أن تفعل الشيء نفسه مع الوحدة فتتم المباركة له، والوحدة قد يكون خسر البطولة ولكنه لم يخسر فريق جيد لعب بنسق تصاعدي..
نبارك للاتحاد العام وكافة لجانه نجاح الدوري، مع أن تسجيل الإخفاق الكبير فيما يتعلق بالنقل التلفزيوني، لا يقلل من النجاح الذي تم.
المبالغ المقدمة كجوائر لا تستقيم اطلاقاً مع اسم الدوري ولا مع جهد الفرق وخسارتها، وقد نبهت على ذلك في قراءاتي للائحة الدوري في مقال خصص لذلك قبل الدوري، ومع الأسف لم تعط الأندية هذا الجانب أهمية الا يوم التتويج..
نجاح الدوري بهذه الطريقة التي فرضتها الظروف، لا تعني اطلاقاً تكرار الدوري السندويتشي، الذي أرهق الفرق وساهم في فقدان بعضها للبطولة.
